اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الصحراء الغربية والحرب المالية

كتب بواسطة : futurosahara on 16‏/01‏/2013 | الأربعاء, يناير 16, 2013

المتابع لتغطية وسائل الاعلام الرسمية الصحراوية للازمة المالية قد يتخيل له ان دولة مالي تقع في استراليا وان مايجري في هذا البلد لن يكون له اي تاثير على الاوضاع في الصحراء الغربية شأنه في ذلك شأن ظاهرة تسونامي التي تحدث في غرب القارة الاسيوية.
فالصحافة الجزائرية تتابع وعن كثب مايجري في مالي خاصة بعد الاعتداء على قاعدة بولاية اليزي الحدودية مع ليبيا، كما ان الصحافة الموريتانية تولي اهتماما خاصا لما يجري في مالي اضافة الى صحافة العدو المغربي. اما الصحافة الصحراوية الرسمية فيبدو انها لازالت تنتظر مكالمة هاتفية من "الكتابة العامة" لتسليط الضوء على مايجري من حرب يصفها البعض بالدولية بشمال مالي خاصة بعد مشاركة فرنسا.
يجب التذكير فقط ان منطقة شمال مالي هي المنطقة نفسها التي كانت بعض المجموعات الارهابية تحتجز فيها ضيوف الشعب الصحراوي الذين خطفوا نهاية العام 2011 من مخيمات اللاجئين الصحراويين من قبل جماعة التوحيد والجهاد وتم الافراج عنهم بفدية مالية.
كما ان المبعوث الاممي السيد كريستوفير روس اشار في تقريره الاخير الى الروابط الوثيقة بين مايحدث بشمال مالي ومستقبل القضية الصحراوية. ناهيك عن عوامل اخرى تتعلق بالتركيبة البشرية للجماعات المسيطرة على شمال مالي وهي معلومات لايمكن التعمق فيها حتى لانعطي فرصة للمحتل المغربي حسب منطق الاوصياء على المشروع الوطني في "الرابوني".
عامل آخر يستدعي الاهتمام بما يحدث بشمال مالي ويؤكد على اننا لسنا بمعزل عن الازمة المالية وهو الترابط الاجتماعي الوثيق بين المجتمع الصحراوي والمجتمع العربي بشمال مالي وهي روابط قد تجعل العديد من الاسر الصحراوية تترقب بحذر تطورات الحرب المالية.
سخونة الاوضاع العسكرية وتدفق اللاجئين على بلدان الجوار سيؤثر في المستقبل القريب سلبا على الاهتمام الدولي بالقضية الصحراوية لأن منظمة الامم المتحدة اصبحت منشغلة بازمتين في نفس المنطقة، ووفق المنطق الدولي فان الازمة المالية تحظى باولوية لدى المجتمع الدولي بسبب الخسائر البشرية اليومية وقضايا اللاجئين.
وما يزيد من الترابط بين الصحراء الغربية ومايحدث بشمال مالي هو الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي لاتبعد كثيرا عن حدود ولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين، وهي طبيعة مفتوحة ويستحيل السيطرة عليها عسكريا من جيوش المنطقة، ما يعني ان الطرف الصحراوي مطالب بمضاعفة اجراءات الحيطة والحذر ليس فقط على المواطنين الاجانب ولكن حتى على المواطنين الصحراويين بحكم ان الجماعات المسيطرة على شمال مالي ومنها جماعة التوحيد والجهاد التي تحوم الشكوك حول علاقاتها بالاستخبارات المغربية، سبق وان هددت بعد اطلاق سراح المتعاونين بضرب الاستقرار في مخيمات اللاجئين الصحراويين. وبعد نجاح احدى هذه الجماعات في الهجوم على قاعدة نفطية بجنوب شرق الجزائر وهي قاعدة محكمة التأمين بحكم وجود العديد من الاجانب العاملين بها وهو امر يستدعي اخذ الحيطة والحذر من قبل قوات الامن الصحراوية.

خريطة توضح القرب الجغرافي للحدود المالية من مخيمات اللاجئين الصحراويين
اما عن موقف العدو المغربي من الازمة المالية فقد اكد مصدر  دبلوماسي مغربي  لـ"الشرق الأوسط" أن "المغرب لن يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في شمال مالي"، مشيرا إلى أن "الرباط تدعم التدخل العسكري الدولي في شمال مالي". وهو موقف مبدئي مرشح للتطور خاصة وان المغرب كان يراهن على لعب دور محوري في الحرب على الارهاب بمنطقة الساحل والصحراء، وترك العدو المغربي وحيدا في هذه القضية قد تكون له انعكاسات سلبية على القضية الصحراوية خاصة وان المغرب لن يتردد في محاولته البحث عن ادلة مزعومة لعلاقة كفاح الشعب الصحراوي بظاهرة الارهاب العالمية.
لاندري هل من مصلحتنا تجاهل مايحدث بمنطقة شمال مالي دون تقديم اي مبرر مقنع لذلك التجاهل ؟، ام متابعة تطورات هذه القضية من اجل معرفة كيفية التعامل مستقبلا مع انعكاساتها المفتوحة على كل الاحتمالات خاصة على مستقبل القضية الصحراوية.