اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الاستعداد لما قد يأتي

كتب بواسطة : futurosahara on 30‏/10‏/2011 | الأحد, أكتوبر 30, 2011

السيد حمدي يحظيه 
إلى حد الآن، رغم مرور حوالي أسبوع على حادثة اختطاف المتعاونين والأصدقاء الأجانب من المخيمات، لم نستطيع أن نهضم ما حدث، وقد نحتاج إلى وقت طويل حتى نفعل ذلك، ونصدق فعلا انه تم خداعنا واختطاف أصدقاء من بين ظهراننا.
لنتصور أننا هضمنا ما حدث، ابتلعناه، "سرطناه بالماء"، علينا إن نفكر في المستقبل. والمستقبل الذي نعني ليس طبعا العشرية القادمة أو ما وراء ذلك: نعني ابتداء من اليوم.
حدث الاختراق في المخيمات، وهذا لا داعي لتكراره، ولا داعي أيضا للمزيد من جلدنا لذواتنا بمختلف السياط، وحتى بمختلف الألسنة.
الآن حصل جزء من التوقعات التي كانت تقول أنه لا بد إن يحدث عمل إرهابي إما في المخيمات أو في الأراضي المحررة. وبين المخيمات والأراضي المحررة، أختار المنفذون( الإرهابيون) المكان الأشد إيلاما للصحراويين سياسيا وأمنيا واجتماعيا: 1)ضربوا في عمق المخيمات وهذا طبعا يحدث بلبلة في الداخل؛ 2) اختطفوا أجانب وهذا له تأثير كبير على الدعم المادي المقدم للاجئين وعلى القضية بصفة عامة مستقبلا؛ 3) أعطوا للمغرب، الذي لازلنا نعتقد أنه هو المخطط، الفرصة كي " يقنع" العالم إن المخيمات هي مرتع للقاعدة.       
من الآن فصاعدا سيكون من شبه المستحيل\ الصعب إن تضرب القاعدة في المخيمات، أو تختطف أجانب من الذين يستضيفهم الشعب الصحراوي. إذن أين يمكن إن أن يضرب "الإرهاب" الذي يستهدف الصحراويين والبوليساريو في المرة القادمة؟
آلا يمكن إن يضرب الإرهاب في المرة القادمة – لا قدر الله- في الأراضي المحررة؟
إذا ظللنا نحتفظ بحقنا في القول – مع سبق الإصرار- أن المغرب هو المستفيد الأول والثاني والثالث والمائة من الإرهاب الذي يضرب في المخيمات ويحدث ضررا للبوليساريو، فإن من واجبنا كصحراويين إن نشهر ونشارك بتوقعاتنا في ما الذي يمكن يحصل في المستقبل.
إن ضرب الإرهاب لاستقرار المخيمات سيجعل كل الجهود الأمنية والعسكرية تنصب في المستقبل على حمايتها والوقوف بحزم في وجه أية محاولة لزعزعة أمنها، وبالتالي فإن الهدف القادم قد لا يكون المخيمات، إنما الأراضي الصحراوية المحررة.
لماذا الأراضي الصحراوية المحررة؟ ببساطة شديدة تصل إلى حد البديهية لإن المغرب تزعجه هذه الأراضي، تسبب له الكثير من الصداع ويريد أن يستعيدها. فهي أراضي تلعب فيها البوليساريو وتمرح، تنظم فيها احتفالاتها، مؤتمراتها، وتبني فيها وتشيد، تغني وتنشط، يتواجد فيها جيشها ويتدرب. أكثر من ذلك فهي مناطق كبيرة نسبيا وآمنة ولم تصلها يد الإرهاب من قبل رغم أنه ضرب حولها في لمغيطي وفي أماكن أخرى. إن المغرب لا يريد إن تظل البوليساريو تسجل عليه النقاط والأهداف تلو الأخرى في مجال الأمن، وتتفاخر عليه أمام العالم أنها حركة قوية وحازمة.   
إن تشديد الأمن والحزم في المخيمات يجب إن لا يكون على حساب المكان الاستراتيجي وهو المناطق المحررة. إن المغرب مصمم ويتمنى أن يحدث عمل إرهابي أو أكثر في الأراضي المحررة من الصحراء الغربية التي تديرها البوليساريو.
لكن كيف سيكون السيناريو؟
بسيط: المهم إن يحدث أي عمل مهما كان بسيطا في هذه المناطق. المهم إن تنتج عنه دعاية يستفيد منها المغرب كي يسوقها مع الطماطم والبرتقال للعالم.
في هذا الإطار يجب إن لا " نركلي"( نضبط) تفكيرنا على أن الإرهاب سيستهدف الأجانب فقط، ونركز كل مقدراتنا على حماية الأجانب. من المعقول وشبه المنطقي، حتى لا نعطي للمغرب الفرصة، إن نمنع حدوث أي عمل إرهابي، مهما كان نوعه وحجمه، في المناطق المحررة. فمثلا يمكن إن يلجأ المنفذون إلى شن عملية ضد أفراد المينورصو إذا كانوا لازالوا يصطادون طيور الحبارى في المناطق المذكورة. أو، وهذا هو الأخطر، إن ينفذ الإرهابيون عملية عسكرية ضد الجيش الصحراوي في تلك المنطقة. إن عملية مثل هذه قد تجعل العالم يلتفت- بعد أن التفت إلى المخيمات- إلى هذه المنطقة العصية على الإرهاب.
إن الهدف القادم قد لا يكون الخطف، بقدر ما قد يكون التشويش فقط، وإعطاء للمغرب فرصة كي يشعل ابواقه ودعايته ويطرق كل الأبواب المعادية كي يجعل العالم يتدخل لحسم أمر هذه المنطقة. إن عملية عسكرية مباغتة ضد الجيش الصحراوي في الأراضي، حتى لو كانت محدودة، هي مفيدة للمغرب دعائيا وسياسيا. لقد حدث هذا من قبل ضد الجيش الموريتاني في لمغيطي وفي أماكن أخرى من الجارة موريتانيا، أين تم القيام بعمل عسكري محض في مكان لا يوجد فيه أجانب ولا أرانب.
وباختصار، إن الحماية يجب إن لا تقتصر فقط على المخيمات والأجانب فقط، إنما وهذا هو المنطقي إن تكون شاملة خاصة في الأماكن التي يحلم المغرب أن يحدث فيها عمل ضد الصحراويين.
السيد حمدي يحظيه