اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الصحراء الغربية العضو الذي لم يتداعى له سائر الجسد

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/09‏/2014 | الثلاثاء, سبتمبر 02, 2014

بقلم : عمار الصالح
اولا سكان الصحراء الغربية او الساقية الحمراء ووادي الذهب ينتمون عرقيا وتاريخيا و جغرافيا للجسم والانتماء العربي , ولكن اذا اعتبرنا ان العالم العربي جسم متكامل اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى , فان هذا العضو وللاسف الشديد لم يجد هذا التداعي بل الاهمال لهذا الجرح الذي يهدد امتداد رقعته  سلامة وحتى حياة هذا الجسم ولا يدخل في ذالك بعض الاستثناء العربي  من هذا الجسم، ولكن الجرح مازال ينزف ويؤثر في النمو الطبيعي للجسم العربي , وخصوصا المغرب العربي .
اما من الناحية التاريخية فان العالم العربي لم يحتوي القضية الصحراوية ( الصحراء الغربية ) من اول يوم ضد الاستعمار الاسباني , بعد تاسيس جبهة البوليساريو 1973 باستثناء الجزائر وليبيا ,  , والذي كان من الممكن ان يجد حل دائم للقضية قبل سنوات , بل ذهب بعض الدول العربية الى ابعد من ذلك والمتمثل في دعم الاحتلال المغربي بعد جلاء الاستعمار الاسباني.
ولكن حق لنا ان نسال لماذا لا تملك الدول العربية او الجامعة العربية الجرأة من اجل حل هذه القضية ؟
 الجواب الصحيح هو بالاجاب ولكن بدون تهميش لاي طرف من الاطراف ( البوليساريو و المغرب ) كيف لا و  الواقع القائم إلى اليوم في عمل وقرارات وتوصيات جامعة الدول العربية وهيئاتها وأجهزتها المتخصصة تقول: لا، دون غموض أو التباس الأمر الذي يجعلنا نحن بدورنا نتساءل عن الخلفيات والأسباب التي حالة دون احتضان هذا المنتظم لنزاع قائم على أرض يفترض أنها تعد ضمن مجال اختصاصها، وأطرافه جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الذي هو قاعدة عملها باعتبارها تستمد مشروعية قراراتها من الرأي العربي العام، بل أنها تعد قاطرة العمل العربي المشترك بكل أبعاده ومجالاته , ولماذا نترك القضايا العربية المصيرية في يد دول لا ترى العالم العربي الا خزان وقود او سوق تجاري ؟؟؟؟
بل ان بعض الدول العربية عمقت الجرح من خلال تهميش الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ( البوليساريو ) سواء علي مستوى الاقطار العربية او على مستوى الجامعة العربية التي يفترض بها الحياد وعدم تهميش طرف على حساب طرف اخر .
وهذه لمحة تاريخية مختصرة اختصارا شديدا عن قضية الصحراء الغربية :
بعد الانتصارات الباهرة للبوليساريو في عدة معارك ضد المحتل الاسباني , أعلنت إسبانيا نيّتها الإنسحاب من الصحراء الغربية، إنسجاماً مع قرارات الأمم المتحدة بإلغاء أشكال الإستعمار كافة، وحق تقرير المصير للشعوب، رفعت قضية الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية، كشكل من أشكال النزاعات القانونية، وقد نظرت المحكمة في القضية قانونياً، وناقشت طلبات الأطراف المشتركة فيها، وادعاءات كل منها، وما يملك من براهين قانونية ومستندات تثبت الحق الذي يدعيه في ملكية الصحراء الغربية ، ولكن بعد المناقشات والمداولات أصدرت المحكمة الدولية حكمها، بأن أيّا من الأطراف المدعية لا يملك الإثبات الكافي للحق في ملكية الصحراء الغربية ، واعتبرت أن الصحراء الغربية  تعود لأهلها الذين يسكنون فيها ولهم الحق في إدارة أنفسهم وتقرير مصيرهم، وهذا ما رفضته كل من المغرب وموريتانيا وإسبانيا، بينما أيّدته جبهة «البوليساريو»، لذلك سارعت هذه الأطراف ما عدا الأخيرة إلى عقد «إتفاقية مدريد» المشؤمة التي كانت القطرة التي افاضت الكاس , لتخرج موريتانيا من الحرب 1979 , ويبقى الصراع بين المغرب و بالجمهورية العربية الصحراوية بين العامين 1976 و1991 حين استطاعت الأمم المتحدة تثبيت وقف إطلاق نار بين الطرفين، وشكلت بعثة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ما زالت ولايتها تمدد حتى الآن من دون التوصل إلى تطبيق هذا الاستفتاء المصيري الذي بموجبه سيقرر شعب الصحراء الغربية الاستقلال او الانضمام , بسبب عرقلة الحل من المناورات المغربية وخوف المفرب من الاستفتاء لان الشعب الصحراوي يرفض بالكلية الانضمام للمغرب .
وفي الختام اقدم كلمة للحكام العرب وللجامعة العربية بالخصوص ان يكونوا في مستوى تطلعات الشعب العربي في الساقية الحمراء ووادي الذهب ( الصحراء الغربية ) والشعب العربي قاطبة الذي مل من الفرقة والعداوة بين الاخوة ويتطلع لعالم عربي يحترم حقوق الشعوب ويحترم خيارات.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.