اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عندما لا تخشى الثورة الأخطاء فهي في الطريق الصحيح

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/09‏/2014 | الخميس, سبتمبر 25, 2014

بقلم : شباهي الشيخ ماء العينين
يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي  (إن الثورة لا تستطيع الوصول الى اهدافها إذا هي لم تغير الانسان بطريقة لا رجعة فيها من حيث سلوكه وافكاره وكلامه) هنا قد يحق لكل منا أن يطرح تساؤلا هل ثورتنا في الساقية الحمراء وواد الذهب غيرت سلوكنا وافكارنا وكلامنا بطريقة لا رجعة فيها؟ او بعبارة أدق هل نحن في الطريق الصحيح لتحقيق اهداف ثورتنا ؟.
فمثلما يحق لنا طرح هكذا تساؤل من حقنا كذلك ان نجيب عليه حسب ما نراه ونعتقده لأنه ولله الحمد بغض النظر على اننا لا زلنا في ثورة إلا اننا تجاوزنا مرحلة حرية الرأي والتعبير التي لاتزال عرجى في الكثير من الدول المستقلة منذ عقود من الزمن, بطبيعة الحال أن تكون هناك آراء وحتما هي متناقضة ولكن تبقى الاجابة الاقرب للصحة لهذه الاشكالية أو بالاحرى التساؤل حتى نبتعد عن جدليات الفلسفة العقيمة هو الواقع واعني هنا واقع الشعب الصحراوي سواءً في مخيمات العزة والكرامة أو في المناطق المحتلة او الجاليات, فتضحية الصحراويين بارواحهم وممتلكاتهم وصمودهم طيلة اكثر من اربعة عقود من الزمن وتجلدهم وصبرهم وتحملهم لكل صعوبات الحياة وإكراهاتها من قساوة الطبيعة وصعوبة العيش والشتات والغربة والبعد عن الاهل والوطن وأشياء كثيرة لا يعلمها  إلا الله هي الاجابة الشافية الكافية الملموسة والمحسوسة في آن معاً لأنها تنطلق من واقع معاش ومشاهد لا يمكن لاي كائن من كان تكذيبه أو التقليل من شأنه، فماهو السبب يا ترى في انعكاس هذا الحس الثوري والنضالي على المفاصل الحياتية للجسم الصحراوي؟  الجواب حسب علمي واضح وبسيط وهو ان الثورة في الساقية الحمراء انطلقت لتغيير واقع غريب مرفوض وغير مرغوب فيه لتحقيق الافضل والاصلح حسبما يراه الشعب الصحراوي لكن قبل ان تنطلق واقعياً وتصدح بها حناجر وجوارح الصحراويين انطلقت في قلوبهم, وكما يقول المثل الحساني (اللسان يقرف الي فالقلب) وهنا مكمن السر, فالقناعات والمبادئ المنطلقة من داخل الانسان هي ما تحدد وتوجه بوصلته في الحياة , لكن ولكي نكون اكثر واقعية قد نجد اجيال لا تقف على قدم المساوات مع اجيال اخرى في هذا  الحس الثوري والنضالي لماذا يا ترى؟ الجواب كذلك حسب علمي يحتمل عدة اوجه متشابكة ومتداخلة, إما بسبب الإكراهات الاقليمية والدولية أو بسبب إسكات صوت البنادق أو فينا نحن، أو تراجع دور التعبئة  والوحدة وهذا ما يشكل فراغ يتيح المجال لدخول شوائب وامراض تتسبب في إعاقة وتراجع الروح الثورية لبعض هذه الاجيال ومن خلال ذلك التأثيرعلى مشروعنا النضالي.
ولكي نكون منصفين لا يمكننا اطلاق الاتهامات جزافاً لجهة دون غيرها في انها هي المتسببة الوحيدة في دخول هذه الشوائب على بعضنا, فكلنا زيادتاً على هذه العوامل نتحمل جانبا من المسؤلية، ويستحضرني هنا الخطاب الشجاع و الصريح للاخ رئيس الدولة الامين العام للجبهة مؤخرا بولاية اوسرد عندما اماط الغطاء عن الكثير من الاشكالات  ودعى إلى حلها كما ألحَّ للتصدي لكل ما من شأنه إضعاف مشروعنا الوطني وذلك بالتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ القبلية لاعتبارهما صماما امان لتحقيق وانجاح مسارنا النضالي, ولرفع درجة الإستنفارتصديا لمؤامرات العدو الذي ما فتئت بمحاولاته الدنيئة إدخالها إلينا عن طريق إستغلال هذه الهفوات, فعندما لا تخشى الثورة الاخطاء وعندما لا تغاضي الطرف عنها بل تسلك السبيل لعلاجها حينها يمكن أن نقول أننا في الطريق الصحيح.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.