اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

قائمة صماء و مستفزة .

كتب بواسطة : futurosahara on 09‏/10‏/2012 | الثلاثاء, أكتوبر 09, 2012

اسلامه الناجم
في مقال لي نشره موقع "المستقبل"  بتاريخ 12 /08/2012 حمل عنوان  "انكماش النخبة السياسية "، اسهبت  فيه بالحديث عن هذه الظاهرة السياسية اسبابها وعواقبها، والتي يرجعها منظروا العلوم السياسية  بالاجماع، الى انسداد قنوات المشاركة السياسية امام المواطنين، ومنع اي رأي اخر مخالف للنظام من الظهور. ها هي  حركية  السلك الدبلوماسي الاخيرة  والكشف عن قوائم السفراء والممثلين  تؤكد زعمي.
لقد اراد النظام وخاصة الرئيس ومقربيه، حركة ما توحي للرأي العام الوطني انه يتحكم جيدا في الوضع، ومتابع مثابر لمشاغل ومشاكل المجتمع، والذي تأكد للقاصي قبل الداني انه – المجتمع- متعطش للتغيير، بعد ان ضاق ذرعا بوجوه وسياسة بليدة، صار همها الوحيد هدم كل منجز ومكسب تحقق منذ تاسيس الجبهة 1973 ، وتسفيه احلام الصحراويين في دولة مستقلة ديمقراطية، تعلي من شان المواطنة ومصالح الوطن، وفعلها هذا  سواء كان عن غير قصد – وهو ظني - او عن قصد  فلا فرق مادامت  النتيجة واحدة  .
انتظر الجميع نهاية مسرحية طويلة ومملة ومستفزة، لتسفر بكل اسف عن وهم من لايزال يظن خيرا في هكذا ادارة ومسؤولين ، نفس القائمة  رغم ما تنامى الى الرأي العام الوطني ان بعضهم اراد اعتزال العمل الدبلوماسي بل اعفاؤه من أي عمل رسمي، لكن النظام غير القادر على فرز البديل يتمسك بشراسة  بكل الوجوه المألوفة خوفا ان  تتركه وحيدا بعد ان كانت شريكا اساسيا معه في انتاج الفشل والردة عن تحقيق امال الصحراويين وتطلعاتهم في دولة ذات سيادة مواطنوها كرماء . فقد بلغ الاستهتار بالصحراويين مداه ، اذ كيف بعد الانتظار الطويل والامال العريضة التي حاول النظام اشاعتها في الناس بأمل التغيير نحو الافضل يتم تكريس وتأكيد " المرفوض المفروض" . بل اكثر من ذلك ولاول مرة في تاريخ الدول او الامبراطوريات او حتى القبائل، تقدم الى الرأي العام الوطني لائحة صماء  باسماء معظمها محفوظ ومحفور في سجل الفساد وسوء الادارة دون تحديد مهام، وهي طريقة اعتقد عرابو  هذه "الحركية " انها تزيد من التشويق للمسرحية وترفع نسبة "المشاهدة " او المتابعة الى اقصاها . فهل كان كثيرا على الصحراويين وهم يتابعون في وسائل الاعلام الرسمية والمستقلة هذه "الخرجة" ان يعرفوا ايضا في ذات اللحظة مهام ووجهات هذه القوائم الصماء .
هذا الفعل المستفز يضاف اليه كل " انجازات" ما بعد المؤتمر الثالث عشر للجبهة ، والانسحاب الصامت التدريجي والمشبوه  لظل الدولة من ادارة المؤسسات الصحية والتعليمية والمياه والهلال وغيرها لفائدة وكالات انسانية اممية ودولية ، ما ينذر بتفريغ القضية من بعدها السياسي الى الانساني وما يحمله هذا السيناريو ان استمر من عواقب غير محمودة ولا مأمونة على القضية .
لن تتقدم الجبهة الدبلوماسية الصحراوية  خطوة واحدة ، بهذا التشكيل فهو نفسه الذي كان في ذات المواقع مع تدوير لبعض الكراسي او اضافة اسم او اثنين كبهارات للطبخة ، او ارضاء لشخص او فصيلة اوقبيلة، ولن اضيف جديدا على ما اوضحه الاخ حدامين مولود سعيد  في مقاله الرائع " التحليل، مقلق ... الإجراءات، تدق ناقوس الخطر " والذي نشره موقع المستقبل 03/10/2012 ، لكن يكفي ان نتذكر انه منذ 1991 والى اليوم  ان عشر دول فقط اعترفت من بين الاربع وثمانين دولة التي تعترف بالجمهورية ، و ان اكثر من تسعين في المائة من الدول التي جمدت اعترافها كان ايضا خلال هذه الفترة الممتدة احدى وعشرين سنة.  
صار الان على الحالمين بامكانية التغيير نحو الافضل، في ظل نفس القيادة ، الذين انخدعوا مرة واخرى بمعسول الكلام و وعود عرقوب التي اخلفها واحدا اثر الاخر، صار عليهم التفكير الجدي في مبادرة من شانها تحريك المياه الراكدة وتعديل مسار قطار الدولة والجبهة الى وجهته الصحيحة التي  انحرف عنها منذ امد ليس بالقصير .
تنبيه : الحديث هنا عام ومطلق ، لكن هذا لا يمنع من وجود عدد قليل بل نادر من الدبلوماسيين الصحراويين يعملون بجد واجتهاد من اجل القضية الوطنية ، يسخرون كل وقتهم وجهدهم لها، بيدا ان النظام يعمد عن عمد – كعادته - الى خلط الحابل بالنابل حتى لا يتبين الخيط الابيض من الاسود من الفجر، والذي سيشرق لا محالة ، بعد هذه الليل القطبي الطويل .