اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

درس مجاني / اسلامه الناجم

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/08‏/2011 | الثلاثاء, أغسطس 02, 2011

لا يزال البريطانيون يدهشون العالم ,ويقدمون الأفضل دائما, ويبرهنون على عبقرية متأصلة, من نتائجها ديمقراطية ضاربة الجذور في الأعماق, وحضارة راقية وتقاليد راسخة .
بريطانيا التي أهدت العالم أسس الديمقراطية, ومبادئ الاقتصاد السياسي, واهم الاكتشافات العلمية ,في الطب والجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء وغيرها, وهي التي جعلت من الصحافة سلطة رابعة حقيقية, فكم كشفت هذه الصحافة من تجاوزات وفساد ,وكم أسقطت من حكومات ,ودفعت وزراء الى الاستقالة والعديد من الشخصيات العامة .
فالصحافة وما تحمله من رأي مخالف ومختلف مدللة هناك, حتى أطلقوا عليها لقب صاحبة الجلالة,  لكن وفق المعايير والضوابط المحددة ,فعندما تتجاوز الصحافة تجد القانون بالمرصاد ,وهو ماحدث لصحيفة " نيوز اوف ذي ورلد " العريقة 168 سنة ,أقدم حتى من عمر ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة , لا هذه العراقة  و لا حتى الثروة الطائلة التي ورائها , فمالكها هو إمبراطور الإعلام المعروف  الاسترالي المولد , روبرت ميردوخ , لم تجعلها فوق القانون والمسالة, فما إن تم التأكد من صحة تجسسها على المواطنين, حتى سارع القضاء الى إغلاقها, وتم استدعاء الثري العجوز في جلسة طارئة للبرلمان, الذي كان في إجازة ,وقطع الوزير الأول ديفيد كاميرون جولته الإفريقية, ليواكب عن قرب تداعيات  هذه الكارثة,وهذا ليس وصف مبالغة أو تهويل من عندي , ذلك أن البريطانيين يعتبرون تنصت صحيفة على حياة وأسرار المواطنين كارثة وخطأ جسيم ,إذ توالت الاستقالات من جهاز شرطة  سكوتلانديارد العالي الكفاءة , وبدأت الدائرة تضيق على الوزير الأول وتهدد مستقبله السياسي .
اسمع و أتابع الأخبار هذه الأيام – كما تفعل أنت-  اسمع بإعجاب وأتابع بحسرة إعجاب بالقوم وحسرة على قومي , أنا ابن هذا النطاق الحضاري, المأزوم والموبوء بالتخلف والاستبداد ,وبكلمة واحدة بالفشل , فشل السياسة ,فشل التعليم ,فشل الصحة ,فشل الزراعة , فشل الصناعة ,فشل الإصلاح ,فشل التغيير, فشل الانتماء للعصر ,منطقة هي عالة على الغير في كل شيء.
ترى كم من قضية هي أفدح و أفظع من فضيحة "نيوز اوف ذي ورلد" عندنا؟تصل بل تتجاوز حدود خيانة الوطن !! نحن الذين مازال وطننا رهين الاحتلال, فكان علاجها مأدبة دسمة وتربيت على الأكتاف ومكافأة مادية أو معنوية  .
ألا نأخذ العبرة مرة من هذه الشعوب وحكوماتها, شعوب لا تنام عن حقوقها, وحكومات تسهر على واجباتها تجاه الشعب, صاحب السيادة ومانح الشرعية الوحيد.
لكن "ما اكثر العبر وما اقل الاعتبار"  

0 التعليقات: