اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوحدة الوطنية بين كرنفالات القيادة وتحديات الواقع

كتب بواسطة : futurosahara on 12‏/10‏/2012 | الجمعة, أكتوبر 12, 2012

منذ سنوات عدة تخلت القيادة الصحراوية عن تنظيم الإحتفالات الرسمية المخلدة ليوم الوحدة الوطنية الذي يصادف 12 اكتوبر من كل عام، وإستبدلتها بإقتصار تخليد الحدث على بعض الأنشطة الثقافية ذات الطابع الدعائي لتسويق القضية الوطنية في عيون ضيوف الشعب الصحراوي من الأسر الإسبانية التي عادة ماتقوم بزيارات للمخيم في مثل هذا الوقت من كل سنة.وبات يوم الوحدة الوطنية الدجاجة التي تبيض ذهبا لوزارة الثقافة الصحراوية والمتأتي من ريع تظاهرة "أرتي تيفاريتي" مرورا بمهرجان الثقافة والفنون الشعبية وصولا الى يوم الخيمة الصحراوية فالملتقى الوطني للآثار، وهي تظاهرات بدأت معها كل وزارات الدولة الصحراوية مشلولة في عز الازمة الاقتصادية العالمية عدى وزارة الثقافة التي قفزت من الهامش الى قمة جبل العطاء النضالي وفقط معيار "الرابوني". .
ومع ان الوحدة الوطنية لكل الصحراويين تخلد ذكراها السابعة والثلاثين إلا انه يبدو ان القيادة الصحراوية قد سّرعت من وتيرة شيخوخة الحدث الرمز إذ اضحى مجرد ذكرى للتوقف وليس للتأمل وإستخلاص العبر، وهذا لن يتأتى عن طريق الكرنفالات والأهازيج بل بواسطة الملتقيات والندوات النخبوية لتحليل مرامي الحدث ومعاني الذكرى وتحديد مخاطر التحديات التي تواجه وحدة كل الصحراويين في حوار صريح يشخص الداء ويحاول توصيف الدواء ويكون مشبع بتفاصيل دراسة منحنيات صعود المكاسب. في ظل الوحدة وهبوطها في واقع التشرذم الذي نعيشه منذ سنوات تبدو عباءة الثقافة هي المشجب الذي تعلق عليه القيادة تناسيها للحدث ورميه الى سلم اولوياتها مع مايحمله من دلالات تاريخية تجعل منه الحدث الابرز الذي يؤرخ لبسط الجبهة كافة سلطاتها على عموم الشعب الصحراوي وهو بذالك يمثل مايشبه بداية عقد إجتماعي جديد تحول فيه المجتمع من سلطة الشيوخ الى النظام السياسي الذي يسمح للكل بالمشاركة .

 إن تنازل الشيوخ عن سلطاتهم الاخلاقية على شؤون المجتمع  للسياسيين يعبر عن بعد عميق سمح بعد ذلك بإنفراد الساسة بسلطة القرار بدل من وجود جماعات الضغط التي قد تحاول كبح جماح أي  فعل لايروق لها او تراه يهدد مصالحها وحدود سلطتها التاريخية، هنا يبرز اليوم كحدث يستحق التوقف والدراسة بدل الرقص على جراح  وألام  المواطن المعجون تحت وطأة الوطن المغتصب والسلطة الفاشلة .
لكن المتأمل في دلالات الحدث سيجد بعد سنوات عدة ان  ساستنا  ما إن تفردو  بسلطة القرار حتى أعادوا القطار الى سكته الاولى على شاكلة "قرون الكبش " بالمفهوم العامي . أخرجت القيادة  بعبع القبلية من تحت رماد سنوات الجمر والرصاص . وأعادت بذلك القيادة الرشيدة الشعب الصحراوي بسياساتها الفاشلة المرتكزة على مبدأ التوازنات لماقبل حدث عين بنتيلي بل واسوء منه حتى .
اليوم وبعد سبعة وثلاثين سنة من وحدة الصحراويين تبرز اسئلة منطقية حول مالذي تبقي من جوهر الوحدة ومظاهرها بسبب نوايا القيادة وطموحاتها؟.

 في ظل واقعنا الحالي حيث المواطن منقسم بين إغراءات العيش في بلدان الجوار او الهجرة تلقاء البلدان الاوروبية. وبعد طول إنتظار تبقى هذه الاسئلة في حاجة للإجابة من كل واحد منا بعيد عن منطق التخوين والتسويف.
فأيهما انفع للمواطن زمن الحجاج الثقفي  ام زمن ملوك طوائف  لحمادة عفوا "ملوك الوزارات".