اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

على ماذا يُراهن المغرب في تعامله مع الهيئة الاممية ؟

كتب بواسطة : futurosahara on 15‏/08‏/2014 | الجمعة, أغسطس 15, 2014

نقلت وسائل إعلام مختلفة أن المغرب أرسل رسالة الى الأمم المتحدة يطلب من خلالها توضيحات معينة.
من الواضح ان تلك التوضيحات تعني توضيحات حول ماهو دور البعثة الأممية و دور الوسيط الأمريكي. في الوقت الذي تزداد فيه الأصوات المطالبة بتوسيع صلاحيات المينورسو، يُحاول المغرب تقويض أسس البعثة الأممية برمتها لكي يصبح من المستحيل توسيع صلاحياتها. من هذه االزاوية، إن بعض فقرات تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، 2012 و 2013 مفيدة جداً.
في الواقع، المغرب، يريد تغيير طبيعة المهمة.
يبدو أن المكالمات الهاتفية و الرحلات << العجلانة >> الى واشنطن فشل فيها المغرب في محاولاته لإلغاء إمكانية ان تقترح بعض الدول مرة أخرى تمديد ولاية المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
تقرير 5 ابريل 2012 92- وقد أدى التعليق الكامل لأنشطة الاستفتاء في عام ٢٠٠٣، إلى جانب تقلـص الـصبغة الدولية للنزاع والتغيرات الحاصلة في البيئة التشغيلية، إلى تشجيع الطرفين على وضع تفـسيرات خاصــة بهمــا، لا تتوافــق دائمــا مــع ولايــة البعثــة.
فــالمغرب يحبِّــذ عمليــة عــسكرية أضــيق لحفــظ السلام، في حين تتوقع جبهـة البوليـساريو رصـدا أوسـع لرفاهيـة الـسكان وإدراج آليـة لحقـوق الإنسان ضمنها، كما هو الحال في بعثـات حفـظ الـسلام الأخـرى .
وقـد أدى هـذان التفـسيران المتباينان إلى الأخذ بنهج في التعامـل مـع البعثـة أفـضى، بمـرور الوقـت، إلى تآكـل سـلطة البعثـة وضعف وظائفها وساهم في الخروج عن الممارسة المتبعة في مجال حفظ السلام.
تقرير 8 ابريل 2013 104- ولم يحدث أي تغير في التحديات التي تواجهها البعثـة فيمـا يتعلـق بولايتـها واخـتلاف الطرفين في تفسيرها. ومع التباين الكبير بـين ولايـة البعثـة - الـتي لم تـتغير منـذ عـام ١٩٩١ - والواقــع - مثــل التعليــق الكامــل لأنــشطة الاســتفتاء في عــام ٢٠٠٣ - فقــد اعتمــد الطرفــان تفـسيرات مختلفـة بـشكل كـبير للولايـة.
فـالمغرب يعـرّف البعثـة بأهنـا عمليـة عـسكرية في المقـام الأول لحفــظ الــسلام يجــري معظــم عملــها علــى امتــداد الجــدار الرملــي، في حــين أن جبهــة البوليساريو تنتظر من البعثة أن تقوم برصد حالـة رفـاه الـسكان وحقـوق الإنـسان الخاصـة بهم في جميع أنحاء الإقليم. وما زال هذا الاختلاف في الرأي يحدد بيئة العمليات وأدى إلى الـشعور بالإحباط وإلى الانتقاد من كلا الطرفين. فأحد الجانبين يؤكد أن البعثـة تحـاول إنجـاز أكثـر ممـا يلزم، بينما يؤكد الجانب الآخر أنها لا تقوم بما يكفي من العمل.
حدامين مولود سعيد