اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

جهاز القوة العمومية من مخاض التأسيس الى مطبات الفساد

كتب بواسطة : futurosahara on 13‏/12‏/2012 | الخميس, ديسمبر 13, 2012

تطرح حادثة توقيف سيارة شرطة عمومية صحراوية  تحمل كمية معتبرة من المخدرات على حدود مدينة تندوف الجزائرية  العديد من الاسئلة المشروعة التي تؤرق الشارع الصحراوي  حول  كيفية الانتساب الى هذه الاجهزة التي يُفترض ان تحمي امن المواطن وتحارب هذه الظواهر بدل  التواطؤ  لتسهيلها ونقلها بل وبكل جرأة وتجاوز للقانون بواسطة وسائل نقل خاصة لخدمة المواطن وحمايته وهنا الكارثة الحقيقية .وفي اطار القضايا المنسية التي اثارتها هذه القضية ضبط الامن الجزائري قبل عامين سيارة تويوتا تحمل السجائر المهربة وتقوم بمرافقتها وتامينها سيارة للدرك الصحراوي و راقبها الامن الجزائري الى ان اقتربت السيارتان من الشهيد الحافظ و انفصلتا وقامو بمطاردة سيارة التويوتا الخاصة وبعد توقيفها وجدوا ان حمولتها من المحرمات و تبين لهم ان سيارة الدرك الصحراوي كانت تقوم بتأمين الطريق، كما ضبط الامن الجزائري العام الماضي شاحنة تقوم بمرافقتها سيارة تابعة للدرك الوطني الصحراوي، و ظن الامن الجزائري ان الدرك الصحراوي  يقوم باقتياد الشاحنة الى مكان الحجز او التوقيف ليتبين لهم وبعد عملية المراقبة ان الوجهة كانت جنوب "الرابوني" اى الى الحدود، مما جعلهم يصرون على تفتيشها و وجدو بها مواد ممنوعة و قدموا شكوى للسلطات الرسمية وبعد مدة تمت ترقية المسؤول عن هذه القضية بدل معاقبته.
لايجادل احد في حماسة اجهزة القوة العمومية الصحراوية وتفانيها في محاربة هذه الظواهر لكن ممارسات بعض المنتسبين لهذه الاجهزة بات يهدد بالقضاء على الصورة الناصعة للرجال والنساء الذين يقفون ليل نهار لحماية مخيمات اللاجئين من  شبكات المخدرات والجريمة العابرة للقارات  ويشتغلون في وضع صعب وبوسائل قليلة مع حجم سرعة إنتشار الظاهرة ومحدودية إمكانيات هذه الاجهزة في واقع اللجؤ الذي نعيشه . 
لقد واكب جهاز الشرطة الصحراوية المدني وقبله العسكري  مسيرة الثورة الصحراوية وشكل دوما الحصن الذي اندحرت على اسواره مخططات المخابرات المغربية وشبكاتها المتعددة لإختراق الوضع المستقر والهاديء  في مخيمات اللاجئين الصحراويين ، وحارب هذا الجهاز بكل إستماتة ولازال مافيا المخدرات التي تمولها المخابرات المغربية وعصابات الإجرام التي تعمل في هذا المجال ليل نهار لتقويض الوضع الآمن في المخيمات وتهدد إستقرار المجتمع الصحراوي في نفسيته وامنه وحتى صحته . وخضع الجهاز لدورات تأهيل مختلفة بحسب المتاح لكن ومع محاولة النظام الصحراوي حماية نفسه بدل المواطنين تُرك جهاز الشرطة لكل من هب ودب وبات مرتع للكثير من محدودي التعليم ومختلي السلوك ماسهل على هذه العصابات إختراق الجهاز . تارة بشراء ذمم بعض المنتسبين . وأخرى بإستغلال سذاجة بعض افراده لتمرير شحنات المخدرات او استعمال وسائل النقل الخاصة بالمؤسسة في  نقل بضائع الموت من مخدرات وغيرها .
وتم تدعيم هذا الجهاز ببعض الخريجين الجامعيين الذين لم تكن لهم الكلمة الفصل في قرارات هذا الجهاز وبقي دورهم ثانوي مما حال دون تجسيد بعض الافكار الايجابية التي كان يمكن ان تنقذ المؤسسة الامنية من مستنقع الفساد.
كل هذا يحدث بينما يحاول النظام الصحراوي تغطية الشمس بغربال وزير الداخلية وكلامه المعسول عن تحقيق قفزة نوعية في مجال تأهيل وتكوين منتسبي هذا الجهاز .
ومع ان الحادثة مؤسفة وخطيرة وتمس بمصالح المواطن الصحراوي البسيط  قبل أجهزة النظام فإنه لاينتظر ان يتخذ النظام الإجراءات الضرورية لكبح جماح هذه الظاهرة قبل إستفحالها. وسيعمد الى عامل الوقت كي ينسى الشارع الصحراوي الممتعظ جدا من الحادثة لتمرير الامر وكأن شيء لم يحدث البتة . خاصة وان الحادثة  ستؤثر لامحالة على العلاقة الجيدة بين اجهزة الامن الجزائرية في مدينة تندوف والاجهزة الامنية الصحراوية تلك العلاقة التي ظلت مبنية على الثقة والإنضباط والإحترام .  كما لاينتظر ان تثير الظاهرة تساؤلات البرلمان ممثل الشعب الذي يقط في نوم في انتظار دورته المقبلة.

وفي انتظار ماستكشفه بقية التحقيقات مع الموقوفين والتي قد تظهر حجم  التواطؤ والإختراق الذي تعاني منه اجهزة القوة العمومية الصحراوية وحجم الفساد المستشري فيها . يبقى ان الشارع الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين قد إستهجن الحادثة وطالب بتطبيق اقصى العقوبات على منفذيها الذين يخدمون اجندات المخابرات المغربية ومخططات العدو المغربي للنيل من سمعة القضية الوطنية ونقاء العلاقة بين أجهزة الأمن الجزائرية والصحراوية.