منظر
جميل وانت ترى جموع المواطنين يتهافتون على الاسراع في التطوع في حملات
نظافة المحيط التي نظمت مؤخرا بمخيمات اللاجئين الصحراويين وشملت كل
الولايات وشاركت فيها كل الجهات الحكومية والشعبية التي كانت توزع حسب
القطاعات حول محيط الولاية المقصودة ، وهو عمل نبيل استحسنه المواطن
الصحراوي بإعتباره التفاتة ولو ظرفية الى واقعنا الذي نكاد ننساه في غمرة
انشغالنا بأمور اخرى ، واعتبره اخرون بمثابة عمليات تجميل في وجه استحقاق
انتخابي منتظر وهو انتخابات الامناء الجهوين والمحليين ، وبين نظافة المحيط
المطلوبة دائما وفي كل وقت وبين نظافة الفكر التي أصبحت تفرض نفسها بإلحاح
بعد سنوات الضياع و "السيبة" إنشغلت قيادتنا التي سمعنا اعلى هرمها ينادي
بضرورة انتخاب الشباب وإشراكه مشاركة فعلية في رسم خارطة قواعد
البوليساريو المستقبلية دون ان يعرف أحد إن كان ذلك مجرد شعار يرفع في خضم
كل ذلك بعد ان اجتمعت الحكومة لتقييم الاداء في حملات النظافة ؟؟؟ تخيلو أن
مجلس الوزراء يجتمع ومن بين نقاط جدول اعماله هو تقييم لعملية النظافة
الاخيرة ، وكأن تراكمات القمامة المنتشرة هي سبب كل مشاكل الصحراويين وهي
سبب تواجد الاحتلال وهي التي تعيق تقرير مصيرنا الى اليوم. هذا دليل آخر يؤكد ان مستوى الضحك علينا وصل الى درجة لاتطاق، فأصبح مقياس وطنيتك
ايها المواطن هو مشاركتك و مدى قدرتك على جمع أكبر عدد من الاكياس
البلاستيكية والقارورات الفارقة التي اتت بها رياح الحمادة وراكمتها حول
مخيماتنا منذ ما يزيد على 40 سنة خلت؟؟.. وعندما تنادي باصلاح وضع سياسي أو
تتكلم عن بعض شؤون تسيير مؤسساتنا بصراحة معينة تتهم بالعمالة والخيانة
وتصبح في خانة المغضوب عليهم لدى النظام الغير مرجوة توبتك وأنت في الدرك
الاسفل من مراتب الوطنية حسب التصنيف السائد عند قيادتنا، التي تنتظر ان
تزكي جيشها المعهود من المصفقين والمطبلين الذين دأبوا على الحضور
المناسباتي المكثف لتقديم قرابين الولاء والطاعة . وفي خضم هذا كله يبقى
الاصلاح ومحاربة الفساد من أخر أولويات نظامنا الحاكم حتى اشعار لاحق.