اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

حين تغدق السياسة على أشباه الساسة

كتب بواسطة : futurosahara on 14‏/09‏/2011 | الأربعاء, سبتمبر 14, 2011

لا نستطيع كصحراويين ان ننهض ونتحرر الا اذا استطعنا معالجة مسألة العدالة الاحتماعية، لأن ما نلمسه في القائمين على أمرنا من غرور مرضي يُفصح باستمرار عن أعتى درجات الانانية والشعور بالنقص، وتصفية الحسابات.. لم يعد مسموحا به.
 كما لم يعد مسموحا بقرصنة القضية باسم الوطنية..والشرعية الثورية، واختصار الانتماء للوطن بالطاعة العمياء والولاء للأشخاص ومنهم من هم آية في العجز والقبلية، وفي الزبونية وبلاغة التفرج والتقاعس عن القول والفعل..والجهل الذي لم تنفع معه "كورسوات"جنوب افريقيا..ولم يهذبه الرقص والغناء في بلاد الباسك. أوَ ليس الرقص هو الذي أسقط بلاد الأندلس؟.
 ليس في واقعنا الحالي ما يعصم من التطاول والهوى وجهل الجاهلين سوى القانون الذي يستند إلى معايير موضوعية في الإجراءات والتقييم والاختيار، ويأخذ فيه كل ذي حق حقه. فلم يعد مسموحا هذا الاستهتار بقيم الأمانة والمسؤولية من طرف مرضى أغدقت عليهم السياسة.. وتسللوا خلسة وفي جنح الظلام ليتسلموا أهم ملفات تربية نشئنا وأجيالنا الصاعدة. كما لم يعد مسموحا الصاق "اتنابر والسيوات" و التهم الجاهزة والخاوية على عروشها في حق كل من يحتج على الزبونية، أو يرفض طريقة تسيير وزير أو وزيرة فاشلة، أو يحث المواطنين على مطالبتهم بحقوقهم وصون كرامتهم. ليس سرا حجم الاحتقان الذي يجري الآن بين القمة والقاعدة والذي عبأ كثيرين بمشاعر السخط والنفور، وسببه بالتأكيد "الحكرة" وغياب العدالة وتصفية الحسابات بالوكالة، وسوء التدبير وكثرة التبذير، وقلة الحرفية والاستهتار بحقوق المواطنين وبالمصالح العليا للبلد، وما نتج عن ذلك من غبار لبد سماء بلادنا بسحب داكنة لازالت ساحتنا الوطنية تعاني تبعاتها إلى اليوم نظرا لانعدام أدنى درجات التواصل المفضي إلى نتائج تخفف هذا الاحتقان.
 ان حالة من الاعياء "الفترة" والاستعصاء والإرتباك انتابت النخبة، بعدما عجت الساحة الوطنية بتخمة وفوضى الأطر الذين بسبب أو بآخر تسلقوا لمراكز السلطة التي لم يحسنوا أداءها، ولم يوفوها حقها.. ذلك أن الخطاب والثقافة السياسية وأساليب ادارة المعركة أصبحت متجاوزة، ولم تعد قابلة للتكيف مع متطلبات العصر."حوتة وحدة تخنز اشواري" نأمل من قادتنا ان يعيدوا النظر بشجاعة في استراتيجياتهم، وأن يتموقعوا من جديد في صف الشعب، بمعنى مواقع جديدة تفتح أمامهم آفاق التواؤم الذكي مع مقتضيات المرحلة، والدفاع عن الثوابت الوطنية. اضافة الى الترفع عن الأحقاد، وتوجيه البنادق الوجهة الصحيحة، وحفظ مصالح المواطنين وحمايتهم من تظلمات المسؤولات والمسؤولين. نرفض وقوف أي صحراوي على الحياد تجاه احتلال بلاده، كما نشدد على ضرورة التفريق الحازم والحاسم بين مطالب الاصلاح والديمقراطية واطلاق مزيد من الحريات من جهة، وبين التسويق للخيانة والترويج لأطروحة الحكم الذاتي والاستقواء بالأجنبي واستدراجه لاستمرار احتلال الوطن من جهة ثانية.
 لا حاجة لنا للتذكير بحقنا الطبيعي والمطلق في نقدنا لممارسات نظامنا ومطالبتنا بالاصلاح السياسي و الاجتماعي والسير في طريق الديمقراطية ومحاربة الفساد، وخلع الشجرة التي تخلق مفسدين جدد مع البقاء على آخرين قدماء.. سواء كنا حركة تحرير أو دولة في المنفى، ومهما كانت الظروف استثنائية.. الا انه من حقنا أن يحكمنا أشخاص نسائلهم ونحاسبهم ونعاقبهم.. ونوقفهم عند حدودهم متى تطلب الأمر ذلك. وهذا هو واجبنا وبالتأكيد سيكون دورنا غش الجماهير إذا اقتصر هذا الدور فقط على كيل المديح للانجازات المحققة على كافة الجبهات وهي بالفعل موجودة وكثيرة.. هناك انشغالات كبيرة حول الاصلاح.. وملاحظات كثيرة حول الفساد، وأسئلة ملحة ظلت تتداولها القاعدة الشعبية منذ سنوات خلت حتى مل الناس تردادها ووجب إعلانها بكل هدوء لنجيب عليها ونتصارح بشجاعة بشأنها..ام ان دار لقمان ستبقى على حالها؟ وهل ما زال في الوقت متسع لتدارك ما فات؟. 
...حرام عليك في هذا الميعاد تنام عيناك والشعب ينادي...مقطع من نشيد كنا نردده باستمرار ابان السنوات الأولى للتحضير للثورة مع رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. المجد والخلود للشهداء. 
 محمد لبات مصطفى