وأكد مصدر حكومي موريتاني أن الأوامر صادرة من جهات عليا في البلاد، وأن تطبيقها بدأ فعليا منذ فترة كما انعكس بشكل جلي على الأعداد المسجلة في الولايات التي لها تماس مع مناطق تواجد الصحراويين في موريتانيا وعلى الحدود .
وقال مراسل لوكالة الأخبار الموريتانية التي اوردت الخبر من شمال البلاد إن أحد السياسيين الموريتانيين فتح منازله للصحراويين الوافدين للإحصاء، كما نصب الصحراويون مخيما قرب "بير أمكرين" من أجل تنظيم واستقبال المسجلين الجدد ضمن عملية أحيطت بالكثير من السرية.
وقال المصدر إن العملية ستستمر إلى غاية تسجيل أكبر عدد ممكن من الصحراويين الحاملين للوثائق الموريتانية، أو المقيمين في المخيمات .
وحسب نفس المصدر دائما يظهر مسح أجرته وكالة الأخبار ارتفاعا ملحوظا في سجل التقييد في المناطق ذات التواجد الصحراوي أو المناطق القريبة من الحدود مع الصحراء الغربية.
وتظهر الوثائق الرسمية الموريتانية فروقا كبيرة في حجم المسجلين في المدن الشمالية مقارنة بين آخر إحصاء السكاني (التعداد العام للسكان والمساكن 2000) والمعلومات التي توفرها الوكالة الوطنية للسجل السكاني والوثائق المؤمنة (التقييد السكاني 2012) فاقت 100% في كثير من الحالات.
ففي بير أم اكرين بولاية تيرس الزمور مثلا ارتفع عدد المسجلين على السجل السكاني بنسبة 280%، حيث ارتفع من 2761 نسمة حسب الإحصاء السكاني للعام 2000، إلى 10514 نسمة سجلت على السجل السكاني حتى اليوم الأحد 30 دجمبر 2012، بارتفاع وصل إلى 7753 نسمة.
أما في مدينة افديرك بولاية تيرس الزمور فقد ارتفع عدد السكان من 4431 إلى 7482 نسمة بارتفاع وصل إلى 3051 نسمة.
وفي ولاية داخلت نواذيبو ارتفع عدد السكان المسجلين في الولاية بـ11689 نسمة حتى الآن مقارنة مع الرقم المسجل في آخر تعداد السكاني خلال العام 2000، حيث وصل عدد السكان حسب الإحصاء 2000 إلى 79516، فيما ارتفع خلال التقييد السكاني الحالي إلى 91205.
وباستثناء هاتين الولايتين (نواذيبو + تيرس الزمور) لم تقترب أي ولاية أخرى من الرقم المسجل خلال الإحصاء العام للسكان والمساكن خلال العام 2000.
وفي العديد من مقاطعات موريتانيا وصلت نسبة التقييد السكاني ما بين 50 إلى 60%.
واذا صح الخبر فانه يدعم دون شك ما ذهبت اليه مصادر صحراوية كانت المستقبل الصحراوي قد التقتها عند بداية موجة الهجرة الى الجنوب التي بداها الصحراويون مع بداية الاحصاء السكاني في المناطق الموريتانية الشمالية وهو ان استقطاب الصحراويين الى الاحصاء هو عملية "ممنهجة " و "سياسية" بامتياز تنتهجها دوائر حكومية موريتانية لايعرف الى حد الان القصد من ورائها، و يعرف انه وبعد مرور زهاء ٠٦ اشهر على انطلاق العملية فان اكثر من نصف سكان المخيمات هم الان وحسب الاحصاء المذكور مواطنون موريتانيون مسجلين بصفة قانونية .
و امام الصمت الذي تبديه الحكومة الصحراوية حول الموضوع فانه لايعرف الى حد الان ماذا حملت جعبة مبعوث الرئيس الصحراوي ووزير خارجيته السيد محمد سالم ولد السالك الذي زار موريتانيا مؤخرا واستقبل شخصيا من طرف الرئيس الموريتاني العائد لتوه من رحلة علاج في فرنسا، وحسب مصادر خاصة صرحت للمستقبل الصحراوي فانه لايستبعد ان يكون المبعوث قد ناقش قضية احصاء الصحراويين في موريتانيا بالاضافة الى جملة من القضايا المشتركة بين البلدين وخاصة الامنية منها .
