اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

كلمة السفير الايراني السيد عبد الله حسين الداعمة للقضية الوطينة بندوة نيجيريا

كتب بواسطة : futurosahara on 05‏/10‏/2011 | الأربعاء, أكتوبر 05, 2011



تلخيص : البشير محمد لحسن
لم يكن بوسعي حضور الندوة بالأمس نظرا للحفل الذي نظمه وزير الخارجية النيجيري بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لإستقلال نيجيريا، والذي ألقى فيه فخامة الرئيس خطابا مهما. في البداية أود أن أتقدم باسم كافة الحضور هنا بالتهاني لكل الأخوات والإخوان النيجيريين بهذه المناسبة السعيدة ونتمنى لهم كل الرفاهية والكرامة.


كانت فخامة السيدة مستشارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتهدزاد تود الإنضمام إليكم في هذه الندوة المهمة ولكنها ولأسباب غير متوقعة لم تتمكن من الحضور. وإنه لشرف لي أن ألقي كلمتها أمامكم هنا، وسأحاول أن اختصر. أولا أهنيء الدكتورة باصيرات وكل الإخوة الآخرين الذين سهروا على تنظيم هذه الندوة المهمة.


في البداية هذا نص كلمة مجتهدزاد مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة.
أود في البداية أن أهنيء WAELE/ARCELFA على تنظيم هذ اللقاء للتعبير عن تضامنها ودعمها لكفاح المرأة الصحراوية من اجل حقها في تقرير المصير. إنني متأكدة من أن تنظيم هذه الندوة يوفر منبرا لمختلف الفعاليات من كافة أنحاء العالم، وخاصة من إفريقيا، لكي يوحدوا جهودهم لمساعدة النساء والاطفال الصحراويين ولفت انتباه الحكومات والمجموعات والأفراد من محبي السلام إلى وضعيتهم المؤلمة. تشكراتي وتقديري الصادقين كذلك موصولان لهذه المنظمة على دعوتي لحضور هذا التجمع المهم.
إن حق تقرير المصير هو البنية التحتية للبنيات السياسية المتنوعة في عملية تأسيس أية أمة أو أي كيان سياسي. وبدون ضمان هذا الحق، فإن تطلعات أخرى، كالعدالة، المساواة، الديمقراطية، حقوق الإنسان والتنمية لا يمكن تحقيقها. ولم يكن من قبيل الصدفة أن كفاح الشعوب ضد الاستعمار والاحتلال والغزو والتدخل السياسي الأجنبي في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أثناء الستينيات والسبعينيات والتي شكل فيها تقرير المصير العمود الفقري لكل تلك الحركة. ونتيجة لذلك الكفاح الجماعي الطويل الأمد الذي خاضته تلك الشعوب حظي حق تقرير المصير بانتباه خاص في هيئات الأمم المتحدة القانونية والتنفيذية، وأضيفت إشارات جوهرية إليه في ميثاق الأمم المتحدة وتم تبني توصيات وإعلانات تؤكد على أهميته. ومنظمة التعاون الإسلامية خصت الموضوع بأهمية كبيرة وناضلت من اجل تحقيق هذا الحق الانساني الأساسي لشعوب مثل الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة في البلقان وفي مناطق أخرى. والشعب الصحراوي، خاصة النساء والاطفال، يكافحون من اجل ممارسة حقهم في تقرير المصير. وقد تعاونت شعوب إسلامية كثيرة في إفريقيا وآسيا وشعوب أخرى مع الأمم المتحدة لمساعدتهم على تحقيق هذا الطموح. وقد انخرط الاتحاد الافريقي بكل اندفاعة وبشكل جاد للمساهمة في البحث عن حل عادل.
السيدة رئيسة الندوة، لقد ترأست الملقتى الوزاري الثالث لترقية المرأة العام الماضي في طهران، وأثناء الاجتماع سادت أحاسيس ومشاعر التعاطف مع محنة ومعاناة النساء المسلمات في كل مكان. وعكست الدول الاعضاء ذلك التعاطف في البيان الختامي للإجتماع. ما أريد التأكيد عليه هو الوضعية الإنسانية التي ترافق كفاح النساء الصحراويات من اجل تقرير المصير. والمعلومات التي جمعها منظموا هذه الندوة، تشير إلى أن الوضعية متوترة وتحتاج إلى انتباه عاجل. لقد عاش الصحراويون في مخيمات للاجئين لأكثر من 30 سنة في صحراء قاحلة، وفي الحقيقة فقد أفقرتهم عدة عوامل بما فيها حرمانهم من وسائل التنمية كنتيجة للتدخل الأجنبي. إن النساء والاطفال الصحراويين يعانون في مخيمات اللاجئين الواقعة في صحراء موحشة. قسمت العائلات وتفرقت منذ اندلاع الحرب. من الواضح أنه في مثل هذه الحالات تكون النساء والاطفال هم الضحايا المباشرين للسياسات الدنيئة والمقيتة. إن الأبعاد الانسانية للتنمية يجب أن تحظى بمراقبة عن كثب. يجب النظر في وسائل تسهيل وتكثيف الزيارات العائلية. إن عمق هذه الحالة يستوجب فعلا عاجلا.
إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية، بمؤسساتها العائلية، ومجتمعها المدني والمنظمات غير الحكومية بشكل خاص، تقف مستعدة للمساهمة في مساعدة النساء والأطفال الصحراويين. نحن مستعدون لمساعدة المجتمع الدولي، والاتحاد الافريقي بشكل خاص، على تخفيف محنة العائلات الصحراوية. وفي الميدان الانساني، فإن موضوع الخدمات الضرورية للحياة اليومية هو كذلك بالغ الأهمية. بعض المواضيع المتعلقة بوضعية الصحراويين تتطلب تحليلا عميقا وتدابير عاجلة. ومع ذلك ففيما يتعلق بموضوع الخدمات، نحن نحتاج فقط إلى انتباه عاجل وعمل فعال لتلبية الحاجات اليومية للناس.
وبخصوص حقوق الانسان، فإن صوت الشعب الصحراوي، وخصوصا النساء والاطفال، وكذا صوت المجتمع الدولي يجب أن يسمع. والحق في تقرير المصير والحرية وفي بناء الأسس والمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي مواضيع جوهرية في حقوق الإنسان لكل الشعوب. وحق النساء والاطفال الصحراويين في العيش الحر على أرضهم هو حق أساسي. الحق في عيش الشعوب في أوطانها وأمنها وحريتها من الخوف هو كذلك حق أساسي يجب احترامه. وعليه فإن تعاون كافة البلدان للتحري عن انتهاكات حقوق الانسان والبحث عن سبل التعويض للناس على قدم المساواة هو أمر ضروري. الوضعية الأمنية هي كذلك بالغة الأهمية. والحاجة للقيام بجهد جماعي لاستتباب السلام والاستقرار ولخلق جو خال من العنف والنزاعات وتحسين الوضعية في المخيمات هي من بين الحاجات العاجلة. إن صوت النساء الصحراويات، أولى ضحايا العنف وانعدام الأمن، يجب أن يسمع. إنهن يتوفرن على القدرات والامكانيات للمساهمة في تحسين وضعيتهن والرفع من مستوى حياتهن. ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل ما في وسعه لوضع حد للعنف وقتل الناس. إن الحاجة إلى التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع هو هدف الأمم المتحدة وهو كذلك المبدأ المعبر عنه من طرف الدول أعضاء منظمة التعاون الاسلامية في عدة حالات. إننا نأمل أن يساعد الحل العادل والنهائي على جلب للنساء والاطفال الصحراويين الحياة الكريمة في سلام وطمأنينة.
السيدة رئيسة الندوة، إن رأي الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو أن الحل السلمي الذي سعى إليه الاتحاد الافريقي بنجاح في مختلف النزاعات والاوضاع الحرجة سيساهم بشكل كبير في إيجاد حل للمشكل الصحراوي الحالي. نأمل أن يكون للتطورات الحالية في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا تأثيرا إيجابيا على الشعب الصحراوي خصوصا النساء والاطفال، لتحقيق حريتهم ولإعادة بناء حياتهم في كرامة ورفاهية وكذا تحقيق طموحاتهم السياسية والاقتصادية. إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية تقف مستعدة للعمل مع الاتحاد الافريقي ودوله الاعضاء للمساهمة في الجهود التي يبذلونها في إفريقيا لحل النزاعات وكذا في جهودهم لجلب السلام والحرية والرفاهية للشعب الصحراوي وبخاصة النساء والأطفال.
وفي النهاية أود أن أشكر مرة أخرى WAELE/ARCELFA على تنظيم هذه الندوة ولفت انتباه العالم إلى موضوع محنة النساء والاطفال الصحراويين المهم.


شكرا لكم على الانتباه والصبر.