اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

تأمر مغربي فرنسي على الجزائر والقضية الصحراوية

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/09‏/2011 | السبت, سبتمبر 10, 2011

يبدو أن المملكة المغربية وجدت في المجلس الإنتقالي الليبي حليفا جديدا، للتآمر على الجزائر ومحاولة ابتزازها، فاتخذت من عداء "الإنتقالي" للجزائر أرضية جديدة للمساومة والتأليب، كشفتها فحوى المحادثات الثنائية التي جمعت وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي بالرئيس التنفيذي للمجلس الإنتقالي محمود جبريل، الذي حاول إقناع ممثل الدبلوماسية الجزائرية بالاعتراف بالانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي، مقابل عدم الخوض في مسألة الحدود الجزائرية الليبية التي رسمها القانون الدولي.
كما ظهرت المؤامرة بدخول جمعة القماطي الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي على الخط ومحاولة "جلط الاوراق" بالتلويح بورقة الصحراء الغربية، إضافة الى المنحى التصاعدي الذي أخذته الحملة الإعلامية الشرسة التي دخلتها صحافة المخزن ضد الجزائر والقضية الصحراوية العادلة.
وحسب مصادر مسؤولة، فإن أول لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي بالمسؤول التنفيذي للمجلس الإنتقالي الليبي محمود جبريل، أظهر نوايا ليبية في ابتزاز الجزائر، حيث حاول جبريل اللعب على وتر مسألة الحدود البرية، وعرض صراحة على مدلسي اعتراف الجزائر بالإنتقالي مقابل تقديم ضمانات للجزائر بعدم الخوض في ملف الحدود الجزائرية الليبية ما قبل الاستعمار(..)، رغم أن القانون الدولي واضح وضوح الشمس في هذه الزاوية وفصل في هذه المسألة بالنسبة لجميع المستعمرات، كما حاول ممثل ليبيا في الجامعة العربية إثارة مسألة الصحراء الغربية‭..‬فحوى النوايا السيئة للانتقالي جعلته يلعب على وتر آخر، يتعلق بمسألة الصحراء الغربية التي يحاول المخزن في كل مرة جر رجل الجزائر إليها، رغم التأكيدات الجزائرية على أن مسألة الصحراء الغربية قضية أممية وحلها لن يكون سوى ضمن هذا الإطار.. التواطؤ المغربي فضحه اتصال هاتفي للناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي جمعة القماطي من لندن نقلته الصحف المغربية عن قناة العيون المحتلة، "أن لا مستقبل للصحراء الغربية إلا تحت السيادة المغربية"، ولم يتوقف تصريح القماطي عند هذا الحد، بل حاول استعطاف المغرب على حساب الجزائر حين عبر عن رفض ليبيا للتجزيء، وأكد على ضرورة بناء المغرب العربي الكبير، من خلال التنويه بموقف المملكة المغربية من الثورة الليبية ودعمها لها، فيما انتقد الموقف الجزائري، الذي لم يجد فيه الإنتقالي إنحيازا وحاول الاستثمار في استقبال الجزائر أفراد من عائلة القذافي .
 المؤامرة المغربية التي خطط لها ونفذها جهاز مخابرتهم بتواطؤ فرنسي، وبعد أن استنفدت طريق كيل التهم للجزائر، وخيبة سيناريو المرتزقة والطائرات الجزائرية التي أقلتهم لليبيا للدفاع عن نظام القذافي، جاء الدور على الإعلام وتجنده في حملة تفضح نوايا ومؤامرات المغرب الذي استباح الإستثمار في الأخضر واليابس، فمنذ قرابة الأسبوعين دخل الإعلام المغربي في حملة ضد الجزائر، ففي مقال حمل عنوان "الصحراء.. الجزائر تتنصل وجبهة البوليساريو تزداد عزلة"، تعتقد جريدة "المغرب اليوم" (أوجوردوي لوماروك) أن سقوط نظام القذافي هو بداية لعهد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬وسيخلط‭ ‬جميع‭ ‬الأوراق‭.‬

وحسب ما نشر فإن أربعة عناصر أساسية من شأنها أن تدعم الموقف المغربي في هذا النزاع باعتبار التورط المدعم بأدلة لمرتزقة من البوليساريو في قمع الثورة الليبية، وهي الاكاذيب التي فندها رئيس المجلس الانتقالي الليبي .
وبالمقابل، يبني المغرب "أحلاما وردية" على اعتراف المجلس الوطني الانتقالي الليبي "بمغربية" الصحراء الغربية، وتزعم صحافة المخزن أن هذا الاعتراف المزعوم يضع أطروحات الجزائر في حالة دفاعية فيما يخص القضية، ويحرم البوليساريو من دعم مالي ولوجيستي، ويفتح فصلا جديدا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭.‬
وحاولت الجريدة المغربية الدخول في لعبة قذرة أكدت تصريحات الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى الذي اتهم صراحة المغرب بإختلاق سيناريو المرتزقة فـ"أوجوردوي لو ماروك"، روجت لفكرة خطيرة تقول أن الملف الليبي سمح لهم بالحصول على نسختين عن الجزائر، من جهة الجزائر الرسمية والتي‭ ‬عبرت‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬معارضتها‭ ‬للخيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للشعب‭ ‬الليبي،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬الجزائر‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬كبقية‭ ‬شعوب‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬طموحة‭ ‬ومتطلعة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬والتعددية‭ ‬ووحدة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي.‭‬
وتبني المغرب آمالها الخائبة على مزاعم أن الجزائر ومن أجل تجنب أن تجد نفسها في الباب والعنوان الخطأ أمام الأمم المتحدة والرأي العام الدولي، كانت في كثير من الأحيان مندوبا عن النظام الليبي في أمور حساسة، وبأن الجزائر كانت تستخدم النظام الليبي كمساعد مهم لمواجهة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬الدولية‭.‬
وهي التخريجة المفضوحة التي تورط المخابرات المغربية بالتواطؤ مع "صديقتها" الفرنسية في التآمر على الجزائر وحاولا ضرب استقرارها مجددا، بعد ما تورطا "الحليفان التقليديان" في تموين العشرية السوداء التي واجهها الجزائريون بكل حزم ويرفضون العودة الى سنوات اللاأمن‭ ‬واللاإستقرار‭.‬
غير أن الأكيد أن آمال وأماني المغرب المعلقة على شماعة أمثال اعترافات جمعة القماطي وغيره ستصطدم وتتحطم عند جدران أطماع دول الناتو والمخطط الفرنسي لتقسيم ثروات ليبيا ولنا في التجربة العراقية أسوة حسنة؟!