اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

"طباخ الرئيس"، و مستشاري رئيسنا...

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/09‏/2014 | السبت, سبتمبر 06, 2014

بقلم : السالك صلوح
طباخ الرئيس هو فيلم مصري حديث يعالج قصة رجل بسيط و جد نفسه فجأة في القصر الرئاسي بعد ان كان يعيش على ما يضره عليه مطعمه الشعبي الصغير وسط أبناء جلدته في أحد الأحياء الفقيرة بالقاهرة ، الطباخ رغم ارتداؤه للبدلة الرسمية لطباخ رئيس لدولة كبيرة بها اكثر من 75 مليون نسمة ، لم يتخلى عن مبدأه في قول الحقيقة المجردة لعفويته الأصيلة مما جعله يحظى بثقة رئيسه (رئيس الدولة ) الذي أخذ يقربه من دون مستشاريه بعد إحساسه بصدقه ليكون مصدره الموثوق للأخبار و هو يقدم له وجباته اليومية آلتي يفضلها الرئيس من الأكلات الشعبية لأهل البلد معدة بطريقة تقليدية بسيطة ، رغم ان زوجة الطباخ (المعلمة المشاكسة) قد تحولت فجأة الى ناشطة نقابية شرسة بعد ان استمالها حزب سياسي معارض لحكم الرئيس صاحب الفضل عليها و زوجها "محدودي الدخل"، إلا ان الرئيس ظل يحترم الأفكار و الرأي السياسي لزوجة طباخه الذي دفع منصبه و مستقبل عائلته ثمنا بعد ذلك بسبب ما أسموه مستشاري الرئيس "طول اللسان" في نهاية دراماتيكية تبرز الدور السلبي لبطانة الرئيس التي تظل تمطره بالتقارير و الاخبار الكاذبة و تزيف الحقائق عن الواقع الصعب لفئات الشعب من الفقراء و معدومي الدخل و لا تريد له سماع غير ما يقولون هم حتى في وسائل الإعلام المستقلة و التي دائماً يصفونها بالخيانة و بالعمالة لجهات لا توجد إلا في أدمغتهم .
كان لابد من أن أسرد هاته البداية و حتى أنها نهاية تلخص كل ما أريد قوله لانها و للأسف تشابه الى حد كبير دور مستشاري و بطانة رئيسنا الذي يظل مصدره الوحيد في سماع أخبار الشعب هو ما تقوله التقارير الوردية و الأخبار المزخرفة للواقع المعاش سواء بالخارج او بالمخيمات او حتى بالمناطق المحتلة حيث يناضل الشباب بوسائل و إمكانيات بسيطة لمجابهة آلة العدو الكبيرة ، مستشاري رئيسنا و شيوخه و نوابه و سفرائه و ممثليه و ولاته و مدراءه حتى وزراءه و بكثرة أعدادهم و تخصصاتهم ممن يعتبرهم محل ثقته يوفرون سيلا من الدعاية اليومية الكاذبة للرئيس وحتى محيطه عن واقع غير صحيح او حتى لنقل معلومات غير دقيقة و حاقده ضد أشخاص وطنيين لأنهم عبروا عن سخطهم و رفضهم للنفاق ، و لهذا كانت حلول و معالجات الرئيس في حالات كثيرة لبعض الإشكالات المطروحة في الساحة عرجاء او بعيدة عن الحل الحقيقي و لايمكن تسجيلها الا في خانة "الترقيع السياسي" او "الطلا على لوبر" كما يقال شعبياً.
مستشاري الرئيس و هو الإسم المهذب "للبطانة السيئة" التي تحيط بأعلى الهرم في الدولة و الجبهة على حد سواء ، هي تلك الفئة من عديمي الفائدة كما يراها جل الشعب وهم من يوصفون بأنهم أكثر المستفيدين من الريع و الأزمات كلها، و هم من يعينهم الرئيس في كل لجانه التحضيرية و التقييمية و الخاصة ، التحقيقية و الانتخابية ..الخ ، لأنهم يقولون أكثر مما يفعلون و لا يخرج دورهم عن "التخلاط" و نقل الكلام المحرف او الوساطة بالطرق القبلية الدنيئة او حتى شراء الذمم و المحابات او التخوين في حالات كثيرة للأشخاص ممن يحسبهم المستشارين على ثلة "طويلي الألسن" ، وعادة يمرر علينا ما يقترحه المستشارين من حلول عرجاء غير دائمة يراد منها تجاوز وضع حرج لبعض الوقت او محنة ناتجة عن سياسة فاشلة للمرور الى مرحلة أخرى من ذر الرماد في عيون الشعب و حتى الرئيس نفسه ، انه للأسف و ببساطة مجردة الدور السلبي و الغير معروف في حالات كثيرة لفئة من الأشخاص يسمون مجازاً "مستشاري الرئيس" و في مختلف المجالات ...

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.