اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الاعلام المغربي 'المستقل' والشعب الصحراوي

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/09‏/2011 | السبت, سبتمبر 24, 2011


السالك الصبار
منذ بداية النزاع في الصحراء الغربية وجدنا انفسنا ضحية له، ندفع ثمنه من دمنا وارواحنا ومستقبلنا، دمر كل ما لدينا ولم يتبق لنا إلا إنسانيتنا المجروحة والمهددة. ونحن في الصحراء الغربية نؤمن بالقدر خيره وشره ونواجهه بقدر ما نستطيع. وقدرنا هذه المرة هو محاولة إرغامنا على أن نكون غير ما نحن عليه. إنني شخصيا أتفهم بشكل كبير أطماع الانظمة وتنافسها على التوسع، وما يترتب على ذلك من كوارث بالنسبة للمجموعات البشرية التي ليس بيدها القرار، وعليه لا يهمني في هذا المقام كل ما يصدر عن الادارة المغربية الرسمية حول وعن الشعب الصحراوي من دعاية واخبار وشائعات تهدف الى التأثير في قلب كفة الميزان لصالحه. وأدرك تماما أن النظام في المملكة المغربية لم يتمعن جيدا في تاريخ الاستعمار عندما قرر محاولة إبتلاع الصحراويين بالقوة.
ولكن ما لاأفهمه جيدا هو موقف الاعلام "المستقل" في المغرب من الشعب الصحراوي، لماذا ينساق في طريق الاعلام الرسمي دون أن يخشى على مصداقيته، لماذا لا يكلف نفسه عناء التحقيق في الواقع، لماذا لايحاول الاقتراب من هذا الشعب والاطلاع على مكنوناته، لماذا لا يكون صوتا له، لماذا يفقد إنسانيته، مهنيته، إحترافيته؟ ولا رغبة لي هنا في الخوض في إستقلاليته من عدمها، ولو أنني مؤمن بأنه في المملكة المغربية شئ من الكرامة رغم الهدر، التي تجعل أو يجب ان ترغم الصحافة المستقلة على ولو النزر اليسير من الانسانية. إنني أستغرب تماما لماذا لم يغير الاعلام المغربي من نظرته الى الشعب الصحراوي او على الاقل الى إقليم الصحراء الغربية، لايمكنني الاستمرار في تصديق ان الاراضي المغربية على إتساعها تخلو من مغربي يمكنه البحث عن ولم لا قول الحقيقة، حتى في زمن تحرر فيه العالم من القبضة الحديدية للأنظمة، والنظام المغربي يسوق سلعة حرية التعبير لايزال الاعلام المغربي يظلم الشعب الصحراوي ويتجنى عليه ويشارك في تسييفه على ان يكون ما لا يرغب أن يكون وما لن يكون، فلن تفلح سياسة التعنيف في تحويل الحمامة الى معزاة(من نكتة معزة ولوطارت). واتذكر هنا زيارة مبعوثين عن الصحيفتين المغربيتين (نيشان وتيلكيل) الى مخيمات اللاجئين الصحراويين، وقبلهما الصحفي المغربي المهاجر على لمرابط، ولا يهمني هنا ما ورد في تقاريرهم بقدر ما يهمني اهمية الخطوة في تشجيع "الإخوة" المغاربة على محاولة نبش الامور ومعرفة ما يتحدثون عنه. إنه من المخزي للمغاربة أن يكون الغربيين اكثر منهم دراية بالصحراء الغربية وبالشعب الصحراوي، فقد اوردت امريكية زارت الإقليم ومخيمات اللاجئين عبارة رائعة أقل ما تثبته انها تراقب الوضع من خارجه وتصدر عليه الاحكام وهو ما يجب ان يفعله الاعلام المغربي، لقد قالت:" إن الصحراويين ببقائهم خمس وثلاثين عاما في المنفى البشع يكونون قد صوتوا بأنهم لن يرضوا بأن يكونوا مغاربة".
لن استجدي الاعلام المغربي كي ينصفنا، فقد عكر نظامهم صفو حياتنا حتى صرنا نكره حتى الاستجداء، ولكنني اشجعه واطالبه بان يستفيق من غفوة الضمير، أ، ينتفض من الخوف والرعب فقد زال زمنهما، أن ينظر الى الصحراء الغربية والصحراويين بعين غير التي كان عليها الغبار. على كل المغاربة ان يتأكدوا ان الصحراء وسكانها لن يتحولوا يوما الى مغاربة وانه عليهم إحترامهم والتجرد من عقلية التعنيف حتى بالقلم والورقة التي لو كانت تجدي لأردعت غاندي الذي لم يكن يملك من السلاح إلا رداءه، وهي لن تجد مع الصحراويين الذين بحوزتهم أسلحة لا حصر لها أدناها كرامة عصية على الإهانة.


مخيم العيون للاجئين الصحراويين


سبتمبر 2011