اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ثورة الشباب للشباب

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/10‏/2011 | الخميس, أكتوبر 06, 2011

بقلم : بشاري احمد عبد الرحمن
أراك عصي الدمكي شيمتك الجهل
 أما للإصلاح نهي عليك و لا أمر
 بلا أنا مصموك و عندي دوسة
 ولكن مثلي لا يعوزه أي عذر
 إذا التغيير ناداني صممت أذني
 وأتهمت بالخيانة كل من له فكر
 تكاد تضيء نار الإنتقام بين جوانحي
 إذا هي أذكتها أذان الصمم و النُكْرِ
 لا أشك في وجود تناقض واضح و جلي في تسارع الأحداث من جهة و في تعاطي قيادتنا معها من جهة أخرى ، فالشباب الصحراوي في المناطق المحتلة يصنع الأحداث تباعا في حين أن قيادتنا تجتمع لتدارس ما ستفعله بالأمس ، نعم نعم ما ستفعله بالأمس.
 فمن جهة شباب يتحدى بصدوره آلة القمع المغربية المخزنية و قيادة تصر على إصدار بيانات مخجلة في حق حدث يستحق أكثربكثير من بيان تنديد.
 من جهة شباب يبحث عن مدد لم يجده إلا في سيارات لاندروفر المتهالكة لكنها أدت دورها بفعالية ومن جهة قيادة تمتحن قدرة آلياتها العسكرية على مقاومة الصدأ دون إستعمال.
 من جهة شباب يُوجِدُ الأعذار لإخراج المحتل و قطعانه من الأرض بأي وسيلة و أي عذر و من جهة قيادة تبحث عن أسباب البقاء في الكراسي بأي وسيلة و أي عذر
 من جهة شباب يصنع الإنتصارات و يحقق الأحلام ومن جهة أخرى قيادة تنسف الإنجازات و تغوص في الأوهام . شباب مقدام شجاع منتفض مقبل على الإستقلال ، قيادة متقاعسة جبانة خاملة مدبرة للشهوات الزائلة.
 اليوم و في مثل هذه الظروف يجب أن يَخْرُصَ كل من يتبجح و ينادي بمصطلحات الإستفتاء و تقرير المصير ، كما يجب أن يدرك أن الطريق إلى التحرير لا يأتي إلا بالتصعيد السلمي و العسكري و إن كان هناك تفاوض فيجب أن يكون على جدولة خروج المستوطنين و الجيش و الإدارة المغربيين ليس إلا ، و من يحاول أن يُسَوِقْ لما يعرف بحق بتقرير المصير رغبة منه في إرضاء الأطراف و النظمات الدولية إنما يسهم في إطالة أمد الإحتلال ، كما يجب أن يدرك القاصي و الداني أن زمن الحمائم يجب أن يُقبر إلى الأبد و تقبر معه أفكاره و مريديه
 كما لم يعد من الممكن السكوت أو إلتزام الحياد في قضية نكون فيها أو لا نكون و التغاضي عن إهدار الفرص الضائعة و الإنسياق الأعمى وراء قيادة عمياء لديها طريق واحد هو كل يوم أقرب إلى الهاوية.

المشكل صحراوي و يجب أن يكون الحل أيضا صحراويا ، هذا الحل يجب أن يتبلور في الجسم الصحراوي بنفس جديد و دم جديد و روح وطنية جديدة جدية في إيجاد و إبداع الحلول و المخارج المُشَرِّفَة.
 هذا الدم الجديد يجب ان يراعي في مكوناته التخصص و الإختصاص الوطنية العالية و الإخلاص ، يخرج من صلب النخبة المثقفة القادرة على إدارة زمام المبادرة و الرسو بسفينة مجتمعنا على بر الإستقلال و الإستقرار ، نخبة تختارها النخبة لتكون بمثابة حكومة جاهزة و مجلس مراقبة و محاسبة الحكومة يتم تقديمها في المؤتمر القادم للتصويت عليها ، مسلحة ببرنامج واضح المعالم و الأهداف على أن يكون رأس هذه الأهداف الإستقلال التام و لا شئ غير الإستقلال التام.

على كل الشباب الصحراوي إذن أن يدلي بدلوه في إقتراح أسماء و كفاءات صحراوية شابة ليتم بعد ذلك عقد لقاءات تشاورية لإختيار الأسماء و التكليف بالمهام ثم أرسال رسائل للداخل و الخارج ليطمئن من نريد تطمينه و يرتعب من نريد إرعابه.

لقد بدأت الثورة بالشباب و يجب أن تنتهي بالشباب ، لأن ثورة الشباب للشباب
.