اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

حرب مالي تصل الى تيرس المحررة

كتب بواسطة : futurosahara on 11‏/02‏/2013 | الاثنين, فبراير 11, 2013

بينما تتكشف يوما بعد يوم الفظائع التي يقترفها الجيش المالي بحق بعض مكونات شعبه في المناطق الشمالية من دولة مالي التي كُتب لها ان تختلف عرقيا مع سكان جنوب تلك البلاد. ومع ان الوجه الخفي والبائس للتدخل الفرنسي في هذا البلد الأفريقي المشتت قد بدأ يطفو على السطح ثمة وجه ايجابي للحرب المدمرة في شمال مالي قد يصدق فيه القول العربي "رب ضارة نافعة" .
والقول يصدق هنا على  الثروة الحيوانية الصحراوية التي عادت ادراجها لمراتعها الاولى . فمنذ سنوات اختار العديد من ملاك الثروة الحيوانية الصحراوية والذين  هم عادة من القيادة الصحراوية، إختار هولاء شمال مالي كمراتع خصبة لقطعانهم حيث يجاورون تجار السجائر ومهربي المخدرات في ظل غياب سيطرة الدولة المالية ما سمح بإستثمار القوم في شراء الذمم ونسج علاقات مشبوهة مع رجالات الجريمة العابرة للقارات .
وفي ظل هذه الهجرات البعيدة لبعض صناع القرار في الدولة الصحراوية إما سخطا من سياسات الرئيس الصحراوي او هروبا من ضغط الشارع باتت الاراضي المالية حضن دافيء لبعض رموز القيادة الصحراوية حيث يمكنهم الاستراحة والاسترخاء وسط قطعان إبلهم او مواشيهم في جو لايكسر رتابته الا رغاء الابل وغثاء الماعز واصوات اباريق الشاي وهي معبقة برشفات لبن طبيعي يضمن الصحة ويوفر اللذة بعيدا عن صخب السياسة وخرجات الزعيم.
لقد وفرت الثروة الحيوانية لبعض قادة البوليساريو ولسنوات ريع إقتصادي بسبب توفر الايدي العاملة الرخيسة بمناطق شمال مالي  .لكن بعد هيمنة بعض الحركات الارهابية على منطقة الشمال اضطر  القوم للتنقل بقطعانهم الى المراتع التي تتبع للدولة الصحراوية وتقع تحت سلطة جبهة البوليساريو في المناطق المحررة .
 العابر او المتنقل في مناطق النواحي العسكرية الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي خاصة منطقة ميجك المحررة والقطاع التابع لها  سيلاحظ العدد الكبير لقطعان الأبل التي تجوب هذه الاراضي .مصادر خاصة اقتربت منها المستقبل الصحراوي في  المنطقة اكدت ان اغلب هذه القطعان قادمة من مالي وهي ملك لرموز قيادية من جبهة البوليساريو من بينهم الوزير المستشار بالرئاسة البشير مصطفى السيد والوزير المستشار لدى الوزير الاول السالك ببيه  .
ومع أن منطقة تيرس تشهد تواجد الكثير من قطعان الإبل خاصة في ظل الإستقرار الذي تنعم به المنطقة إذ يتواجد العديد من القطعان من موريتانيا والصحراء الغربية إلا ان بعض البدو الرحل الصحراويين وكذا رجالات أمن صحراويين قابلتهم المستقبل الصحراوي اكدوا تخوفهم من استباحة المنطقة من قبل الغرباء مايسهل على المخابرات المغربية التواجد في المنطقة وقرب مراتع الماشية من مناطق عسكرية صحراوية حساسة في ظل صمت السلطات المعنية بالامر.
كما ان بعض القيادة الصحراوية يلجأ الى تجنيس بعض "السراح" لضمان بقائهم  في رعي ماشيته مايشكل إختراق لحرمة الاراضي الصحراوية .
وتبقى تبعات الحرب الفرنسية على مالي تتخذ اشكالا مأسوية عدة رغم انها فتحت المجال للثروة الحيوانية الصحراوية بالعودة لمراتعها الاصلية بين الأهل والخلان وفي تيرس ملهمة الشعراء وايقونة المجد التي لاتنطفي شعلتها.