فصل جديد من معاناة ابناء الشهداء بدأ مع نهاية البرنامج السنوي للعطل الصيفية بالديار الاسبانية. وتتعلق القضية بابنة الشهيد احمد التومي الذي إلتحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب العام 1975 وشارك في العمليات العسكرية ضد المحتل المغربي مما ادى الى إصابته بجروح خطيرة في احدى العمليات عام 1977 وامضى بالجزائر مدة للعلاج وبعد تحسن حالته الصحية عين مسوؤلا عن قسم الصحة العسكرية في مكتب الجبهة بمدينة تندوف الجزائرية لمدة 6 اشهر . بعدها عاد الى الناحية العسكرية الثانية وشارك في عدة عمليات حتى اصيب بجرح في الرأس وظن رفاقه انه فارق الحياة حسب ما روى احد الشهود وبدأو في حفر قبر له ولرفات مجموعة من الشهداء الذين سقطوا في العملية قبل ان يتفاجأ احد المقاتلين ان احدهم لازال يتنفس بصعوبة فذهبو به الى مستشفى تندوف ثم الى الجزائر حتى تحسنت حالته الصحية. وارسل بعد ذلك الى دولة يوغوسلافيا. واجريت له عملية جراحية في الرأس فقد على اثرها الذاكرة. وبدا يسترجع الذاكرة بعد عودته الى مخيمات اللاجئين الصحراويين. وبعد عودته من رحلة العلاج تزوج وانجب خمسة ابناء واختار السكن في الشهيد بلة. حتى يصبح قريب من مقر العلاج. بسبب وجود شطايا من بقايا الانفجار لازالت قرب رأسه وهو ما يسبب له الام كبيرة وبقي على هذه الحال حتى توفي عام 2005.
ومن بين ابنائه الخمسة طفلة عمرها 9 سنوات حالتها الاجتماعية جد صعبة حيث تعاني امها من مرض الشلل. وخالتها مصابة بمرض عقلي شبه مزمن. اضافة الى كونهما اي الام والخالة يتيمات الاب والام ولهم شقيق واحد.
وبعد قدومها في برنامج عطل من اجل السلام كانت ابنة الشهيد بمنطقة بالينثيا وتحديدا بمدينة اليكانتي وحاول البعض مساعدتها على البقاء باسبانيا حتى تتمكن من مساعدة عائلتها بالمخيم في اوضاعها الصعبة. ورغم ان قضية بقاء الاطفال لايتطلب الكثير من العناء. الا ان ممثل منطقة بالينثيا السيد محمد المامون احمد رفض بقائها بحجة ان ذلك يتنافى والقوانين المعمول بها في برنامج عطل من اجل السلام. متناسيا انه كان من بين الاوائل الذين هجروا عائلاتهم الى اسبانيا، وعادت الصغيرة الى عائلتها يوم 10 سبتمبر 2012 دون ان تتمكن من البقاء باسبانيا رغم إلحاح العائلة الاسبانية المضيفة.
فمن المسؤول عن هذه المأسات الانسانية التي سببها الاول والاخير بيروقراطية مكاتب الجبهة الشعبية باسبانيا؟، وهل القوانين الخاصة بالعطل الصيفية تطبق وفقط على الطبقات المسكينة وعلى رأسها ابناء الشهداء؟ ام ان الممثلين والسفراء والوزراء هم اناس فوق القانون؟.
