اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

بعد سنوات من التشدق بحمل السلاح..هل اخلفت القيادة وعودها؟!

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/08‏/2014 | الخميس, أغسطس 21, 2014

تثير الرسالة الاخيرة التي بعثها رئيس الجمهورية الى الامين العام الاممي الكثير من علامات التعجب والاستفهام. فالرسالة تعد الاولى من نوعها التي يتحول فيها الطرف الصحراوي من طرف يهدد بالعودة الى الكفاح المسلح الى طرف يتوسل الهيئة الاممية حتى تمنع العدو المغربي من خرق وقف اطلاق النار الذي وقع عليه النظام الصحراوي ودون اي استشارة شعبية عام 1991.
فالرسالة تضمنت عبارات اقرب ماتكون الى الاستجداء من اجل التدخل الاممي لوضع حد لحالة الاستنفار المغربية في المناطق الصحراوية المحتلة، وهو مؤشر يؤكد ان الطرف الصحراوي لم يعد في يده اي وسيلة لوضع حد للتجاوزات المغربية باستثناء استجداء الهيئة الاممية. 
وجاء في مستهل رسالة الرئيس الصحراوي للامين العام الاممي "أتوجه إليكم بهذه الرسالة بصورة عاجلة لأنقل لكم بالغ قلقنا وانشغالنا إزاء تطورات خطيرة جداً تشهدتها الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية".

كما تحدث الرئيس عن إقدام الدولة المغربية على تجميع وحشد لجيشها، لا سابق له منذ توقيع وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي في 6 سبتمبر .1991
اسلوب الرئيس الصحراوي في مخاطبة الامين العام الاممي يدل ان النظام الذي اهمل المؤسسة العسكرية متخوف من تكرار سيناريو خروج قوات الاحتلال المغربية الى خارج حدود جدار الذل والعار، مثلما حدث قبل سريان اتفاق وقف اطلاق النار عام 1991،  وهي الحادثة التي لم يرد عليها النظام الصحراوي انذاك بهدف نيل شهادة حسن النية من الهيئة الاممية، رغم ان القوات المغربية عملت على انتهاج سياسة التدمير الشامل التي مست منشأت في المناطق المحررة خاصة منطقة بئر لحلو.
رسالة الرئيس الى الامين العام الاممي هي دليل ملموس على الاخطاء الفادحة التي ارتكبها النظام الصحراوي بعد التوقيع على وقف اطلاق النار ومنها اضعاف المؤسسة العسكرية وتحويلها الى مؤسسة هامشية، تاركة المجال للوزارات السيادية الحديثة مثل "الثقافة والتعاون والهلال والتجهيز" وهي مؤسسات مطالبة بالدفاع عن التراب المحرر اذا ماتعرض لاي هجوم غادر من قبل قوات العدو المغربي.
المتابع لتطور الاحداث و الخطاب المتكرر و الممل للقيادة الصحراوية في السنوات الاخيرة يدرك مدى انحراف البوصلة القيادبة عن ترتيب بيت العسكر للاستعداد لواقع حرب يمكن ان تفرضه الظروف في اية لحظة، بل ان الواقع يقول و بمؤشرات جلية للعيان ان القيادة و رغم ما تقول في المناسبات الرسمية من إعادة إعتبار للمؤسسة العسكرية والحفاظ على جاهزيتها الى ان الواقع يقول عكس ذلك، بعد ان اصبح هدف القيادة هو الحفاظ على بنبة عسكرية بالحد الادنى من الامكانيات والتجهيز و ذلك لتلهية الشباب و الشعب عموما ، و انه لم تكن هناك نية ابدا في العودة الى الكفاح المسلح من طرف القيادة التي رأت في سنوات السلام "جنة اللجوء"، و ما رسالة الرئيس الاخيرة الا تعبيرا عن عجز كلي حتى في الخطاب الموجه للعدو و لو من باب رفع معنويات اهالينا بالمدن المحتلة... فهل اصبحنا فعلا نخاف مجرد الحديث عن الحرب؟؟؟...
رسالة الرئيس الاخيرة دليل على حالة الفشل التي وصل اليها النظام الصحراوي الذي اصبح عاجزا حتى عن اطلاق تهديداته الروتينية بالعودة للكفاح المسلح. وبذلك تحول الطرف الصحراوي من طرف يهدد الى طرف متخوف من العودة الى المواجهة العسكرية.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.