السلامي محمود
إستيقظ اللاجئون الصحراويوين صبيحة يوم ألأحد23 أكتوبر على فاجعة إختطاف المتعاونين ألاجانب. سابقة خطيرةتستحق أكثر من قراءة ، لم تكن متوقعة إطلاقاً. هجوم على دار الضيافة واختطاف ثلاثةمتعاونين.
هذه الحادثة جعلتنا جميعاً في ريبة من أمرنا، نضع تساؤلات كثيرة ، نتفحصالمعطيات المحيطة لعلنا نجد سبباً موضوعياً او ذاتياً لها.
لايخفى على أحد أن النظام والتنظيمفي المخيمات أصبح غاب قوسين أو أدنى منذ فترة طويلة، كما أن المؤسسات التي بناهاالشعب بدم وعرق أبنائه لم تتطور كي تواكب التطورات ومتطلبات المرحلة وهي مسيرةبذهنيات عقيمة، وبالتالي لم تعد تؤدي وظائفها، فهي بكل بساطة ملكية خاصة للمسؤولألاول في المؤسسة، يوظفها لنفسه و مصالحه الضيقة.
وقد يكون ضعف اداء المؤسسة لايشكلخطراً كبيراً على ميكانيزمات الدولة وحياة الشعب عندما يتعلق ألأمر بالتجهيز أو اوالنقل مثلاً ، لكنه يكون على درجة عالية من الخطورة عندما يتعلق ألأمر بألأمن والتأمين على حياة المواطن وممتلكاته والسيادة عليهما.
عملية ألإختطاف كعمل إرهابي ليست بمعزل عما يحدث في محيطنا الجهوي، فالعملألإرهابي تعاني منه الجزائر، و المغرب، وموريتانيا، ومالي و نيجيريا، لكنه أمرغريب في الفضاء الوطني، وهو من ألإفرازات الخطيرة الغير مباشرة للواقع الداخلي، فهو من حيث المبدأ عملإرهابي جبان يراد من ورائه الحصول علىالمال لتمويل المشاريع ألإنتحارية الجنونية أو لأغراض قد لانتمكن من ألإحاطة بهافي الوقت الراهن، وفي الوقت نفسه يزعزع ألإستقرار في منطقة ظلت مستقرة، ناجية منألإرهاب خلال العشرين سنة الفارطة عكس الدول المجاورة، التي لم تسلم من العملألإرهابي. ومهما كانت مواصفات وانتماءات المتورطين في العملية، وما يتوفرون عليهمن معلومات، فإنهم لم يخرجوا من ألأرض ولم يسقطوا من السماء بل أن هناك حلقات وصلتوضع عليها علامات إستفهام كثيرة لولاها لما كُتب لهم النجاح في عملهم ألإرهابي.
وإلى حين إزالة الملابسات الكثيرة حول ألإختطاف لأن الضحية ألأولى بعدالرهائن ستكون اللاجئين الصحراويين لا محالة بتضييق الخناق على المتعاونين، ولربماإفراز عوامل جديدة لحل الصراع القائم برؤية جديدة،مختلفة عن سابقاتها تضعف أحد أطراف الصراع{الجبهة الشعبيةلتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب} في المرحلة ألأولى، وتقوم بمحاولة إقصائه منالمشاركة في الحل في مرحلة ثانية.
وبعيداً عن التطورات التي سيشهدها الملف، وكيفية تعامل المنظمة معه، والطرقالتي ستتبعها من أجل تحرير وإعادة المتعاونين سالمين الى ذويهم. هذه الحادثة ستلقيبظلالها على المؤتمر الثالث عشرالذي يصبح أمام تحد سافر يفرض المراجعة و الإقراربإعادةبناء آليات التامين والدفاع وربما الهجوم كي يؤمن على أهلنا و مصدر قوتنا، لأنالامور بلغت أقصاها، لم تعد تُحتَمل أكثر مما هي عليه. آليات بتصور جديد تتصدرهالاطر الناشئة القادرة على التعامل مع ألأحداث بذهنية جديدةز تستنفر كل الطاقاتالوطنية من أجل تنظيم وتقوية الجبهة الداخلية ولن يتأتى ذلك إلا بإصلاحات جوهريةفي جميع المجالات.
المؤتمر الثالث عشر وحده هو المؤهللإحداثها كي يكون الرد على التحدي بتحد أقوى منه.
وفي النهاية لم أتمالك نفسي واُنهي هذا المقال المتواضع قبل التعقيبالتالي:
لو أن العملية ألإرهابية التي وقعت في قلب مركز الشهيد الحافظ كُتب لها أنتحدث في دولة من الدول التي تحترم نفسها، لإستقال وزير الداخلية وامتداداته منمدير للأمن والدرك والشرطة لتقصيرهم السافرفي تأدية مهامهم.