اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

رسالة للاخ الامين العام

كتب بواسطة : futurosahara on 16‏/09‏/2011 | الجمعة, سبتمبر 16, 2011


بقلم المواطن :  محمد لبات مصطفى
بسم الله الرحمان الرحيم،
وبه نستعين. الأخ محمد عبد العزيز الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية تحية ملؤها المودة والاحترام والتقدير،
وبعد أنا المواطن الصحراوي محمد ولد لبات ولد المصطفى الحامل للبطاقة الوطنية رقم: 7695745
محل السكن دائرة امكالة. حي : 3. ولاية العيون
الأخ الأمين العام للجبهة رئيس الجمهورية اسمحوا بادئ ذي بدء أن أخاطبكم بما يلي: ، ، لأنكم أقسمتم على أن لا تتحول الوظائف في مؤسسات الدولة الصحراوية الى مصدر للثراء أو وسيلة لخدمة المصالح الخاصة أو مصالح مجموعة ضيقة قائمة على أساس الجهوية أو المحسوبية أو القبلية، ولأنكم تعهدتم بتجريم ومعاقبة كل من يقدم على هكذا أفعال. المادة 19. ولأنكم حلفتم بأغلظ الايمان على مبدأ مساواة المواطنين.المادة (25). حكاما ومحكومين أمام القانون الذي يمثّل الملاذ الآمن لحماية أفراد الشعب من بغي بعضهم على الآخر. ولأنكم كذلك تحملون على عاتقكم مسؤولية تحصين المواطنين من إمكانية جور حكامهم عليهم. ولأنكم في أدائكم لليمين الدستورية أقسمتم أن توظفوا كل طاقاتكم من اجل حماية حقوق وحريات كل مواطن. المادة(56). ونظرا لصعوبة الاحتكام الى آلية أو مرجعية تفض النزاع بين مواطن مظلوم مثلي وشخص "مسؤول" من الحكومة. ولأن التنظيم على كافة مستوياته قابل تظلماتي بصمت رهيب؟ ونظرا لسياسة "طبق أعزل بين أولاد الناس" التي لا يتورع بعضا من مسؤولينا وباقي نكرات الزمان من ممارستها جهارا نهارا وبدون استحياء، ونظرا لما يمارس علينا من زبونية، تزيد من مشاعر الاحباط واليأس والغضب والضغط والإنفعال واالضبابية..وتطفئ في النفس شعلة الحماس. وتعيد الى الواجهة مشكلة اسمها تصفية الحسابات بالوكالة التي يتعين علي شخصيا أن أدفع ثمنها -شرف أدعيه وتهمة لا أنفيها- "وأنا رافد بها الرأس" . وأمام الاستهتار والتعالى، وضيق الصدر، والانفعال السريع الذي يعكس مستوى تدني القيم في قاموسنا السياسي الأخلاقي؟ ونظرا للضرر الذي سيلحق بابنتي في مسارها التعليمي [سنتان انتظار] ونظرا لما لاقيته من عدم إنصاف في معالجة قضيتي بالحيادية التي تحفظ لي حقي واعتباري.. ارتأيت مخاطبتكم وابلاغكم الآتي:
في شهر أكتوبر 2010( وُعدت بادراج ابنتي )الحاصلة على شهادة الباكالوريا( على رأس لائحة المتوجهين الى كوبا للعام الحالي 2011.2012 "لسبب بسيط فوقتها لم يتقدم أحدا غيري بالطلب" ثم ان الدفعة الأولى لازالت حينها لم تغادر الجزائر بعد. وطُلِب مني اعداد ملف سلمته بعد أسبوع "أكتوبر 2010" عن طريق ادارة الخارجية حيث أتبع، بينما تسلمت الوزيرة نسخة من الملف في شهر ديسمبر2010 ، ونزولا عند طلبها سلمت نسخة أخرى للمعني بالمنح في وزارة التعليم في الشهر نفسه ديسمبر 2010.
من خلال المكالمات الهاتفية مع الوزيرة ظلت تطمئنني وتؤكد باستمرار الموقف نفسه لأفاجأ بعد ذلك باقصاءها للمعنية من اللائحة المعينة ضاربة بذلك عرض الحائط بالوعود التي قطعتها على نفسها، وبدون مراعاة للأسبقية أو المؤهلات العلمية أو أي مقياس آخر واضح مقنع أو شفاف..علما بان المجموعتين ليس من بينهم الا طالبة واحدة حاصلة على شهادة الباكالوريا، وليس من بينهم كذلك من درس في الجزيرة وذاق ويلات "الناموس" في كوبا..
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، ان مواطنا مثلي مدفوعا بالشعور بالظلم "الحكرة" لا يمكنه الا ان يقول بصوت عال: ان الوطن ليس محمية "كزرة" لأحد دون آخر مهما علت الهامات، فلا استثناءات ولا امتيازات، لأن المواطنون كلهم دفعوا [ولا يزالون] مهر الحرية بالدماء والأرواح، فلا فضل لأحد ولا مكانة لأي كان فوق الشعب، مع الاحترام الواجب للدور المشهود والجهد الغير منكور لرجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، اذا كان شعبنا الذي تطحنه سياسة الغزو، وتقوض وحدته تدخلات المأجورين، فان المحسوبية والزبونية تزهق احلامه أيضا.. يؤسفني القول ان بعضا من القائمين على أمرنا والمؤتمنين على مستقبل أجيالنا يتلذذون حين يتضرع اليهم المواطنون أو يناشدهم الناس أويتلطفون اليهم "التمسكين" لاستجداء الحقوق وتسولها "سياسة نعام ياسيدي".في حين ان تلك المناشدات التي مردها الشعور بالنقص يحلها العدل لو طٌبق، والاستحقاق لو قُدم على ما سواه، والنظام لو أعلي على الاستثنائات؟.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، ان المواطنين المصدومين فيمن اعتبروهم ولسنوات قدوة لا يمكنهم أن يحرروا شعبا أو يستردوا أرضا. ان هناك فجوة كبيرة تفصلنا عن قياداتنا، و هذه الفجوة ليست في الحدود المعقولة المقبولة، بل باتت آخذة في الاتساع باستمرار، الأمر الذي يزيد الأمور تعقيدا واختلالاً ما لم تتجسد قدوات حسنة [في مختلف مواقع المسؤولية] يقتدي بها جموع المواطنين، وتوفر ضمانة كبرى لكل مظلوم، بأن حقه لن يذهب سدى.. وأن بإمكانه المطالبة بـه واسترداده.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، أخذا بعين الاعتبار بأني أميز تماما بين مؤسسات الجبهة، والأشخاص القائمين عليها، الا ان تعسف وزيرة التعليم لم يترك مجالا لمثل هذا التمييز. السنة الماضية أخي الرئيس مع الاحترام الكامل والواجب، فنزويلا تبرعت بعشرين منحة للطب التحق منها 9 فقط بينما ضاعت 11 منحة.. لماذا؟ تبقى علامة الاستفهام وحدها هي القائمة؟ هل حققت لجنه الشؤون الاجتماعية بالمجلس الوطني في الأمر؟.. بنما هي الأخرى تبرعت ب5 منح في الطب للعام الحالي، من اختار أسماء المرشحين؟ وعلى أي مقياس؟ المكسيك تبرعت ب 22 منحة للسلك الثالث"دراسات عليا" في مختلف التخصصات.. من يعلم بها؟ ومن هم المحظوظون أبناء المحظوظين؟ من يستفيد من منح " وكورسوات" بلاد الباسك؟ أم ان مصيرها سيكون مثيل "كورسوات؟ جنوب أفريقيا؟ وهل بهذه السلوكيات سنزداد قوة وتماسكا في مواجهة التحديات، التي تأتي في مقدمتها هيمنة الغزو والاحتلال؟ وهل بهذه الأنانية سيرتقي الوطن ويتطور المجتمع؟ ويحقق آماله ويصل إلى غاياته؟.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، ان تدني مثالية بعضا من اطاراتنا، وضعف القدوة، يُعرض هيبة وكرامة التنظيم للتجريح..ومن يطلع على أسماء من رشحتهم وزيرة التعليم "اللائحة التي أثبت التهمة" لدراسة الطب في جامعة هافانا (ELAM) السنة الماضية وهذه السنة يدرك كم هي رغبات السادة مجابة ولا ترد؟ وكم كان محزنا أن نشاهد أين وصل بنا تدنى الشعور بأمانة المسؤولية لدى مسؤولينا، وكيف ان وزيرة التعليم "بفراستها التي لا تخطئ" اعتقدت ان شعبها دجاجا بعضه يبيض ذهبا وبعضه الآخر للذبح..؟ ان من يوصم بهذه السبة "المبيغة" ستلاحقه حتى مماته إن لم يكن بعدها..وقد يفقد احترامه لنفسه، ويفقد احترام الناس بالتأكيد.. حتى وإن طاوعته السلطة وأمدته بالرضا وأهازيج الرياء والنفاق..ان بوصلة المواطنين الصابرين ستبقى صادقة، وترى جواهر الأشياء من أعماقها مهما تقلب الزمن وتكالب من يعتقدون -أكرمكم الله- ان "كلب البيه بيه"..
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، ان التعسف والشطط في استعمال السلطة الذي يزداد يوما بعد آخر لا يمكن قبول عذر في تجاهله..ان بعضا من المربيات اللاتي أغدقت عليهن السياسة فلم يحسنَ أداءها ولن يوفينها حقها تعتقدن –آمل ان يكن مخطئات- انهن حين "اغيسوا" في مواطن بعينه يمكن أن يزيد ذلك في رصيدهن عند من بيده الأمر والنهي...
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، ان الوطن ليس فقط مجرد أرض نعيش عليها ونحبها، ونكافح بلا هوادة من أجل استقلالها ولكنه العدل أيضا، والدول كما تعلمون أخي الرئيس قد تقوم على الكفر، لكنها لاتستقيم مع الظلم وجهل الجاهلين.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، لقد منحكم الصحراويون من الألقاب والصلاحيات الدستورية والشرعية الثورية والزمن الكافي ما يؤهلكم بدون شك أن توقفوا تلك التجاوزات ان أردتم ذلك..ان المحاسبة "التي ابتذلت وصارت دقة قديمة" وحدها هي الكفيلة بكبح جماح من "يتعسكرون" على شعبهم، ويستقوون فقط على مواطنيهم.."الاحتلال من جهة وظلم ذوي القربى من جهة ثانية" وهذا كلام ليس وليد اللحظة بل قلناه وكرره غيري في مناسبات عديدة وسنبقى عليه بحول الله ما دامت دواعيه قائمة وما دام في العمر بقية.
الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، دستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يمجد الحريات العامة، ولا يشوبه أيّ غموض في التأكيد الصريح على مبادئ مساواة أفراد الشعب أمام القانون، والمادة (126) تنص بالحرف على مايلي: القضاء في متناول الجميع، أساسه مبادئ الشرعية والمساواة، ويجسده احترام القانون.. وباعتباركم الأخ الرئيس القاضي الأول في البلاد أطلب كمواطن "لدي من الوثائق الثبوتية ما يثبت مواطنتي" أن تتاح لي الفرصة بمقاضاة من ألحق الضرر مع سبق الاصرار بالمسار الدراسي لأولادنا. وهذا حق يكفله القانون والشرائع السماوية، ان لم تعرقله حصانة الحكومة وأشياء أخرى ؟.

الأخ الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية، أدرك جيدا ان الحسابات التي تصيغها التوازنات وتتحكم فيها "أخلاكات المسؤولين والمسؤولات" ويتمترس وراءها "الكبار" ستكون مقدمة على ما عداها من مقتضيات العدالة والانصاف..خصوصا في مواعيد كهذه.. لكن يبقى الأمل قائماً والسعي مستمراً من أجل إعادة الحق إلى نصابه من خلال إجراءات تبرهن على صدقية وجدية من تولوا أمرنا وأئتمنوا على مستقبل أولاد شعبنا. انه لقسم لو تعلمون عظيم.
وفي الختام الأخ الأمين العام، رئيس الجمهورية. تقبلوا فائق الاحترام والتقدير، ودمتم موفقين لما فيه خدمه الصالح العام. والسلام عليكم ورحمة الله. هافانا:17.09.2011