اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الارهاب لاحدود له

كتب بواسطة : futurosahara on 24‏/10‏/2011 | الاثنين, أكتوبر 24, 2011

سعيد زروال
سبق وان اشرت الى ان جبهة البوليساريو ليست إستثناء من خطر الارهاب العالمي ، كان ذلك في موضوع نشر بمجلة المستقبل الصحراوي عام 2001 اي قبل عشر سنوات ، تحت عنوان "البوليساريو الراهن والمستقبل بعد احداث سبتمبر"، فالارهاب وحسب التجارب لاحدود ولاجنسية ولادين له ، ويمكن ان يضرب في اي مكان من العالم دون سابق انذار كما حدث بامريكا ، الجزائر ، اندونيسيا ، اسبانيا وبريطانيا واخيرا الصحراء الغربية ، وتبقى الحيطة والحذر هي السلاح الانسب للتصدي للخطر الارهابي.
وامام تضارب الاخبار المتعلقة بمصير الرهائن المختطفين من مخيمات اللاجئين الصحراويين والتي مردها بالاساس الى عزلة المنطقة عن العالم الخارجي وهي مشكلة سبق وان عانت منها العديد من البلدان المتطورة اقتصاديا وتكنولوجيا مثل المانيا وفرنسا وسويسرا ، وامام شح المعلومات المتعلقة بمصير الرهائن اصبح من المحتمل ان القضية لن تخرج عن احد السيناريوهات التالية ، إما فرضية الحصار اي محاصرة اعضاء المجموعة الارهابية في مكان ماء من الصحراء الافريقية الشاسعة ، او فرضية وصول المجموعة الى الحدود المالية وبالتالي الى القواعد الخلفية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي.
وفي كلتا الحالتين فان المشكلة سيتم تسويتها عبر قناة التفاوض مع الخاطفين الذين لن يترددو في تهديد حياة الرهائن خاصة في حال إطباق الحصار عليهم ، لان الغرض الاساس من العملية هو طلب فدية من بلدان الرهائن ، هذا ان لم تكن هناك اطراف خفية تحاول اللعب على على وتر الموقع الجغرافي لمسرح العملية اي مخيمات اللاجئيين الصحراويين ، واصابع الاتهام هنا توجه مباشرى الى العدو المغربي الذي لازلت الشكوك تحوم حول مسؤولية جهاز استخباراته في تنفيذ اعتداءات مدريد ، اضافة الى فبركة مايعرف بـ "خلية امغالا" بالمناطق المحتلة، واعتداء مقهى ارقانة بمراكش ، وستتضح هذه الفرضية في الايام القادمة لان الامر متعلق بالكيفية التي ستستثمر بها المملكة المغربية قضية إختطاف الرهائن الاوروبيين .
وبالعودة الى الفرضية الثانية والمتعلقة بدخول المجموعة الارهابية والرهائن الى الحدود المالية فان القضية ستصبح مشابهة الى حد كبير لقضايا اختطاف الرهائن التي عرفتها منطقة الساحل والصحراء ، والتي انتهت إما بتقديم فدية للمجموعات الارهابية ، او محاولة تحريرهم بالقوة وهي خطوة غير مضمونة النتائج كما حدث مع الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو .
لكن بعيدا عن عن السيناريوهات المتضاربة حول مصير الرهائن الاوروبيين ، يجب ان نوجه الاهتمام الى انعكاسات ماجرى على القضية الوطنية الصحراوية ، وكيف ستحاول الدعاية المغربية استثمار العملية الارهابية لاغراضها الرامية الى تشويه نضال الشعب الصحراوي ؟ .
ستحاول الآلة الدعائية المغربية ان تتخذ من العملية الارهابية الشماعة التي ستعلق عليها الكثير من اتهاماتها لجبهة البوليساريو وللشعب الصحراوي ، وهو أمر ليس بالجديد ولا بالغريب على الاعلام والديبلوماسية المغربية ، الا ان ذلك قد ينقلب على المملكة المغربية خاصة اذا ما عرف الطرف الصحراوي كيف يقدم جبهة البوليساريو كرقم صعب في معادلة مكافحة الارهاب ، بعد ان اصبحت مرغمة على الدخول في مواجهة مفتوحة مع تنظيم القاعدة وبالتالي مع الارهاب العالمي في منطقة الساحل والصحراء، ويبقى هذا رهين بنجاح الطرف الصحراوي في ضمان مخرج مناسب لقضية اختطاف الرهائن ، وهنا قد تلعب التجربة الصحراوية وطبيعة المجتمع الصحراوي كمجتمع بدوي وعلى دراية بمسالك الصحراء الافريقية دورا اكبر بكثير من الدور الذي لعبته اجهزة الاستخبارات الغربية واجهزتها التكنولوجية المتطورة في محاربة تنظيم القاعدة.
وسينتج عن ذلك اشراك البوليساريو في كافة المؤتمرات والندوات الدولية الخاصة بمكافحة الارهاب بالمنطقة ، وهو امر سيضع العدو المغربي بين خيار الجلوس الى جانب الطرف الصحراوي او الانسحاب من ملف مكافحة الارهاب وهو ما سيكلفه الكثير خاصة في علاقاته الاستراتيجية مع واشنطن. 
اما في حال تجاهل الطرف الصحراوي فان الاطراف المعنية بمكافحة الارهاب العالمي ستقع في خطأ مشابه لتجاهل الطرف الصحراوي اثناء ازمة رالي باريس داكار التي كادت ان تعيد الى المنطقة اجواء المواجهة العسكرية  . 
ومهما تكن نتائج العملية الارهابية الا انه من مصلحتنا في هذا الظرف الحساس ان نحرص على تفويت الفرصة التي كان ينتظرها المحتل المغربي منذ 2001 . عن طريق رسم سياسة اعلامية هادفة الى الرد على مغالطات المنابر الاعلامية المغربية ، وان نبتعد عن اي توظيف لهذه العملية في معادلتنا السياسية الداخلية لأن ذلك قد يشغلنا عن المخاطر المتربصة بالقضية الوطنية منذ ان اصبحنا طرفا في حرب عالمية على ظاهرة الارهاب الدولية.