اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

بلدان الخط الامامي

كتب بواسطة : futurosahara on 04‏/04‏/2012 | الأربعاء, أبريل 04, 2012


حدامين مولود سعيد
إن الابارتايد، مثله مثل أنظمة أخرى في شمال غرب إفريقيا، هو نظام سلطة له شراهة كبيرة للاستحواذ على الأراضي. وفي الحقيقة إن مجاورة دولة شرهة تتطلع للاستحواذ على الأراضي يخلق مشاكل كبيرة للسلم وللاستقرار مع الدول المجاورة.
إن مثل هذا السلم والاستقرار، مضافا إلى رفض التمييز العنصري الذي يفرضه الابارتايد، هو الذي دفع انغولا، بتسوانا، موزمبيق، تانزانيا، زامبيا وزيمبابي إلى توحيد جهودها لدحر العدو المشترك. إن هذا هو السبب الذي جعلها تصبح تسمى بلدان الخط الامامي، التي فيما بعد، وبعد زوال الابارتايد، تحولت إلى اسم "سادك"، مُشَكِّلة بذلك مناطق تجارة واقتصاد حرين.
على الحدود الغربية الشمالية لموريتانيا هناك لطختي دم تركهما أثار مخالب الأ بارتايد المغربي. بمعنى أنه في مكانيين تصل مساحتهما إلى حوالي 100 كلم، يكون المغرب قد تملك بالقوة لجزء من الأراضي الموريتانية. بالنسبة للمجال الجغرافي الثقافي فإن التواصل بين هاتين المنطقيتين أصبح مستحيلا بسبب بناء المغرب لجدارن الفصل العنصري، حتى أنه أصبح مستحيلا بالنسبة لعشاق فن الشيخ ولد أبا زيارة المناطق التي تغنى بها الفنان ورفعتها " تيدينته" إلى أعلى درجات الخيال في ذكرياتنا الموسيقية.
إن ما سُمي ب"حرب الرمال" كان شاهدا على عدم الارتياح لرفيق ذو أطماع قارية وشره لقضم المزيد من الأراضي.
ورغم أنه حتى وراء البحار توجد شعوب قد تصلها، هي كذالك، مخاطر شراهة المغرب غير المحكم فيها لقضم المزيد من الأراضي، إلا أن احتلال الصحراء الغربية يكون قد جعل من الضروري التفكير في استراتيجية بلدان الخط الامامي.
إن الشعور بالانتماء إلى مجتمع البيظان أو إلى ارض البيظان، الذي يجربه الصحراويون والموريتاينون، هو أقوى بكثير من الشعور بالانتماء لأوروبا الذي يحسه الوطنيون في بلدان الاتحاد الأوروبي المختلفة. ومع ذلك فإن دبلوماسيتنا لم تضرب الحديد ما دام ساخنا أو، بعبارة أحسن، لم تسخن جمر الشاي بما فيها الكفاية حتى تربط جسور قوية مع الموقف الرسمي الموريتاني.
في باقي إفريقيا، يبدو من الواضح أنه لم نعرف إلى حد الآن كيف نستغل الفضاء الموحد الذي كان مانديلا ملهمه؛ أو بعبارة أخرى محور بريتوريا، لاغوس الجزائر - وحتى يمكن أن يضاف إليهم آخرون- كان على الدوام هو المحور المغيب تماما عن الرُّقعْ التي نرسم فيها خطوط استراتيجية دبلوماسيتنا العريضة. فحتى نعطي مثلا للتوضيح، إن تعيين سفير بصفات معينة يعني الكثير بالنسبة للأهمية، الاحترام، والاعتبار التي يوليها بلد لآخر. وفي هذا الإطار، وقبل كل شيء، فإن منديلا يستحق اعتبار ومعاملة أكبر.
في كل الحالات، فإن الجبهة الحقيقية التي ستكون الإطار الذي سيكافح منه ألأعضاء المستقبليين للخط الامامي، تسمى "GAS"؛ بمعنى أن تكون هذه البلدان كتلة معادلة للمجموعة التي تدعم الأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية. في شهر أبريل هذا الذي يعدُ فيه مجلس الأمن قرارا حول الصحراء الغربية والذي، أيضا، يُحضر فيه الأطراف، كل على حدة، ما يستطيع، فإنه لا بأس من أن يدخل إلى حلبة الصراع فاعل جديد لصالح قضيتنا هو مجموعة  الخط الامامي الجديدة. فالآن، بالضبط، في الوقت الذي يتبؤا فيه المغرب مقعدا في مجلس الأمن، يصبح من الملزم لدبلوماسيتنا أن تتحرك على كل الأصعدة التي من الممكن أن يطالها نشاطها
. 2012-04-02 .