اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

رئيس التحرير : لمجلة المثقف الصحراوي ..المستقبل الصحراوي ..بذرة نمت من صحاري المعاناة

كتب بواسطة : موضوع on 20‏/07‏/2011 | الأربعاء, يوليو 20, 2011

رغبة منا في تعميم الفائدة تنشرالمستقبل الصحراوي  لزوارها الكرام النص الكامل للحوار الصحفي الذي خص به السيد احمد بادي  محمد سالم رئيس التحرير مجلة المثقف الصحراوي الاليكترونية .
 نص الحوار:
يسر " المثقف الصحراوي" ان تلتقي في حوار صريح مع احد رواد المثقفين الصحراويين الشباب ورئيس تحرير مجلة " المستقبل الصحراوي" المستقلة والتي تعتبر للكثيرين مصدر "مستقل" للاخبار وموقع متقدم لطرح افكار ومقالات تتناول مواضيع مهمة وبأراء مختلفة . احمد بادي - والكلام عليه - ومن خلال كتاباته التي مزجت بين المعنى الهادف و اللغة العربية الجميلة والتي تتخللها احيانا "نسمات حسانية" تعطي لتلك المقالات بعدا ثقافيا اضافيا تدل على وسع ثقافة الكاتب ضف على ذلك جرأة الكاتب في طرح افكاره والتعبير عنها بأسلوب جميل علها تحظى بإهتمام وقبول القراء ، كتابات لاستاذ احمد بادي تتميز بصفة فريدة لاتتوفر في غالب الكتابات التي نراها على صفحات المواقع الاخرى وهو انها "ولدت" وكتبت في عمق الصحراء الغربية ومنها اخذت طريقها الى العالم الخارجي، الامر الذي اعطاها " طعم" اخر لا يشبه " طعم" تلك الكتابات الآتية من وراء البحار وزادها " شرعية" اكثر من شرعيتها .
كنت من اوائل الشباب الصحراوي الذين أوجدوا مصطلح" الرأي الآخر" في المجتمع الصحراوي من خلال صحيفة " المستقبل الصحراوي". كيف كانت التجربة في بداياتها؟
 الحقيقة أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة . من طريق مليء بالمطبات وفي واقع غلب عليه الصمت المطبق وبعد وئد أو لنقل فشل بعض التجارب الصحفية التي كانت رائدة وحاولت خلق حراك ثقافي ما داخل المخيمات ونقصد هنا تجربة مجلة "الإستفتاء" التي كانت تصدر عن اللجنة الصحراوية للإستفتاء , ومع حاجة الساحة الوطنية لهكذا تجارب مماثلة ولدت المستقبل الصحراوي داخل حرم الجامعة وشارك في صنع المخاض كوكبة من الشباب الصحراوي جلهم ولد وتربى داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين ثم كان ماكان بإرادة الله وعزيمة الذين أمنوا بالمثل الصحراوي " ماخالقة جدبة ماأوراها ريظة". من صحاري المعاناة نمت بذرة المستقبل الصحراوي
اليوم - بعد سنوات من العمل في بعض الاحيان "عكس التيار" كيف تقييم تجربة "المستقبل الصحراوي"
 تجربة المستقبل الصحراوي كانت غنية وثرية أحيانا حتى بالنوادر المضحكة ولم تسلم بكل تأكيد من بعض الأخطاء لأنها ليست كتاب مقدس ,لكن على العموم شكلت طفرة داخل الساحة الوطنية وحاولت خلق حراك ثقافي كبير يكون فيه الجدل بالفكرة وليس ببعبع القبيلة والمن على الآخرين . وخلال أكثر من عقد من نشأتها ظلت المستقبل الصحراوي قريبة على الأقل من هموم القاعدة الشعبية تحاول تسليط الضؤ على مايراد السكوت عنه ودفعت لهذا ثمنا باهضا أصبح فيه طاقمها وكأنه خارج عن الإجماع الوطني أو بعبارتك انت "خارج التيار" أو برايء المفكر الجزائري الراحل محمد أركون " خرق السياج الدغمائي المغلق" حيث سيج النظام نفسه بكل أسباب ترسيخ ثقافة الطاعة والتنفيذ وتصنيف الناس بين الوطني الفذ والخائن المرتشي وإستفرد بمنح صكوك المغفرة والبراءة الوطنية بالطريقة التي يريد ها هو وبهذه السياسة سار المثقف أشبه بي "فائض بشري" على رأي فوكو .يراد لأدبه وثقافته وإبداعه أن يخدم النظام وسياساته وإلا أصبح منبوذا فيما يشبه العودة لأيديولوجيا القرون الوسطى . بقي القول كذلك ان تقييم تجربة المستقبل سيبقى للتاريخ لحكم الناس عليها لرؤيتهم للأشياء وقد بدأت الأرض تتحرك من تحت أقدام الذين حاولوا ان يجعلوا من الظلام المعرفي سبيل لتحقيق مكسب سياسي . على الأقل يحسب للمستقبل الصحراوي أنها إجتهدت في أن تكون ضؤ في آخر النفق لم يخرج يوما عن مقدسات الشعب الصحراوي تجسيدا لشعارها "إعلام وطني يخدم القضية ولايقدس الأشخاص".
مامعنى ان تكون الصحيفة الالكترونية "مستقلة" في رأيك ؟
 بفكرة بسيطة أن تكون لديك قضية مقدسة تؤمن بها , وأن لاتنتظر سماء النظام ان تسقط عليك كنزا من الفضة او الذهب . وأن تستغل الشبكة المعلوماتية بشكل مفيد للقضية التي تؤمن بها وأن تدرك ان لااحد وصي على مصير الشعب الصحراوي دون غيره. وفي زمن العولمة "اللي ماشاف السماء لاتنعتولوا".
 - بعض القراء او متصفحي يرى أن " المستقبل الصحراوي" - وخصوصا بعد ان تحولت الى شبكة الانترنت - أصبحت " صحيفة نخبوية" وان قارئها او بالاحرى متصفحها ليس بالضرورة ان يكون " صحراويا" اي ان تاثيرها أصبح محدودا على العامة. هل توافق هذا الرأي؟
 ليس الذنب ذنب المستقبل الصحراوي ولاخيارها المجبرة على سلوكه ,إنهم أعداء النجاح الذين حاربوا المستقبل الصحراوي طويلا ولازالت الحرب بيننا وبينهم سجال أولائك الذين سمحوا بل تهافتوا على إعلام العدو بشكل أثار سخرية حتى الصحفيين المغربيين من مجلة "نيشان المغربية" بن شمسي ورفيقه اللذين إعتبرا زيارتهما للمخيم حدث في حد ذاته قبل أن ينشرا تحقيق ساخر عن الوضع في المخيم وينشرا الغسيل الوطني الوسخ دون ان ينبس احد ببنة شفة .هؤلاء الذين حاولوا حتى منع الطاقم من إكمال دراسته الجامعية بحجة التأثير على القضية الوطنية داخل الطبقة المثقفة هم الذين حتموا على المستقبل الصحراوي أن تتحول الى الشبكة العنكبوتية كآخر حل لإستمرار النبض . لقد منعوا النسخة الورقية من الصدور وحاولوا بشتى الوسائل التقرب للمكتبات التي تصدر منها المستقبل الصحراوي للتأثير عليها رغم اننا كنا نقوم بكل شيء من جيوبنا الخاصة وبوسائلنا مادية المعدمة أحيانا يصدر العدد ولايتم دفع الديون المترتبة عنه إلا باشهر بعد ذلك وللحقيقة فإن بعض القيادات في السطلة الصحراوية عرضت علينا تمويل دائم للمجلة مقابل تغير خط تحريرها بما يناسب رؤية المالك الجديد لكننا رفضنا والتاريخ سيكشف للعامة الكثير من الإبتزاز الذي تعرضنا له مقابل السكوت من قبل الذين يتقربون زلفى للسلطان بسب المستقبل الصحراوي لكنهم يشتمون بل ويسخرون من سياساته كلما قبلناهم خلف ظهر السطان وبالتالي لم تكن المستقبل الصحراوي تريد ان تكون مجلة نخبة لان النخبة لبعضها ألسن أطول حتى من كل طاقم المستقبل وكنا في العدد الأول قد حددنا هدف المستقبل بأن تكون للقاعدة ومنها وأن تنقل همومها دون ان تكون ناطقة بإسمها لانها لم تخولها ذلك .أكيد في ظروف كهذه ومع غياب النسخة الورقية خاصة إذا ماعلمنا ان المخيم لاتتوفر فيه وسائل تسمح بالإطلاع على الشبكة العنكبوتية بشكل دائم ومستمر ويومي يقل تاثير المستقبل الصحراوي بل البعض إعتقد أنها مجرد مغامرة وإنتهت لكن العكس النبض سيبقى طالما وجد من يؤمن بذلك
على رايء المثل الشعبي " اللي يكرهك يحلم عنك حلم شين"-
في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة عامة وتطورات القضية الصحراوية في المرحلة الاخيرة اي دور للمثقف الصحراوي تراه مناسباً. هل هو حاضراً ام مغيباً ام غيب نفسه؟
 في مرحلة السبات التي تعتري الشعوب وهي سائرة نحو تحقيق طموحها المشروع في الإنعتاق يبرز دور المثقف الطلائعي بإعتباره يمثل القبس الذي تصطلي الجماهير من جذوة إبداعه كي تهتدي او تجد على النار مايدفيء برودة واقعها المرفوض وبالتالي فحضوره أكثر من ضروري لكن سلوكات العديد من المسؤولين داخل الجبهة قضت على هذه الطموحات والآمال غيبت المثقف الصحراوي عن مسرح الأحداث داخل مخيمنا المتواضع فأختار البعض الغربة كملجأ واختار الآخرون العزلة إذن فالمثقف غُيب لحاجة في نفس يعقوب وأستغل النظام ضعف المجتمع وفقره الثقافي كي يمارس إستبداده السياسي أو الهيمنة بتعبير غرامشي .
 هل انت " صحراوي مثقف " أم " مثقف صحراوي". هنا تأتي جدلية إثبات الهوية والثقافة عند الانسان - المثقف - الصحراوي الذي عليه اولا إثبات "هويته" ثم عليه لاحقا الدفاع عن "ثقافته". هل صادفتك هذه الجدلية ام أنها قضية مفتعلة؟
جواب :أنا صحراوي يحاول ان يكون مثقفا لان الثقافة سلوك حضاري وكمال بشري يطمح الجميع لسلوك سلم قيمه الفعال فإن لم تكن صحراوي تعتز بأصالتك فكيف ستكون مثقف يفهم كنه الثقافة وبعد الحفاظ على الهوية في عالم يتحرك بسرعة هائلة . إن المثقف غير المحصن من الشيزوفرانيا لايستطيع ان يصنع لنفسه شيء فكيف سيقود شعب نحو الفكاك من الإستعباد . فالهوية إذن هي المحدد الرئيس لمقياس الثقافة والحقيقة أن الصحراوي المثقف والمثقف الصحراوي ليس جدلية مفتعلة بل هي حقيقة لانه ثمة مثقفين لايربطهم بالصحراء سوى الأصل البعيد أقصد في السلوك واللباس والفكر أي أنهم يعيشون انفصام شخصية غريب .وثمة آخرون يعتزون بشرب لبن النوق ولكنهم يداعبون لوحات المفاتيح صبيحة كل يوم وبعبارة آخرى "الطير ألا من فرقوا ".
ناتي الى الحديث عن موضوع الساعة وهو " الإصلاح" . اي نوع من اصلاح وضع الصحراويين حتى لانقول " اصلاح النظام السياسي" تراه مجديا في الوقت الراهن. هل هو - الاصلاح من داخل النظام نفسه" ام "النموذج الثوري" هو الانسب؟
 من منظوري الشخصي والذي يحتمل ألف خطأ فإن النموذج الثوري ليس هو الأنسب بل هو المطلوب والضروري ,إذ أن النظام نخر الدود في جسمه منذ سنوات . أن تصل نسبة الأمية الى ماهي عليه الآن من عدد كبير داخل مخيمات اللاجئين .وأن يذهب المواطن لمستشفيات ويعود ولم يجد من يسعفه . وأن يكون المواطن في أمنه غير مطمئن لغياب القضاء العادي الذي يوقع العقوبات على المجرمين . وأن تكون القبيلة هي المحدد الرئيسي في تقلد أي منصب في هيئات الدولة فإن معنى ذلك واضح جدا أن بلاد السيبة تعيد تاسيس نفسها من جديد هذه المرة بعيدا عن حيزها الجغرافي المعروف تاريخيا. ومادامت الثورة هي الطفرة التي تصنع المعجزة كما حدث من قبل يصبح وصل الحنين الى أيامها امر مفروق منه على رأي الشاعر الاندلسي :
جادك الغيث إذا ما الغيث وكف يازمان الوصل بالأندلس .
كثير من عامة الناس وحتى المثقفين يرون ان الذين يطالبون بالاصلاح السياسي انما يحاولون " السطو على الكرسي". كيف يمكن في رأيك إقناع - إطمئنان - هؤلاء وغيرهم بأن "المصلحين الجدد" لن ينسخوا العادات- الغير ديمقراطية - "للثوار القدماء" ؟
 إن هذا الراي يبقى صحيحا الى حد ما ذلك أن الراسب الثقافي للمجتمع تعود هذا النمط من قبل بعض الذين دعو للإصلاح ثم إنقلبوا على عقيبيهم بعد ان أغرتهم السلطة ليتحول سلوكهم من الفرد الى طاغية يستنبطن ديمومة الكرسيء من تجارب "الثوار القدماء" وبما اننا مجتمع بدوي فالصورة التي تنطبع في ذهن البدوي يصعب محوها بشكل سريع كما يرى ذلك إبن خلدون في وصفه لطبائع وعادات اهل البدو في مقدمته المعروفة .لكن دعنا مثلا نمنح الفرصة لهؤلاء الذين يطالبون بالإصلاح كي نكتشف حقيقتهم أليس "المدرق بليام عريان"وام السارق ماتبطى امزغرتة" لندعهم ثم لنرى . لايعقل ان نظل ندور في حلقة مفرغة وعلى ركح مسرح واحد نفس الممثلين ونفس المخرج وننتج نفس الملهاة,
 لاحظنا في الفترة الاخيرة ظهور مايسمى " شباب الثورة الصحراوية " خاصة على موقع المستقبل الصحراوي هل هي فكرة جادة في رأيك ام ان الامر لا يتعدى نسخ " تحامير" فكرة الثورات العربية "اباش مانبقاو احنا التاليين" ؟
 جدية الفكرة يمكنك ان تسال عنها أحد اعضاء هذه الحركة المؤسسين وانا لست احدهم بكل تاكيد وقد دخلت نقاش مع بعضهم حول تجاوز واقعنا لمنطق الإصلاح بمعنى آخر الدواء الكيء أي الثورة وليس الإصلاح .لكننا في المستقبل الصحراوي تعاملنا معها ولازلنا من منظور انها حركة شبانية سلمية نتضامن معها دون ان نكون ناطقين بإسمها رغم ان بعض الاخوة في الطاقم اعضاء فاعلين فيها حيث لديهم نشرية خاصة بهم تسمى"05مارس" لكن نضمن لهم حقهم في تغطية نشطاتهم بما يتماشى ودورنا كوسيلة إعلام مستقلة تبحث عن السبق وتؤمن بحق كل الصحراويين في التعبير الحر ولنا تجارب سابقة في نشر نشاطات حركات إصلاحية آخرى طالما ظلت هذه الحركات تقدس القضية الوطنية وتدافع عن ثوابت الشعب الصحراوي فإنه لامانع لدينا في المستقبل الصحراوي من قتح الأبواب لها .
 عطفا على السؤال السابق لاحظ الجميع ان الثورات العربية كان وراءها مايسمون أنفسهم " شباب الفيسبوك والتويتر". هل ترى لهذه الطبقة دور في المجتمع الصحراوي - التقليدي -؟
 في واقعنا الحالي لاأعتقد انه ثمة دور حقيقي أو على الاقل في المدى المنظور لهذه الطبقة داخل المجتمع الصحراوي التقليدي .وهذا شيء منطقي لغياب الكثير من الوسائل المساعدة في ذلك على الأقل لاتوجد غرف خاصة بالأنترنيت داخل كل ولاية .ثانيا حتى الكثير من مستعملي الشبكة لايستعملون كثيرا مواقع التواصل هته . "ماقام بعقالوا ايقوم بثناه" اعتقد الطريق لازال طويلا والله اعلم .
 دائما في إطار موضوع الاصلاح هناك من يرى - وبعضهم من المثقفين - ان "لا إصلاح لثورة تحريرية " هل هذا هو الحق فعلاً ام انه الباطل بعينه. وهل حالة" L'Union Sacrée "  بمفهومها التاريخي يمكن إسقاطعها على واقعنا في الوقت الحالي؟
 هذه كلمة حق أريد بها باطل ,نحن لسنا نشاز من الثورات الأخرى حتى في الجزائر الحليف الدائم لو لم تقم ثورة على حزب الشعب آنذاك ماحققت الجزائر ماهي عليه الآن من نعيم الإستقلال هذا مثال بسيط كما ان الصراع الفكري الحاصل داخل حركة فتح الفلسطسينية لم يقضي على جوهر القضية . والحقيقة انه حينما تحيد الثورة عن مبادئها الرئيسية وجب إعادتها لجادة الصواب وبالتالي يصبح مفهوم لابد من ثورة على الثورة منطقي في هذه الحالة ومادامت الثورة تحولت من جبهة الى حزب سياسي في نسخته العقائدية وبنية تنظيمه الصارمة المرتكزة على المركزية فقد أنقلب من أداة تحرير الى آلة إضطهاد فرضت على الجماهير الهجرة الى صحاري العزلة والتشتت والامبالاة والسؤال الجوهري هنا هو كيف حصل الطلاق بين الجماهير واميرها الحديث حسب عبارة غرامشي , ذلك ان حركة التحريرتستمد شرعية من حاجة الجماهير الى قوة تنظيمية ,ترفع من وعيها وتحفزها على النضال بغية تحقيق اهدافها في التحرر من وطأة الإضطهاد والإستعباد بكل أشكاله . وهنا يجب البحث في مسالة الطلاق هته بغية التعرف على الأسباب التي أدت الى إبتعاد الجماهير عن الحركة ,من اجل إرساء وعي مطابق حتى تتعلم الجماهير جدل التاريخ داخل فضاء تنظيمي جماهيري ديمقراطي لاداخل فضاء إضطهاد تقدم فيه الجماعة نفسها قرابين من أجل الزعيم الفرد كإله متقبل للأضاحي البشرية. ومن ثمة يصبح من يتكلم عن انه لا يمكن الإصلاح داخل حركات التحرير أشبه ب"جهد انبيح الكلب اعلى راسو ".
 يرى بعض العارفين بواقع المنطقة ان الاصلاح فيها لا يآتي فقط من " ضغط او حاجة الداخل إليه وإنما يكون متزامنا مع "الضغط الخارجي" كذلك هل توافق هذا الرأي؟
يصح ذلك في دول الجوار أما لدينا فاعتقد أن خصوصية حركة 05مارس انها تنفرد بعدم الخضوع او الخنوع للخارج وبالتالي لم يجد النظام مايستطيع به تشويه هذه الحركة كما فعل مع حركة "خط الشهيد "سابقا وهذا تكتيك يحسب لها ,لكن اعتقد كذلك ان الواقع الدولي قد تغير وان عالمنا العربي يحرك الأرض من تحت كراسيء مستبديه الذين حكموا البلاد بإسم الشرعية الثورية والقضاء على الانظمة الملكية البائدة كما في ليبيا ولكن سرعان ما اصبح الشارع العربي يردد القول العربي "رحم الله الحجاج مااعدله" إذ كشفت الايام زيف إدعاءت الانظمة القومية التي حولت الفرد الى كبش محرقة في سبيل بقاء الزعيم وابناء الزعيم ومن يدلكون بالزيت ظهر الزعيم على رأي نزار قباني. 
كمثقف صحراوي ناشط ومدرك لحيثيات نزاع الصحراء الغربية مارأيك في المفاوضات الغير رسمية الجارية بين جبهة البوليساريو والمغرب وهل ستفضي في رأيك الى نتائج ملموسة؟
إن كانت ستقضي الى نتيجة فهي بكل تاكيد إطالة عمر النزاع . وبالتالي فالكلام عن حوار طرشان وهي الصورة الفعلية للمفاوضات يصبح كمن ينطبق به المثل الصحراوي"اللي غلبت الدنيا إقول الآخرة جات"
ورد في التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة حول الحالة في الصحراء الغربية مصطلحات جديدة لم نتعود عليها من قبل من قبيل " النهج المبتكرة " و " تمثيل الصحراويين " وحتى " مشاعر سكان الصحراء الغربية ...التي لم تتكشف بعد " ما تفسيرك انت لهذا " القاموس" الجديد؟
 الامم التمحدة بدأت تكتشف فشل مهمتها في الإقليم لكنها محرجة من الفصح عن ذلك علانية لذا بدات تبتكر حلول مغلوطة تشبه السم في العسل وذلك يستشف من إقتراح بعض الحلول التي تطيل أمد الحل الجوهري أي تدور برحى الحلول التوافقية من قبيل إجراءات بناء الثقة متمثلة في الزيارات بين طرفي الجدار والتي كانت جوية وستصبح برية ، إبتكار حلول من قبيل تحسين الظروف المعيشية اللاجئين ومحاولة رمي المنشفة بإشراك بعض الصحراويين المحسوبين على المغرب او مايسميه إعلام العدو "بالصحراويين الوحدويين "في مقابل "الصحراويين الإنفصالين" .وهو أمر خطير يؤشر الى تغير مجرى الصراع من تصفية إستعمار الى حرب داخلية بين الصحراويين انفسهم وكأن التجربة الأيرلندية تعيد نفسها والحقيقة ان الامم المتحدة لاتلام على محاولة تملصها من الصراع . والجمل لجرب أيحكلوا الا فمو والفاهم يفهم .
 بعض المتتبعين للشأن الصحراوي يرون ان - النظام - أصابه نوع من "الضعف" في السنوات الاخيرة، هل هذا التشخيص حقيقي ام مجحف؟ اذا كان واقعا حقيقيا فعلا فهل هوناتج فقط عن " ضعف الخلفاء المتأخرين" ام أن الامر أعمق والاسباب أكثر؟
هذا تشخيص متفائل جدا بالنظر للواقع الموجود .صحيح أن أدوات التحليل السياسي التقليدي ليست كافية بحد ذاتها لتفسير جوهر هذا الضعف ومكمن الخلل الموجود بشكل علمي دقيق إلا ان إسقاطها على الواقع يكشف لنا ليس الضعف الحقيقي بل حتى يقدم لنا النتيجة المنطقية لسرقة الجبهة من قبل البعض وتحولها الى خدمة البعض بإسم الشرعية الثورية الأمر الذي نتج عنه وعي مأزوم وشقي ينظر الى الجماهير كدمى تصفق للزعيم الإله. الامر إذن معقد ويحتاج لقراءة تاريخية متأنية وعميقة لإستخلاص العبر
 لاحظنا في الفترة الاخيرة وصف قضية الصحراء الغربية بانها " قضية معقدة " هل هي فعلا كذلك ام يراد لها ان تكون كذلك ؟
طبعا من مصلحة الجميع ان لايرتطم بكرة الثلج المسماة قضية الصحراء الغربية ذلك ان تداعيات الإرتطام ستكون وخيمة .لكن لااعتقد أن مبرر التعقيد في القضية هو الذي يؤخر الحل , بل في غياب صاحب الحق الحقيقي أو تغيبه بشكل ما يوسم التعقيد للقضية .لتفعل القيادة مافعلته قيادات جبهة التحرير الوطني الجزائرية تجسيدا لمقولة احد أبطالها العربي بن مهيدي
"أرموا بالثورة للشارع يحتضنها الشعب".. وحينها يتضح الخيط الابيض من الاسود في مسالة التعقيد .
 www.futurosahara.net مجلة المستقبل الصحراوي

0 التعليقات: