اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

البوليزاريو والامم المتحدة : متى يحين الطلاق

كتب بواسطة : futurosahara on 30‏/10‏/2011 | الأحد, أكتوبر 30, 2011

السالك الصبار
كتب هذا المقال بعد مرور 20 عاما على دخول بعثة الامم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية الى بلادنا، ولن ننسى طبعا كيف هللنا حينها واستبشرنا بقدومها لسذاجة او جهل او تضليل حول ما ستقدمه لنا من خدمات اولها العمل على تنفيذ البنود التي بموجبها سننعم بالحرية. ولا ننسى ايضا ان نذكر بان الزمن طال اكثر مما يجب بل اكثر مما يتطلبه تنظيم استشارة شعبية، بل اكثر من ذلك وادهى ان الأمر تجاوز كل ذلك ليصبح مع الزمن وجود هذه البعثة إهانة لأرض الصحراويين وإستباحة لعذريتها، فموظفيها في الارض المحتلة يتباهون بعلاقاتهم ببناتنا ويشربون النخب مع المخابرات المغربية إحتفالا بتلك الممارسات، وعندما لجأ اليهم نفر من مناضلينا طلبا للحماية من تنكيل المحتل أخرجوهم من مقراتهم بدون ادنى إعتبار، و لا تعبير هنا يمكنه تغطية مرارة ذلك إلا قول الاعرابي المظلوم : ألا لعنة الله عليهم. وفي الجزء المحرر من ترابنا سمحت لهم قيادتنا (الرشيدة ) بالدخول في حماماتنا وتفحص ملابسنا الداخلية، واعطت الاوامر بتسهيل إطلاعهم على اسلحتنا وادق التفاصيل المتعلقة بتواجداتنا وممارساتنا اليومية.....ولست هنا في محل لمناقشة الدوافع والنيات من وراء ذلك، ولكنني اؤكد للقارئ الصحراوي الكريم ان العديد من الاصوات المقاتلة ارتفعت حينها في بداية التسعينات تحذر قيادتنا (الحكيمة) من مغبة التمادي في التعامل مع هؤلاء الاوغاد بهذه الطريقة وانطبق على تلك الاراء القول: على من تتلو زبرك يا داوود، وفي ترابنا المحتل والمحرر على السواء عبثوا بالاثريات ونوادر المقتنيات والاكثر الما انهم لطالما سخروا من اعرابنا والبدو منا الذين يفوقونهم (لو يعلموا) عزة ومجدا وكرامة، ولكننا بغباءنا وقلة درايتنا بدواخل المنظمات الدولية عبدنا الطريق لهم ليبصقوا على وجوهنا ونحن نبتسم.

أكرر أنني لا اناقش في هذا المقام النية او الغرض من مثل هذا التعامل بل ارغب في تنبيه القارئ الكريم الى ان كل ما حصل ويحصل في التعاطي مع المنظمات الدولية مبني على طمع (إستجداء) جامح في غير محله، في أن تعطينا الامم المتحدة ما ليس بيدها، ان تعطينا ما لم نحقق نحن ببنادقنا وكنا على مرمى من ذلك لولا قدومهم المشؤوم. كما لاارغب ايضا في مناقشة تبرير او محاولة تفسير القيادة الوطنية القائل انهم يسهمون في المحافظة على ما حررناه من ترابنا وانهم الامتداد الدولي للصراع، ففي نظري من البلادة ان تفهم قيادتنا فقط ما تراه من وجودهم وتعمى ان ترى انهم في نفس الوقت حماية وتأمين للتراب المحتل في يد العدو، وأن تضع قيادتنا الخبيرة قضيتنا في نطاق تحتاج معه لبعد دولي، أود من القارئ الكريم ان اناقش هنا من خلال النتائج فقط.

أكثر من عشرين عاما الان ونحن ابعد عن تحقيق ما نصبو اليه، بل اصبحنا نستجدي ان يتم الابقاء على حقنا في تقرير المصير، وكادت المنظمة الدولية البائسة ان تنجح "بتدبير فرنسي" في تحوير مسار الصراع، ولعلها الان تسعى من خلال الولايات المتحدة ومبعوثها الشخصي الى فرض خيارات غير الاستفتاء يعلم الله وحده مآلها. عقدين من الزمن ونحن نتلقى المخاط الاممي على وجوهنا ونبتسم وننتظر ان تجدي الابتسامة، تزوج اطفالنا ممن ولدوا عام 1991 واصبحوا اباءا في المنفى، كبر صبياننا ممن راؤا النور في تلك الحقبة الزمنية ونحن نطمن ذويهم بقرب مغادرتهم الملاجئ القاحلة ونهمس في اذانهم ان لا تخافوا فمعنا الامم المتحدة. لا اعلم ايها القارئ المحترم كم مرة تفاوضنا تحت رعاية هذه المنظمة والذي اعلمه انه عندما تكثر من شئ دون فائدة فإستمرارك فيه ينم عن جهل ربما وربما عن عمد وعناد لا طائل من ورائهما. كم تعاقب علينا من ممثلين دائمين لأمينها العام، ومبعوثين شخصيين له من مختلف المستويات، كم من جنسية دولية تم توظيفها لتتمتع بالنبش في احشائنا والعودة بتقارير دسمة لمخابراتها المحلية.....كل هذا وغيره كثير لا يرق الى أهمية أننا بعد عشرين عاما لم نحقق شيئا يذكر تحت ظلال هذه المظلة المشققة بل إننا وعلى العكس منحنا العدو حارسا دوليا محترما يساعده على تشريع وحماية إغتصابه لأراضينا بينما نكبر ويشيخ اطفالنا في المنفى، تتعذب وتترمل وتغتصب نسائنا في الارض المحتلة. أعتقد ان تلك هي الفائدة الوحيدة من وجود هذه المنظمة بيننا وبين العدو على الاقل بعد مرور عامين دون قيامها وتنفيذها لما جاءت من اجله.
فاقد الشئ لا يعطيه:
ارغب ان اطلع القارئ الكريم على تواجدات هذه المنظمة الفاشلة عبر العالم اليوم، وعجزها عن التوصل الى أي حل في أي من مناطق عملها، وتنتشر مكوناتها (16) اليوم في العالم كما يلي وفقا للمعلومات التي ينشرها قسم عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة:
أ/ افريقيا:
  • بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان  (UNMISS). مصنفة الان في البعثات المنتهية العمل منذ إعلان إستقلال جنوب السودان.
  • قوات الامم المتحدة المؤقتة للتأمين في منطقة أبيي  (UNISFA).
  • بعثة الامم المتحدة لتأمين الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUSCO).
  • بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (UNAMID). " بعثة مختلطة من المنظمتين".
  • عمليات الامم المتحدة في ساحل العاج (UNOCI).
  • بعثة الامم المتحدة في ليبيريا  (UNMIL).
  • بعثة الامم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية (MINURSO).
ب/أمريكا اللاتينية:
  • بعثة الامم المتحدة لتأمين الاستقرار في هاييتي (MINUSTAH).
ج/ آسيا والباسيفيك:
  • بعثة الامم المتحدة (المتكاملة) في تيمور الشرقية (UNMIT).
  • المراقبين العسكريين الامميين في الهند وباكستان  (UNMOGIP).
  • بعثة الامم المتحدة للدعم في افغانستان (UNAMA). "بعثة سياسية"
د/ أوروبا:
  • قوات حفظ السلام الاممية في قبرص (UNFICYP).
  • البعثة الادارية الاممية المؤقتة في كوسوفو  (UNMIK).
هـ/ الشرق الاوسط:
  • قوة الامم المتحدة لفض النزاعات (UNDOF).
  • قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL).
  • بعثة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة  (UNTSO).

اعتذر للقارئ الكريم على الاطالة واخبره انه بالامكان كتابة الكثير عن المرارات والتعاسة والتقاعس والخيبة والضيم والالم الذي يسببه وجود الامم المتحدة في ترابنا وأختتم بالقول انه وبدنو انعقاد مؤتمر منظمتنا التحريرية اصبح لزاما علينا ان نستفيق من أي حلم قد يراودنا في غير محله ، ان نتأكد ان لا الامم المتحدة ولا غيرها سيعطينا ما لم ننتزع بحد سيوفنا، وأنه حان الاوان بل كان قد حان منذ زمن لأن نراجع أنفسنا وأساليبنا خاصة ما يتعلق منها بالتدبير والعمل من أجل تحرير ترابنا، أعتقد أن عشرين عاما تكفي ليتبصر من يشاء في جدوى التساهل مع من لا يفي بوعوده.
إن الزواج الذي لا يولد الاستقرار حتما سينتهي بالطلاق.
نرجو الله وندعوه وحده لا شريك له ان لا يؤخذ ما كتبناه في غير محله، وأن يعيننا جميعا واولي الامر منا على ان نستنير بأراء الساعين الى الخير منا، ندعوه وحده لا شريك له ان يلهمنا السداد ويعيننا على ما نحن فيه وان يرفع الظلم عنا بنا.

السالك الصبار
مخيم العيون للاجئين الصحراويين
سبتمبر 2011