اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوحدة الوطنية أم المكاسب

كتب بواسطة : futurosahara on 12‏/10‏/2011 | الأربعاء, أكتوبر 12, 2011


اسلامه الناجم
للشعوب مواعيد مع القدر وفرص إن اقتنصتها انطلقت نحو المجد وامتلكت المستقبل واهم هذه المواعيد هي تجسيد وحدتها الوطنية.
وكان موعد الشعب الصحراوي مع التاريخ يوم الثاني عشر أكتوبر 1975 والذي كان قبله نسيا منسيا وأشتاتا ،يهيمن المستعمر الاسباني على أرضه ومقدراته وقدره, فالجهل متفشي والفقر عنوان بارز والتخلف يكاد يكون صفة لصيقة به،خيراته تسرق دون أن يدري والأمم تتآمر على وجوده,ولا تحسب له أدنى حساب, و"فرق تسد" هي شعار الاستعمار ومنهجه في التعامل مع شعبنا .
صحيح أن الصحراويين كانوا طيلة تاريخهم يهبون هبة رجل واحد كلما داهمهم الخطر, وكانوا – ولازالوا- لا ينامون على ضيم , فقد شكلوا أشرس مقاومة جابهها الاستعمار الأوروبي في المنطقة , لكن هذه الهبات سرعان ما تخبو لعدم وجود المؤطر والحاضن لها لتتراكم التجارب وتحصل المكاسب،فصار لزاما خلق الإطار، فكانت الجبهة الشعبية , وكان لابد من تجميع طاقات الشعب، فجاء الثاني عشر من أكتوبر 1975،ونفض الشعب الصحراوي عنه غبار النسيان ووضع أسس نهضته , ومنهج كفاحه من اجل الحرية والاستقلال ,لاسيما وهو يتعرض لخيانة اسبانيا وغدر الجيران المتمثل في احتلالين متزامنين المغرب من الشمال وموريتانيا ولد داداه من الجنوب .
أدرك الصحراويون انه لا خيار لهم إلا الانصهار في إطار جامع وحيد لكي يواجهوا المؤامرات التي تحاك ضدهم وخطر الإبادة الذي يتهددهم,فتحللوا من كل التسميات الاستعمارية والهيئات الشكلية منضوين تحت لواء الجبهة الشعبية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي،ومنذ ذلك اليوم الأغر تمكن الصحراويون وفي ظرف وجيز من عمر الشعوب والأمم من بناء دولة المؤسسات لها جيش مرهوب الجانب فرض احترامه على العدو والصديق وعلمها يرفرف في سماء جهات الدنيا الأربع , وصار اسم الشعب الصحراوي يتردد في إرجاء المعمورة والصحراويون شعبا وثقافة وتميزا باتوا اليوم أكثر حضورا على المسرح الدولي , في غضون هذا تمكنت الجبهة من محو الأمية ومن انتشال الصحراويين من وهاد الفقر والتخلف والأوبئة .
لذا لا غرابة أن تظل الوحدة الوطنية مستهدفة وان يشتغل المستعمر المغربي ليل نهار من اجل أحداث ولو ثغرة في هذا الجدار الفولاذي وهو يسعى بكل دهاء وخبث وفي إصرار وعناد بحثا عن فرصة يستغلها لضرب الوحدة الوطنية أو إضعافها وهذا أكثر مما يحتاجه لتقويض المشروع الوطني من أساسه.
لقد كانت الوحدة الوطنية ومازالت وستظل الأساس المتين الذي بنى عليه الشعب الصحراوي دولته وهي التي عليها يراهن في استعادت حقوقه و بها سيلحق بركب الأمم المتقدمة .
ولله در المتنبي حين قال
إذا غامرت في شرف مروم       فلا تقنع بما دون النجــــوم
فطعم الموت في أمر حقيـــر      كطعم الموت في أمر عظيم