اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

بطل الظل في مؤتمر اتحاد الطلبة الاخير

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/08‏/2014 | الجمعة, أغسطس 29, 2014

يعتقد كثيرون ان مخرج افلام "الشبكة" و"المندسين" و"العملاء" ورجل النظام القوي سابقا قد ابتعد عن المشهد السياسي وعن هندسة السياسة الداخلية للبوليساريو منذ احالته الى وزارة التجهيز، لكن تدخلاته من خلف الستار في نتائج إنتخابات المؤتمر الاخير لاتحاد الطلبة الذي انعقد بولاية اوسرد أعادت البطل الى واجهة المشهد السياسي رغم التباعد الكبير بين اختصاصات وزارة التجهيز واهداف المنظمة الطلابية.
وبدأ واضحا من تدخلات الوزير في اشغال المؤتمر الثاني لاتحاد الطلبة ان البطل يلعب في الوقت الحاضر لصالح زعيمه نفس الدور الذي كان يؤديه في الماضي انما بتحديث حتى يواكب الزمن . فبعدما لم يعد الصحراويون يصدقون حديث "المؤامرة "و"الشبكة" و"الاغتيال" وغيرها، ولم تعد تنطلي عليهم اوصاف "الخائن" و"المندس" التي البست زورا لابرياء ازهقت ارواحهم بسببها . غير  وزير التجهيز  (التدليس)  الوظيفة وطريقة العمل الى اخرى اكثر نعومة وملائمة للعصر وهي تحكمه في صناديق الانتخاب وتوجيه الناخبين من خلال ادوات يشرف عليها بنفسه، فعند كل إستحقاق وطني يتحول مقر سكن وعمل الوزير الى مكان اجتماع دائم لدراسة ملفات المترشحين و البحث في خلفياتهم الثقافية والسياسية اولا ثم القبلية ثانيا، والغاية هي تنسيق العمل من اجل انجاح المرشح المعمد نظاميا، فان لم يوجد فاقل المترشحين "شرا" واخفهم "ضررا"، وهذا خدمة لولي نعمته حتى لا يفاجأ بشخص غير مرغوب فيه يسبب له مشاكل او عدم إنسجام مع النظام الذي سهر سنوات في صياغته وبلورته على هذا النحو . فالقادم يجب ان يكون قبليا فاسدا او على الاقل ليس ضد الفساد ومواليا الى درجة ذوبان شخصيته في شخصية القائد المفدى .
كل انواع الانتخاب من الاتحادات الهامشية الى المنظمات الجماهيرية يتدخل فيها ويحرك عرائسه من خلف الستار،  ولقد وجدنا اشخاصا سذجا معجبين بقوة تحليله وتوقعه للخارطة الانتخابية فكلما توقع نجاح شخص ما كان بالفعل هو الذي ينجح لكن الامر لا يخرج عن تحكم في العملية وحساب للنتيجة، والتي حتى ان لم تكن بالحساب تاتي بالتزوير  غير المباشر من خلال عدد من المخالفات القانونية ومن التدخل في اختيار لجنة الانتخابات التي يغض اعضاؤها العين عن المخالفات ولوائح المصوتين.
تدخلات الوزير البطل في اشغال مؤتمر اتحاد الطلبة توحي ان الرجل ستكون له الكلمة الفصل في اختيار وريث عرش البوليساريو خاصة وان معركة الوراثة لعرش "الكتابة العامة" قد بدأت وإن بشكل غير معلن، ويمتلك البطل تجربة كبيرة في كيفية صناعة الرؤساء بعد قيادته لانقلاب ابيض قبل 38 سنة، وهو الانقلاب الذي توج حاكم البيت الاصفر بامانة البوليساريو ورئاسة الدولة الصحراوية.
احتفاظ الرئيس ببطل المسرحيات الانتخابية يثير اكثر من تساؤل عن المخاوف مما يخفيه الرجل من ملفات سوداء لاشك انها تدين الرئيس اكثر من غيره، لذلك يحرص الرئيس على ضمان منصب وزاري للصندوق الاسود لنظامه مخافة انكشاف مايخفيه من تجاوزات لازالت تلقي بظلالها السلبية على اي خطوة قد يخطوها الطرف الصحراوي في الحرب الحقوقية مع المحتل المغربي.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.