وكانت الاستراتيجية الإسبانية للدفاع التي تعدها وزارة الدفاع قد جعلت إبان حكومة سبتيرو من شمال إفريقيا أولية يجب الاهتمام بها وتوظيف تحالف الحضارات لتجاوز الاختلافات، وذلك للتخفيف من التوتر بين البلدين لاسيما وأنها لم تذكر اسم المغرب مباشرة كمصدر للمخاطر ولم تتطرق الى سبتة ومليلية.
لكن استراتيجية الدفاع الجديدة التي ترغب حكومة اليمين بزعامة الحزب الشعبي في تبنيها وستتم المصادقة عليها وتتعلق بالمخاطر التي تواجهها اسبانيا تنص على ضرورة "مواجهة المخاطر التي تتهدد سبتة ومليلية لأن المدينتين جزء من الوحدة الوطنية الإسبانية". وعنونت كادينا سير المقال في موقعها في شبكة الإنترنت ب "راخوي يتشدد مع المغرب في استراتيجية الدفاع الوطني الجديد".
وتأتي استراتيجية الدفاع الجديدة وتركيزها على سبتة ومليلية في وقت عمد المغرب الى تجميد هذا الملف بشكل كبير للغاية، إذ أصبحت الحكومة المغربية تتفادى الحديث عن هذا الملف. وساد اسبانيا قلق شديد جراء وصول حزب العدالة والتنمية الاسلامي الى السلطة، حيث كانت تتخوف من طرحه المدينتين إلا أن زعماء الحزب وخاصة رئيس الحكومة ابن كيران ووزير الخارجية سعد الدين العثماني أدليا بتصريحات مطمئنة للغاية تجاه هذا الملف.
وهو مايتناقض وشعارات الوحدة الترابية المزعومة التي يرفعها المغرب عندما يتعلق الامر بقضية الصحراء الغربية المحتلة.
