اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

رسالة عائلة الشهيد المحفوظ أعلي بيبا تنشر في ذكرى وفاته الاولى

كتب بواسطة : موضوع on 09‏/07‏/2011 | السبت, يوليو 09, 2011

مدريد، 08 يوليوز: نشرت عائلة شهيد الشعب الصحراوي المحفوظ أعلي بيبا يوم
الخميس سابع يوليوز 2011 رسالة إجلال وتنويه بروحه الطاهرة، هذا نصّها
الكامل :
" بمناسبة الذكرى الاولى لوفاة المحفوظ أعلي بيبا، يطيب لعائلته، وأمّ
بناته وحفيده، وكذا أصدقائه ورفاقه، وعائلته الكبيرة المتمثلة في الشعب
الصحراوي قاطبة، بالمناطق المحتلة، ومخيمات اللاجئين، وبديار المهجر،
علاوة على آلاف الاشخاص ببقاع شتّى من العالم، الذين لم يبخلو جهدا
للتعبير عن الأسى والألم والتقدير بشأن مشواره المثالي كقائد تاريخي في
خدمة الشعب الصحراوي، يريدون جميعا الوقوف وقفة إجلال وتنويه مستحقّة،
لاكرام روحه، وهو المكافح الفذ من أجل قضية شعبه، الى جانب وفائه لمبادىء
العدالة والسلام .
" ورغم أن خسارته الجسديّة الكبيرة أثّرت علينا بالغ التأثير، فقد جلبت
لنا ألما لا يمكن تجاوزه بسهولة، حوّل مهمّة تقبّل غيابه إلى مسالة صعبة
ومؤلمة، كما يمكننا القول بأننا فخورون بتقاسم مراحل عديدة من حياته،
مكّنتنا من الاستزادة والتزوّد بمعارفه وتجربته، وهي المراحل التي وقفنا
خلالها على قيّمه الانسانية والأخلاقية والمعنوية والمهنيّة، وهو الذي
كان حريصا على ضرورة غرسها بمخيّلة الجميع
" نحن النساء الصحراويات اللّواتي فقدن أعزّ الأبناء والأحبّة، سقطوا
بمعركة تحرير بلادنا، قرّرنا إستبدال الألم المترتّب عن الغياب الجسدي
بوقفة الاجلال الدائمة أمام روحه، ومن أجل مثاله، وإصراره لتعيش الأجيال
الصحراوية المقبلة في ظلّ الكرامة والحرية ببلادها المستقلّة السّيّدة
" وإلى حدّ الآن، يتردّد في صدى التاريخ خطابه فجر يوم 27 فبراير من
العام 1976، ببلدة بئر لحلو، محاطا برفاق صحراويين، وبمراسلي الصحافة
العالمية، معلنا للعالم ميلاد دولة جديدة: الجمهورية العربية الصحراوية
الديمقراطية، ومن أجل حريتها وعدالتها  أهدى كلّ حياته، مكافحا ومثابرا
إلى آخر نفس، وآخر قطرة دم، إلى أن فاجأته الموت، حالما بالنصر النهائي،
في ذلك اليوم ثاني يوليوز 2010 المشئوم
" وبإتمام سنة على وفاة ذلك الرجل النبيل، وإبن الصحراء الغربية البار
والوفي، بالاسم الذي أريد هنا التذكير به: المحفوظ أعلي بيبا، نبتغي
تحيّته تحية إجلال، ونعلن تأكيد تعهّدنا بالسّير على الطريق الذي رسمته،
ألا وهو بدون شك مواصلة الكفاح من أجل الحق المشروع للشعب الصحراوي في
العيش حرّا ومستقلا، تماشيا مع قرارات الهيآت العالمية العليا
" وما أكثر الاحداث والوقائع منذ مشاركته في العملية ضد نهب معادن
الوسفات ببوكراع منذ 37 سنة، في حين، أظهرت لنا مسيرته بأنه كان رجلا
مسالما، وكلّ الذين يعرفونه أو إشتغلوا إلى جانبه يتّفقون على وصفه
بالرجل العادل والفاضل والصّبور والصّافي، المقتنع تمام الاقتناع بأن
الشعب الصحراوي سينال حريته عاجلا أم آجلا
" وأنا كصحراوية، وأمّ لبناته، شاهدة على كفاحه الحق في سياق الانضباط
والاخلاص، آخذا مشروع مستقبلنا بإضطلاع المسئولية وبشجاعة وإستقامة،  دون
التخلّي عن دوره كأب، وإبن وأخ في الاطار العائلي، تماما كما هو الشأن
بالنسبة للشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية
الديمقراطية .
" والمحفوظ لم يقبل أبدا وجود أسبقية خارج طريق العمل الدؤوب في سبيل
حرية الصحراء الغربية، الامر الذي دفعه الى رفض مشروع الحكم الذاتي
المغربي جملة وتفصيلا، الذي كان يراه مولودا ميّتا، نتيجة تعهّده الحازم
والواضح حيال القضية الصحراوية، التي أهداها كلّ حياته، وتصرّف وعمل بحذر
شديد، وبروح توافقيّة لا متناهيّة .
" وكرفيق كان المحفوظ قريبا، إنسانيا، وودودا مع المحيطين به، ومع أولئك
الذين الاكثر إحتياجا، دون نسيان فعل الممكن بهدف تحسيس الشباب في المجال
الاجتماعي ـ السياسي، بحيث قال ذات مرّة: " يجب أن يتمتّع الشباب بفضائه،
وخلق برنامج عمل له مع الاستمرارية في المسار الصحراوي. كما دعّم ايضا
مشاركة النساء الصحراويات في جميع الميادين والفضاءات بشكل حقيقي،
وبإحترام وفعاليّة .
" جدير بالاشارة أيضا، أن يشعر أيّ ديمقراطي بالاعتزاز، بشأن اللّبنة
التي وضعها المحفوظ حول طريقة العمل، التي يتعيّن إتّباعها لدعم الكفاح
السلمي الصحراوي من خلال المؤسسات التشريعية والبرلمانية
" وكصحراوية وأمّ لبناته، أشعر بالاعتزاز وأنا أرى ما فعله لفائدة هذا
الشعب، وإنطلاقا من ميزة الكرم وكإعتراف بالجميل، هبّ المواطنون من
المناطق المحتلة، والمحررة، ومخيمات العزّة والكرامة، ومن الجالية
الصحراوية،هبّة رجل واحد للتّجمهر أمام قبره في لحظة إجلال وتقدير شعبي
ترحما عليه، إلى أولئك جميعا نقول شكرا
" وبالنسبة للمحفوظ أعلي بيبا، فإن الامر يتعلّق بشعب نبيل، قرّر دفع ثمن
مرتفع لانتزاع الحرية المغتصبة من قبل نظام قمعي، ألا وهو النظام المغربي
" إننا لعلى يقين بأن أغلال القمع ستتكسّر بفعل ضغط وإصرار هذا الشعب.
الشيء الذي رأيناه بالامس من خلال المعارك العسكرية الكبيرة، التي قادها
مقاتلونا على طول وعرض ساحة القتال. ومن الخنكة الى أكديم إزيك، أظهر
الشعب الصحراوي تماسّا وتماسكا بهذا الاصرار، وثقة بأن شعبا أراد العيش
الكريم، فإن القدر لا بدّ أن يستجيب لا محالة
" والمحفوظ لم يشكّك أبدا بأن لنا موعدا مع التاريخ، ولا أحد بإمكانه أن
يعترض سبيلنا، وأكّد دائما بأن الطريق كان طويلا، وما تبقّى منه لن يكون
سهلا، ولكننا شعب بعون الله والارادة ومثال أبنائه الشهداء بميدان
المعركة، كتب عليه أن يصل إلى ما يجب أن يصل إليه، إلى حريته وإستقلاله،
ليتمكّن من العيش في ظلّ السلام والكرامة .
" خلال مناسبات سابقة، والآن أعود وأتوجّه إليك المحفوظ، سبق وأن قلت:"
بإمكاني أن أقول دون خجل، بأنني وظّفت خمسا وثلاثين سنة من أصل خمس
وخمسين من العمر في هذه المسيرة، مع علمي بأنها لم تذهب سدا، على إعتبار
أن الهوّيّة الصحراوية تقوّت طوال هذه المدّة الزمنية
" وخلال مناسبات عديدة، أوضحت بأنك لن تكون مغربيّا على الاطلاق.
وإنطلاقا ممّا سبق، محفوظ، ورغم المحاولات المغربية المتعددة للتّأثير
علينا مقابل إغراءات إقتصادية وإمتيازات أخرى، فإن عائلتك تقسم أمام
الله، وأمام الشعب الصحراوي، وأمام الذاكرة الجماعية، بأنها لن تقبل أبدا
عرضا آخر، خارج تقرير مصير الشعب الصحراوي، الشيء الذي لا يقبل التفاوض
بالنسبة لك .
" إن خسارتك كانت غير متوقّعة، مفاجئة ومؤلمة للغاية، غير أنها خلقت
مجالا ضروريا وأساسيا للتّأمّل لتقوية وحدتنا الوطنية. وعلى المستوى
العائلي، وطوال 35 عاما، زوّدتنا بقيّم إنسانيّة مهمّة، وهنا أذكر إثنتين
منها: العمل وحبّ الوطن
" وقد كان بعض الرفاق على حق عندما إعترفوا بأنك كنت الرجل الذي ربط
مصيره بمصير شعبه، وظهر العمل بجدّ
" أعرف أنه الى جانب أنّك تحبّذ دائما المرور دون أن يشعر أحد، لا ترتاح
إلى سماع عبارات الشكر والثّناء مقابل ما فعلته، وبالنسبة لك فالامر
يتعلّق بالواجب والاجباريّة كمواطن صحراوي. وإنطلاقا من هذا، إذا تطلّب
الامر، كأمّ لبناتك وشاهدة وفيّة، كأكون في الموعد، آخذة بعين الاعتبار
ما يقوله الكثيرون بشأن شخصك، كقائد مؤسّس، وواضع للبنات المؤسسات
الوطنية ومناضل نزيه وبقناعات ثابتة ومبشّر بالسلام، المكافح من أجل إقرار العدالة
والرفيق الذي أهدانا شبابه وقواه والأخ الذي منحنا الشّرف للاصرار على العهد
والأب والجد المثالي
أصبحت شهيدا،ولم تكن تبتغي أن تسترعيّ الانتباه بين بقايا الشهداء
والمجد الأبديّ
بناتك: الشايعة، فالة، محفوظة، وحفيدك حمّد
أمّ بناتك :  أمّينة شيخاتو، رفيقتك الوفيّة
 www.futurosahara.net مجلة المستقبل الصحراوي

0 التعليقات: