أشار الوزير الصحراوي المكلف بشؤون امريكا اللاتينية، السيد محمد يسلم بيسط، إلى أن المغرب يعمل على تعفين الوضع في المنطقة، ودفعها نحو الانفجار، وحمّله مسؤولية ما قد يحدث. وأكد أن روس أزعج المغرب بسبب تخطيطه لزيارة عدة مدن بالمناطق الصحراوية المحتلة. غير أنه أكد أن الشعب الصحراوي سيواصل مقاومته إلى غاية الاستقلال، سواء بقي روس أو رحل، وسواء في عهد محمد السادس أو في عهد رئيس الجمهورية المغربية، كما قال في حوار مع ''الخبر''
كيف تقرأون في جبهة البوليساريو الخطوة المغربية بسحب الثقة من كريستوفر روس؟
يبدو أن الخطوة المغربية المفاجئة كانت وراءها العديد من العوامل، وعلى رأسها الخوف الكبير للمغرب من زيارة روس للأراضي الصحراوية المحتلة، والتي كانت شبيهة ببعثة تقصي الحقائق الأممية التي زارت المنطقة في ماي .1975 وبعد 37 سنة يجد الصحراويون الفرصة فيما يشبه استفتاء حقيقي للتعبير عن تشبثهم بالحرية والاستقلال، والمغرب يحاول إفشال الزيارة، عبر سحب الثقة من روس وخلط الأوراق. أما العامل الثاني فنابع من المطبخ السياسي الداخلي، الذي يريد أن يورط حكومة بن كيران في معارك فاشلة، تحضيرا لسحب البساط من تحتها، كما وقع مع حكومات سابقة، كاليوسفي والعمراني. أما العامل الثالث فيتمثل في كون المغرب يريد أن يلعب ''لعبة عيال''، حيث وجد في الانتخابات الفرنسية والانتخابات في الجزائر والانتخابات في أمريكا توقيتا مناسبا للقيام بخطوة غير محسوبة العواقب، وهذه الخطوة لا تتعلق بجهل المغرب للحقائق، كما أن المشكل ليس في روس أو بيكر، المشكل هو أن الرباط يريد إعادة صياغة جديدة لقانون الأمم المتحدة وقوانين تصفية الاستعمار، وهذه سياسة إقطاعية حقيرة.
وهل سينجح المغرب في إزاحة روس من منصبه بالرغم من الدعم الأممي له؟
أولا روس سيؤجل زيارته إلى المنطقة، والمغرب حقق هدفه، وبالتالي كان له أول مكسب من تحركه. ونحن نضع مسؤولية كل الأطراف التي عبرت عن دعمها لروس، كفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هذه الأطراف يجب أن يظهر دعمها، هل هو حقيقي أم مجرد نفاق وتزلف؟ فعليها أن تجدد دعمها لروس، ونحن ننتظر هذه الخطوة في بحر الأيام القادمة. ومن جهتنا فإننا نجدد دعمنا له. ومجهودات الأمم المتحدة ومصداقيتها اليوم على المحك، فهل الهيئة مع كل ما فعلت في ليبيا وسوريا واليمن لتظهر وقوفها إلى حقوق الشعوب في الحرية وتظهر قوتها، هي نفس الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية؟
هل ترون بأن في ذهاب روس نهاية للمسلسل التفاوضي وفتحا للأبواب أمام احتمالات أخرى؟
المنطقة تعيش ظروفا صعبة وأزمات أمنية وسياسية وانقلابات، وخطوة الرباط اتجاه روس واضحة، فهي تريد تعفين الوضع ودفع المنطقة نحو الانزلاق، وإذا وجد تواطؤا من أحد فإن العواقب ستكون وخيمة جدا على المنطقة ككل.
الكثير انتظروا تغيرا في سياسة فرنسا الخارجية، ومن بين ذلك تعاطيها مع الملف الصحراوي، لكن تصريح الخارجية الأخير كان متطابقا لما عهدناه في تصريحات ساركوزي، ما تعليقكم؟
التصريح الذي قدمه فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، هو تأكيد لما قاله وزير الخارجية فابيوس، الذي قال إن الحكومات تتغير لكن المصالح ثابتة. لكن فرنسا لا يمكن أن تواصل دعم سياسة عبرت عن فشلها خلال سنوات شيراك العجاف وساركوزي الاستفزازية التي انتهت بتلقي هدايا ملكية من المغرب. التاريخ سيحكم على السلطة الجديدة، إما بمواصلتها دعم السياسة الاستعمارية العقيمة التي تجعل فرنسا لا تتطور ولا تتقدم، أو أنها تتغير وستتحول إلى الدفاع عن الشرعية الدولية. هناك أمل لأن هولاند من القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن المامونية وسياسة ''فرانس أفريك''.
كيف ترون مستقبل الحل؟
حلّ القضية الصحراوية ليس بيد واشنطن، ولا بيد باريس، الحل بيد أهل الصحراء الغربية الذين يواصلون مقاومتهم وهم متشبثون بحقهم في تقرير مصيرهم. المغرب مخطئ في حساباته، وهو يريد تعفين المنطقة. وليس برحيل روس سيفقد الصحراويون حقوقهم، لأن روس هو المبعوث الأممي رقم 26 منذ تعيين أندري أوين في .1975 المغرب يخلط بين الأشياء. بروس أو بغيره، وببان كي مون أو بغيره، ومع محمد السادس أو السابع، أو مع رئيس الجمهورية المغربية، فإن الصحراويين سيتحصلون على حقوقهم وسينعمون بالاستقلال.
الجزائر: حاوره رضا شنوف/ الخبر الجزائرية