اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل الود بيننا ومورييتانيا لم يصل الى الزيارات الرسمية؟

كتب بواسطة : futurosahara on 09‏/08‏/2014 | السبت, أغسطس 09, 2014

يبدو ان الود الذي تمر به العلاقة الصحراوية الموريتانية لم يصل بعد الى حدود الزيارات الرسمية، فمع تعدد استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوثي القيادة الصحراوية، كمبعوثي الرئيس او اخيرا مبعوث رئيس المجلس الوطني الصحراوي إلا ان الامر لم يصل بعد الى حدود العلاقات الديبلوماسية الكاملة، فمنذ اعتراف الدولة الموريتانية بالدولة الصحراوية وعقب توقيع اتفاقية السلام بالجزائر عام 1979 إلا ان العلاقة لم تتعدى حدود المجاملات التي تتكيء على علاقة اجتماعية عميقة تربط الشعبين الصحراوي والموريتاني، مع ان قوى حية موريتانية طالبت صراحة بالتساوي في حدود العلاقة بين موريتانيا والمغرب والصحراء الغربية وذلك بفتح سفارة للدولة الصحراوية في العاصمة الموريتانية انواقشوط اسوة بسفارة المملكة المغربية، إلا ان من يتسيد القصر الرمادي بنواكشوط لازال لم يملك تلك الارادة بعد، وهي تجسيد فعلي لسيادة الدولة الموريتانية وحقها في ربط علاقة ودية ومتينة مع اي دولة في العالم سيما اذا تعلق الامر بجار تربطه وشائج القرب والدم والتاريخ المشترك.
وتاتي مناسبة حفل تنصيب الرئيس الموريتاني لولاية رئاسية جديدة لتبرز العلاقة الغريبة بين النظامين الصحراوي والموريتاني، فوكالة الانباء الصحراوية لم تتحدث عن حفل التنصيب ولم تذكر ان كان النظام قد اوفد من يمثله في تلك المناسبة ام لا، وعلى نفس النهج سارت وكالة الانباء الموريتانية التي لم تتحدث عن اي مشاركة صحراوية ضمن الوفود المشاركة في تنصيب الرئيس الموريتاني.
حالة المد والجرز التي تسود العلاقات الموريتانية الصحراوية تخللها العديد من التطورات في المدة الاخيرة منها اقدام موريتانيا على طرد مراسل وكالة الانباء الرسمية المغربية وهو الرجل الذي كان يدير خلية اعلامية هدفها تشويه الحقائق المتعلقة بالقضية الصحراوية في المشهد الاعلامي الموريتاني، وهو القرار الذي اثر كثيرا على الحضور الاعلامي المغربي في وسائل الاعلام الموريتانية.
ومع وجود لجنة موريتانية للتضامن مع الشعب الصحراوي اضافة الى الاحتضان الشعبي الواسع للقضية الصحراوية بحكم الترابط التاريخي واللغوي والثقافي بين الشعبين الموريتاني والصحراوي الا ان قيادة البوليساريو تحاول الادعاء عدم احراج موريتانيا الرسمية التي تدعي التزامها الحياد الايجابي لكنها لم تنبس ببنت شفة حين كان النظام المغربي يعبث بسيادتها عن طريق ترحيل مواطنيين موريتانين في شكل موجات بشرية الى المدن المحتلة من الصحراء الغربية فيما يعرف بفضحية "اكجيجيمات"، اضافة الى التورط الفاضح للقنصلية المغربية في مدينة انواذيبو الموريتانية في تسهيل مرور من يسمون بالعائدين الى المناطق المحتلة على مرأى ومسمع من السلطات الموريتانية المختصة.
ومايثار تاريخيا حول تنازل قيادة الوليساريو في اتفاقية السلام عن منطقة "لكويرة" الحدودية مؤقتا للادارة الموريتانية وهي المنطقة التي يمكن ان تصبح محجا للمواطنين الصحراويين في فصل الصيف في حال استغلالها من قبل النظام الصحراوي، منطقة لكويرة التي اصبحت لها وضعيتها الخاصة في الجغرافية العالمية، فهي منطقة صحراوية تم تحريرها بدماء شهداء الشعب الصحراوي لكنها تخضع للسيطرة العسكرية الموريتانية فيما لازال المحتل المغربي يدعي سيطرته عليها، ويلتزم النظام الصحراوي الصمت تجاه المنطقة بسبب التخوف من تحولها الى عود الكبريت الذي قد يعصف باتفاقية وقف اطلاق النار المشؤومة التي وقعها النظام الصحراوي عام 1991.
ومنذ وصول الرئيس الموريتاني بعد انقلابه على اول رئيس مدني منتخب، شهدت العلاقات المغربية الموريتانية في نظر المتابعين عدة مطبات وصلت الى حدود القطيعة سيما بعد توقيع الدولة الموريتانية لاتفاقيات اقتصادية مع الجزائر اهمها طريق تندوف -شوم وما اثير من لغط حول محور الجزائر نواكشوط في وجه تحركات المخزن المغربي في دول الساحل والصحراء.
غياب ممثل للنظام الصحراوي عن مراسيم تنصيب الرئيس الموريتاني ثتبت وبالدليل ان الدبلوماسية الصحراوية لازالت عاجزة عن فرض نفسها في المجال الاقليمي في وقت يحاول فيه العدو المغربي ملئ اي فراغ يتركه الطرف الصحراوي.