وقال عمار بلاني، الناطق الرسمي باسم الوزارة في تصريح لـ "الشروق الجزائرية : إن "الجزائر تأمل في أن يساهم المعطى الجديد (مقتل الزعيم الليبي) في تكريس المصالحة والوئام والوحدة بين الأشقاء الليبيين، ويقودهم إلى تحقيق آمالهم وتطلعاتهم المشروعة نحو الديمقراطية والتقدم وإعادة بناء بلادهم، في ظل سيادة دولة القانون".
ويعتبر هذا الموقف أول رد فعلي رسمي من السلطات الجزائرية على مقتل أركان النظام الليبي المنهار، والذين يتقدمهم العقيد معمر القذافي، ونجله ومستشاره السابق للأمن القومي، المعتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس الجابري، والقبض على آمر الحرس الرئاسي، المنصور الضو.
وبالمقابل، لم تبد الحكومة الجزائرية أي تجاوب مع مطلب المجلس الوطني الانتقالي الليبي، القاضي بتسليم الجزائر، أولاد عائلة القذافي الموجودين على أراضيها، وهم، نجله الأكبر محمد، وأخيه غير الشقيق، حنبعل، ووالدته صفية فركاش، وشقيقته عائشة، كما جاء على لسان رئيس المكتب التنفيذي للمجلس، أول أمس الخميس، محمود جبريل، في الندوة الصحفية التي أقامها بعد إعلان مقتل العقيد المطاح به.
وقال بلاني فيما بدا رفضا واضحا لمطلب المجلس: "فيما يتعلق بتسليم عائلة القذافي الموجودين بالجزائر، فإن وزير الخارجية مراد مدلسي، أكد في أكثر من مناسبة، أن الجزائر استقبلتهم لاعتبارات إنسانية بحتة"، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، اقتنع في وقت سابق بشرعية الموقف الجزائري.
وطمأن الناطق باسم الخارجية السلطة الجديدة في ليبيا، مؤكدا التزام الجزائر بواجباتها والتزاماتها تجاه القوانين والأعراف الدولية في التعاطي مع الأزمة الليبية، وقال: "لقد أكدت الجزائر باعتبارها عضو في المجموعة الدولية، وفي مناسبات عديدة، احترامها الصارم والدقيق للوائح ومقررات مجلس الأمن الدولي، حاليا ومستقبلا".
وبخصوص زيارة أعضاء من المجلس الانتقالي للجزائر، والتي تأجلت بعد مقتل القذافي، بعدما كانت مقررة أول أمس الخميس، فقد أعلنت الخارجية الجزائرية، على لسان بلاني، أنها متمسكة بهذه الزيارة، وأشارت إلى أنه سيتم تنظيمها في الأيام المقبلة، لكن من دون أن تحدد موعدا محددا لذلك.
المستقبل الصحراوي + الشروق اليومي الجزائرية
