اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الارث التاريخي و خطاب العبودية

كتب بواسطة : futurosahara on 07‏/04‏/2012 | السبت, أبريل 07, 2012


لرباس الزاوي  
اثناء تصفحي لمجلتكم الطموحة ،اثار انتباهي مقال الكاتب المحترم السالك الشيخ:قيادة البوليساريو و جمعية محاربة العبودية.والاثارة ليست مدعاة للماساة بل هي ملهاة بكل ما تحمله المفردة من معاني.وقبل ان استرسل في الحديث,امل ان يتسع صدر زميلي ،وان يفهم الخلفية الفكرية والتاريخية التي اسست عليها تصورات طرحي دون ان يتفاهم معي حول مضمون ما سياتي.بداية ان قراءتي لبقايا هذا الارث الانساني الذي اشرت اليه تذهب في اتجاه اخر قد تختلف معك جملة و تفصيلا،ودرءا للغموض و التاويل 
         المتسرع،فالامر ليس محاباة او نزلفا للنظام الصحراوي القائم.ان المتصفح للمقال المذكور يتبادر
الى ذهنه ان المواطن الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين يعيش ضمن منظومة الابارتايد البغيض
اوداخل دائرة اسواق النخاسة.ذلك ان ما ساقه الكاتب من افكار ضمن هذا الحيز،يوحي بان التفاعل الاجتماعي الصحراوي يعاني من إعاقات و كوابح تمنع السيرورة والصيرورة التاريخيتين من الانتقال المراحلي بشكل جدلي .ولعل اسباب التشويش الفوضوي في القراءة المتانية،بغية رصد الاواليات المؤسسة للظاهرة[ان كانت هناك ظاهرة]هو الاعتماد البسيط و المبتذل احيانا للاليات السياسوية كمنهج واحد ووحيد للتحليل من طرف صاحب المقال .بينما طبيعة الظاهرة [العبودية]قبل ان تكون سياسية و هو احتمال بعيد،فهي ظاهرة تاريخية تستمر باستمرار نمط الانتاج الذي يتطلب لضمان استمراريته ادوات انتاجية خاصة به.ان المنطق الذي اسس عليه نص المقال ،يفتقر لابسط ركائز الصمود امام حقائق الواقع المعيش سابقا و آنيا،فبدلا من تناول الظاهرة من حيث الدراسة والتحليل و التجاوز في سياقها التاريخي العام و الخاص،بقي في حدود مراكمة الاتهامات لقيادة البوليساريو،وكأن الامر برمتة من إنتاج التنظيم السياسي الذي تشرف على ترؤسه.وللعلم فقط فان اغلبية القيادة الصحراوية لا تفقه شيئا ،خصوصا اذا كان الامر يتعلق بسوسيولوجيا المجتمع الصحراوي.ان القراءة التاريخية الموضوعية لاية ظاهرة اجتماعية تتطلب منا ان نرصد تاريخية المجتمع من حيث المكونات، و طبيعة نمط الانتاج من حيث الادوات الانتاجية وعلاقات الانتاج السائدة.حينها يمكن ان نراكم المعلومات الضرورية التي بدورها تساعد في تحديد طبيعة اية ظاهرة اجتماعية على حدى.ان مجتمعنا الذي ننتمي اليه[البيظان]هو مجتمع تجزيئي منقسم بشكل فئوي ،غير طبقي.معنى ذلك ان العلاقات بين مكوناته ليست علاقات استغلال [انعدام فائض القيمة]كما هو الشان بالنسبة للمجتمع العبودي الذي يعتبر طبقة العبيد وسيلة من وسائل الانتاج لا اقل و لا اكثر،او المجتمع الاقطاعي الذي يعتبر الاقنان بضاعة تنتقل بانتقال الارض الى ملكية اقطاعي جديد.بالنسبة لمجتمع البيظان ،فالعلاقات التي تربط بين فئاته المكونة له هي علاقات خدماتية وظيفية.اذ ان كل فئة تؤدي وظيفتها حسب موقعها التراتبي دون المساس بفضاءها الخاص،هذا مع امكانية تحول الفرد او مجموعة افراد من فئة اجتماعية الى اخرى حسب موازين القوة و الضعف داخل الهرم الاجتماعي.فنحن امام مجتمع لايمكن بوصلته وفاء للمراحل الخمس،بل ضمن مجتمع تتفاعل داخله بنيات متشعبة لكل منها هويتها الانتاجية ضمن اطار عام مهيمن هو الرعي.السؤال الذي يجب علينا طرحه ,هو كيف يمكن ان نقوم بخلخلة هذه البنيات دون ان يكون ذلك على حساب القيم المؤسسة لهذا المجتمع؟،وهي بالمناسة ترفض اية ايحاءات قادمة من خارج محيطها.ولعل تجارب الاخوة بموريتانيا الشقيقة مثال واضح على فشل المشاريع الاتية من الخارج.ان الارتهان الذي يعتمد التهديد المحتشم احيانا و الفاضح احيانا اخرى وبصيغ مختلفة ليس السبيل السليم للمعالجة العلمية للظواهر.كما ان التستر وراء الشعارات السياسوية لن يفلح في ازالة ظلال التوجس .ان جمعية الحرية و التقدم و التي لم ار لها من اثر الا على صفحات المستقبل الصحراوي،مدعوة و بالحاح الى الرفع من مستوى اهتمامتها وهمومها ،دون البقاء داخل الدائرة الضيقة.والارتقاء بخطابها لملامسة الواقع بشكل عقلاني وشفاف بدل الخطاب الفئوي الضيق الافاق.وغير ذلك سيسقطها و يسقط خطابها في الشوفينيه والعنصرية دون قصد.وهو امر هناك من يتحين الفرص للركوب عليه                                                            
06/04/2012