اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الصراع‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬شمال افريقيا ‬

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/09‏/2011 | السبت, سبتمبر 10, 2011


أبدت الولايات المتحدة الأمريكية، قلقها من ظاهرة انتشار الأسلحة في الساحل الإفريقي بسبب الأزمة الليبية، بعد وصولها إلى أيدي الجماعات الإرهابية، في حين أرجعت فرنسا تدهور الأوضاع في المنطقة إلى الفوضى السائدة في بلدان الميدان، وليس الأزمة الليبية.
رفض أندري باران مساعد المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي ترأس الوفد الفرنسي، اعتبار الأزمة الليبية، والأسلحة المهربة من ليبيا سببا في تدهور الوضع الأمني في المنطقة، داعيا إلى عدم الخلط بين "الأعراض والأسباب"، وقال "إن تدهور الوضع الأمني في الساحل ما هو سوى حمى لمرض قد تفشى، وأوضح أن عدم تلبية دول الميدان لحاجيات سكان منطقة الساحل التنموية، هو سبب تدهور الأوضاع، وهو ما جعل هذه المناطق مهجورة، ما أتاح الفرصة للجماعات الإرهابية باحتلالها، متهما بلدان الميدان الاهتمام بتنمية مناطق الشمال والجنوب‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المنطقة‭.‬
وحرص مستشار الرئيس الفرنسي في مداخلته، على تثمين دور الجزائر في محاربة الإرهاب والشرعية التي تحوزها من هذه التجربة، وجدد التزام بلاده في مرافقة دول الساحل في هذا "التحدي المشترك"، سواء بمساعدة دول الساحل ميدانيا في مكافحة الإرهاب وتنمية هذه الدول اقتصاديا، قبل أن يشير إلى أن الدور الأساسي يجب أن يكون من نصيب دول المنطقة"، ورافع أندري باران على تدخل فرنسا العسكري لتحرير الرهائن في المنطقة، وأوضح أن العملية تمت بإذن حكومات موريتانيا ومالي والنيجر، رافضا أن يكون ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، كما رفض‭ ‬أن‭ ‬يسمي‭ ‬دفع‭ ‬باريس‭ ‬للفدية‭ ‬مقابل‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬رعاياها‭ ‬المحتجزين‭ ‬لدى‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭.‬
وقبل ذلك سارع المسؤولون الأمريكيون كل واحد على حدة، إلى الإشادة بالدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ومساندة أمريكا لدول المنطقة وعلى رأسها الجزائر في مكافحة الظاهرة، حيث أكدت ممثلة مكافحة الإرهاب في إفريقيا على مستوى القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) فيلا روسا، أن الإرهاب ظاهرة دولية ولا يقتصر على منطقة الساحل، وأن القدرات الاستخباراتية لن تقضي على الإرهاب دون معالجة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، مبرزة ضرورة تركيز الجهود التي تبذلها الدول الأربع للتصدي للإرهاب، وأصرت على أن البلدان الأربعة هي الوحيدة التي بإمكانها أن تلعب دورا في هذه المعركة، وأن التدخل الأجنبي في المنطقة يعيق هذه الجهود، معربة عن استعداد بلادها على تقديم جميع أنواع المساعدة لدول الساحل لمواجهة تحدي القاعدة.
أما القائد الأعلى للافريكوم، الجنرال كارتر هام، فقد أعرب عن قلقه إزاء تدهور الوضع في منطقة الساحل، خصوصا مع التطورات التي عرفتها الأزمة الليبية، خاصة مع انتشار الأسلحة والمتفجرات ووصولها بسهولة إلى الإرهابيين، مع تزايد متانة الصلة الجماعات الإرهابية وشبكات‭ ‬التهريب‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮"‬أفريكوم‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬مساند‭ ‬وليس‭ ‬القيادة.‭
نقلا عن الشروق اليومي الجزائرية