اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الباشا "الزعيم" يقرأ الصورة بثبات ....... والغوغاء يحاولون لي عنق الحقائق !!

كتب بواسطة : futurosahara on 30‏/10‏/2011 | الأحد, أكتوبر 30, 2011


بقلم رئيس التحرير : أحمد بادي محمد سالم
وسط دخان رماد الغموض الكثيف الذي غطى  ملابسات عملية إختطاف  المتضامنين الأجانب الثلاث ثمة ومع تخبط رجالات النظام في تفسير الأمر بصورة جلية  رجل واحد جلس  يقرأ  تلك  الصورة بكل حيثياتها وبتمعن كبير أسبوعا كاملا ألقى في آخره نظرة على مكان الحادث"دار الضيوف الأجانب " على رأي وكالة الأنباء الصحراوية  قبل أن ينبس ببنة شفة عن الذي حدث ,  قالها الرئيس أخيرا   لايمكن الجزم بهوية المنفذين الحقيقيين حتى اللحظة  ,   رمى الباشا  الحقيقة المؤلمة في وجه من كان ينتظر  فرجا  قريبا للكابوس اللعين .
 فوق الأرض  أو تحتها في ظلمة كهف أو في  ظل كثيب رملي لاأحد يعرف "لبحر اللي اسرط النصارى"  أو يستطيع الجزم بهوية الخاطفين الحقيقيين  ومع ذلك ثمة من يصر  على أن الفاعل معروف الهوية وخسيس الغرض . راءت  عين الرئيس مالم تراه عيون الآخرين الذين ربما إستعانوا بضرب "لودع" لمعرفة الخاطفين , لذلك تأنى الرجل في الكلام حتى تتضح الصورة , في  منطقتنا حيث  يتجاور المهربين مع الإرهابين وتمنح الظروف المناخية أحيانا والطبيعة الجغرافية دائما هؤلاء فرصة لاتعوض في ضمان مستقبل أسود مضرج بالدماء  والدموع لايمكن معها  الجزم بهوية الخاطفيين من أول نظرة فلم يكن هؤلاء في زيارة لمعاينة عند طبيب مختص  في مخيمات اللاجئين الصحراويين يمكن معرفتهم بالرجوع لسجلات زوار الدكتور يوم الحدث بطريقة روايات "آغاثا كريستي" البوليسية الطريفة 
 القفز بسرعة الضؤ على الحقائق الموجودة على الأرض فعل  غير نبيل مبتغاه طيء الملف بسرعة والتأثير على مجريات أي تحقيق مستقل لمعرفة الحيثيات الدقيقة للأمر برمته , عرفنا الخاطفين وانتهى الأمر هكذا كان لسان حال هؤلاء الغوغاء  الذين تكلموا بإسم النظام حينها وهكذا يجب ان يحاسبوا بتهمة التضليل والكذب المتعمد بعد أن ينجلي الأمر وتتضح الحقيقة .
  لاأحد في الشعب الصحراوي من مصلحته  أن يظل غراب البين على رؤؤسنا يذكرنا مطلع كل صباح أن ضيوفنا الكرماء ليسوا بيننا ولاهم بين ظهران آهاليهم  تماما مثلما  لاأحد من مصلحته أن ترمى التهم جزافا كي يخرج الفاعل الحقيقي منتشيا بأن آخرين كانوا كبش فداء لفعلته الدنيئة .  صراحة الرئيس التي شرخت صمت القوم  ونسفت أقوالهم غير المسؤولة   تعيد الكرة الى المرمى  من جديد , فمع كثرة الشائعات بدأ أن خيط الحقيقة قد يُفقد الى الأبد .حسنا فعل الرجل بعد تأنيب الضمير . فمالذي يمنعه من توبيخ قومه الذين أحرجوا الشعب والقضية وحاولوا الصيد في المياه العكرة لتضليل الرأي العام الوطني  حتى في ذروة عملية المطاردة العصيبة التي واكبت الحدث لحظة حدوثه , ألصقها بالقاعدة وتوكل على الله منطق يراد له إغبار القضية وتغير مسارها نحو متاهات لاقبل  لأحد بها  صحيح أن بصمة القاعدة في هكذا حوادث علامة إرهابية مسجلة وحصرية   لكن قد يكونوا القوم الملثمين الحالمين بدولة الخلافة مجرد حد السكين التي يمسك بها طرف ما في مكان ما  ,  أوليس المخزن المغربي  بقريب . أو قد يكون النظام قد بدأ يأكل بعضه بعض , وسط ضبابية الصورة كل شيء ممكن  وكل سيناريو جدير بأن يقرأ بتمعن وثبات ,   لذلك  جمع الرجل أجزاء الصورة المتشظية   وفهم اللعبة جيدا   قبل أن يقطع قول كل خطيب . ربما  يجد  البعض  العذر لبعض المواقع الألكترونية التي بدأت في   إختلاق  سيناريوهات  من قبيل نشر تفاصيل العملية بدقة متناهية  وسبق صحفي نادر  يبدأ  بتفاصيل التخطيط لكنه يعجز عن التحديد الدقيق لمكان الخاطفين  وهوياتهم الحقيقية .  
 الحقيقة الدامغة الوحيدة   التي يستطيع أي كان قولها وربما يتقاطع عندها الجميع   هي أن هؤلاء الضيوف المختطفين غيلة  وغدر هم الآن   في آيادي غير أمينة ويمرون  بظروف نفسية صعبة لذا وجب الإستعداد لتداعيات اليوم التالي من المأسأة .  فكل يوم يمر تصبح  هذه المأسأة تراجيديا سيئة الإخراج ودنئية المبتغى  لايجوز التهوين من إنعكاساتها بالكلام المعسول والكذب الفاضح من قبل الغوغائيين الذين يستحقون الركل والسحل .  الحمم التي سيخلفها بركان الفاجعة يجب أن تحرق كل مسؤول قصر في عملية حماية ضيوف الشعب الصحراوي يوما ما  ,  والتحقيق يجب أن ينشر بكل تفاصيله حتى المملة منها إذا اراد النظام ان يستعيد هيبته وإحتراما لدموع النساء الصحراويات التي ظرفنها آسى وحزن على  المختطفين الأبرياء  وتقديرا لللحمة الوطنية التي عبرت عنها كل اطياف الشعب الصحراوي قاطبة بإستهجانها للعمل الدنيء المدان بكل قيم الإنسانية  وأديانها السمحة .  
محنة النظام التي يمر بها الآن  قد تتحول الى هِمة يخرج منها من سم خياط التضعض  منتصرا  لو صدقت النوايا وخلصت الأفعال   ,  ويضمن بنزاهة التحقيق إكمال تحضيرات البيعة الثالثة عشر رغم أنف المراهنين على تغير طال إنتظاره  فهل يعي القوم ذلك أم على قول الشاعر يصرون  :
لقد أسمعت لو ناديت حيا      ولكن لاحياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت      ولكن انت تنفخ في رماد