اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الحركية الدبلوماسية لم تراعي الازمة الاقتصادية باسبانيا.

كتب بواسطة : futurosahara on 30‏/09‏/2012 | الأحد, سبتمبر 30, 2012

رغم الازمة الاقتصادية التي تعصف باوروبا خاصة اسبانيا والتي اضطرتها الى غلق مصانعها وشركاتها ونزل عمالها الى الساحات للتظاهر منددين بسياسة التقشف الحكومية الا ان المشرفين على الحركية الاخيرة في السلك الدبلوماسي الصحراوي لم يضعوا في حساباتهم هذه القضية بدليل تعيين 9 أشخاص في المركزية بالعاصمة مدريد بالاضافة الى الممثلين ومساعديهم بمختلف المقاطعات الاسبانية وهي كتلة بشرية اصبحت معها جمعيات الصداقة الاسبانية عاجزة عن السيطرة على تكاليفها المادية في ظل الازمة وهو ماسينعكس سلبا على اداء الحركة التضامنية في اوساط المجتمع المدني الاسباني.
وبعد إعلان القائمة النهائية لحركية السلك الدبلوماسي التي انتظرها كثيرون باعلان قائمة الممثلين بالديار الاسبانية أثار الاستغراب تعيين بعض الممثلين الذين لايتقنون لغة بلاد "خوان كارلوس" رغم ان مساعديهم من نواب وحتى موظفين يحملون شواهد عليا من جامعات كوبية واسبانية، وهو مايدل ان الكفاءة كانت أخر مايفكر فيه القائمين على التعيينات الاخيرة. طالما ان قاعدة "الدم المناسب في المكان المناسب" كانت هي القاعدة المثالية التي اعتمدها النظام الصحراوي في هذه الحركية، وهي قاعدة لايستطيع الاستغناء عنها باعتبارها الركيزة الاساس لحكم النظام الذي دام اكثر من 37 سنة. 
بصمات اللجنة المكلفة بالحركية بدأت واضحة للعيان خاصة في اختيار الممثلين بالمقاطعات الاسبانية حيث كان منطق "الاقربون اولى بالمعروف" هو المنطق الذي اعتمدته اللجنة المكلفة بعملية التعيين إضافة الى الدور الذي تلعبه من خلف الستار دوائر نافذة لدى الكتابة العامة والتي بدأت بصماتها واضحة في بعض التمثيليات .
يلاحظ في هذه الحركية تهميش بعض رموز النظام مثل المدير المركزي السابق للتشريفات، اضافة الى المستشار السابق لرئيس الجمهورية الذي يبدو انه لازال يدفع ثمن معارضته العلنية للنظام بعد عقابه بالنفي سابقا الى اليونان الغارقة في الازمة الاقتصادية وتعيينه على احدى المناطق رغم تمكنه في اللغة الاسبانية وتجربته في الساحتين الداخلية والخارجية. الا ان المغضوب عليهم من قبل سيد الكتابة العامة عليهم ان يحمدو الله على اسبانيا لانها افضل بكثير من النفي الى حدود "دارفور" الجنوبية.
كما لوحظ كذلك قيام النظام بسياسة "العقاب الايجابي" لبعض رموز الفساد بعد نفييهم الى اسبانيا وتعيينهم على مكاتب بعض التمثيليات وهو إجراء لايخدم القضية الوطنية فمن تجرأ على بيع ممتلكات بعض السفارات ونهب الميزانيات يستحيل عليه التركيز على خدمة القضية في الساحة الاسبانية. 
المسأئل الايجابية في الحركية الدبلوماسية الاخيرة هي انها مكنت النظام الحاكم من ايجاد قضية يشغل بها الرأي العام الوطني عن قضاياه المصيرية وهو الذي يعاني اصلا من "الاستفراغ السياسي" منذ العام 1991 ، كما انها المرة الاولى في التاريخ الصحراوي الحديث التي يلتقي فيها اقطاب الصراع على السلطة عام 1988 ، ولذلك كان من المتوقع ان يحمل المولود الجديد الكثير من التشوهات الخلقية والتي بدت واضحة في المعايير المعتمدة في الحركية والمنطق المقلوب الذي تم على اساسه اختيار اعضاء السلك الدبلوماسي.