اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

سبتيرو ينهي حكمه بمنح البنتاغون ترخيصا بنشر سفن حربية

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/10‏/2011 | الجمعة, أكتوبر 07, 2011




على بعد شهر ونصف من مغادرته الحكم، أقدم رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو على إجراء عسكري مفاجئ بقبوله احتضان اسبانيا لسفن بحرية ضمن مشروع 'الدفاع المضاد للصواريخ أو الدرع ضد الصواريخ، وتتجلى المفاجأة في أن سبتيرو اشتهر بمواقفه المعارضة لكل التوجهات العسكرية الأمريكية ورهانه على الحوار بين الحضارات.
ووقع سبتيرو مساء الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسيل على اتفاقية الانضمام الى مشروع 'الدفاع المضاد للصواريخ' رفقة كل من الأمين العام للحلف الأطلسي أندريس فوغ راسمونسين، ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا. وتنص الاتفاقية على نشر أربعة سفن حربية أمريكية في قاعدة روتا في إقليم قادش أقصى جنوب اسبانيا، حيث البوابة الغربية لمضيق جبل طارق، وعلاوة على السفن سيتواجد 1200 جندي من مختلف الرتب والتخصصات ومائة من المدنيين أغلبهم من المهندسين. 
وتعمل هذه السفن بنظام أيجيس التي ترصد الصواريخ المعادية ويمكن الرد في وقت وجيز، وهذه القواعد المتحركة (أي السفن) ستكون مساعدة لقواعد برية متواجدة في كل من تركيا وبولونيا ورومانيا.
وتعتبر روتا قاعدة عسكرية مشتركة بين اسبانيا والولايات المتحدة، وتعتبر استراتيجية لمخططات البنتاغون كقاعدة لوجيستية في جميع الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والفيتنام خلال العشين سنة الأخيرة. 
والسفن التي ستتواجد في قاعدة روتا ابتداء من سنة 2013 ستتولى رصد الصواريخ الباليستة التي يمكن أن تنطلق من كوريا الشمالية وإيران لضرب أهداف أوروبية وفق التبرير المقدم حتى الآن.
وأكد سبتيرو لوسائل الاعلام مساء الاربعاء أن الهدف هو مشاركة اسبانيا في تأمين أمن الأوروبيين، ومبرزا الموقع الاستراتيجي لإسبانيا فيه كبوابة للبحر الأبيض المتوسط.
وجرى التوقيع على الاتفاقية في وقت جرى فيه حل البرلمان الإسباني بسبب الانتخابات السابقة لأوانها التي ستشهدها البلاد يوم 20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وبينما رحب الحزب الشعبي اليميني المعارض بهذه الاتفاقية خاصة وأنه يؤيد واشنطن في سياستها الخارجية والعسكرية، فقد انتقدت باقي الأحزاب ومن ضمنها اليسار الموحد الاتفاقية واعتبرتها بمثابة انخراط لاسبانيا في المخططات العسكرية الأمريكية مستقبلا.
وتعتبر هذه الاتفاقية مفاجأة حقيقية للرأي العام الإسباني ولاسيما في المسار السياسي لزعيم الحزب الاشتراكي سبتيرو. فهو السياسي الذي اشتهر بمعارضة المخططات العسكرية حيث سحب الجنود الإسبان من العراق بمجرد وصوله الى الحكم في نيسان (أبريل) 2004، كما سحب من عقيدة الجيش الإسباني مفهوم 'الحرب الاستباقية' التي كان قد تبنها سلفه المحافظ خوسي ماريا أثنار، وفي الوقت ذاته طرح مشروع تحالف الحضارات للرد على الإرهاب والتسلح العسكري.
وتأتي هذه القواعد البحرية التي ستتموقع في روتا على بعد أقل من 30 كل من شواطئ المغرب وتطل على منطقة المغرب العربي. وكان الحلف الأطلسي في الماضي، يعتبر ليبيا مصدر خطر بسبب مساعي نظام القذافي المخلوع بامتلاك صواريخ بالستية . 
ولا يستبعد بعض المحللين الإسبان أن منطقة المغرب العربي-الأمازيغي ستكون بدورها معنية مستقبلا بحكم أن عدد من المخططات والدراسات تعتبر مصدر خطر في المستقبل.