سالم احمودة الصغير
الاستهتار والاستخفاف .... لا الاولى من شيمي ولا بالثانية نُعِتْ
وليعذرني القارئى الكريم على هذا العنوان المبتور , فذاك ليس استهتارا ولا استخفافا , فتلك حاجة في نفس يعقوب
ولا عليك سيدي القارئى تجاهل هذا العرج في مقالي مؤقتا وتتبع اسطره ولك اضرب موعدا في نهايته لأستكمال ما بتر منه منذ مدة ليست بالطويلة وبالضبط في اوائل سبتمبر الفارط كتبت مقالا بعنوان¨المؤتمر الثالث عشر وشبح الاستنساخ¨ في سردا زاوج بين الاسلوب التحليلى- الاحصائي والاسلوب الاستقصائي - الجدلي ضمنته خلاصة تكهنات - ليست بالضروره ان تفضي الى مسلمات- بخصوص تخوفي من اعادة استنساخ المؤتمر الثالث عشر , مستندا الى ما افرزته تشكيلة اللجنة التحضيرية للمؤتمر وطريقة ولجان عملها , قاومت جاهدا ان اتجاوز النظرة التشاؤمية والتحليل السوداوي لقادم الاحداث وابقيت نصف الباب مفتوحا.
منذ مدة قريبة وبالظبط في منتصف شهر نوفمبر الجاري حضرت مداولات نقاش الندوة الفرعية للجالية الصحراوية بمقاطعة بالينثيا تم وعلى عجل قراءة القانون الداخلي المنظم لانعقاد الندوات المحلية للجالية الصحراوية ونقاط كبرى لتصور عمل مستقبلي
وزعت وثيقة للنقاش من صفحتين .
تخص الجالية باسبانيا , بمقدمة باهته جدا من المؤسف ان تكون احدى عصارة فكر اللجنة التحضيرية للمؤتمر
ومنهجية النقاش¨ كل متدخل له كل الحق في البوح بكل ما يريد البوح به دون مقاطعة ¨ نقلا حرفيا عن رئيس الندوة
الفرعية , عضو اللجنة التحضيرية الوطنية بمعني صك موقع على بياض , (لفش الطعاين) او ما عرفه علماء النفس باخراج المكبوتات وتنفيس الغضب
أهي جرعة مهدئة الى حين ان يستفيق متناولها , بعد ان يسبق السيف العذل
ام هي بداية استهتار ام عودة استخفاف ؟
مع كل الوقار لاعضاء اللجنة الفرعية المشرفة على الندوات الفرعية للجالية باسبانيا , واحترامي لماضيهم وعطاءاتهم النضالية , فاحدهم زميل دراسة وصديق عزيز , اخلاصه ووطنيته اعرفها وأجلها , مقدراته ومواهبه وقفت عليها وتُبهِروني فهم ليسوا الا رسل كرام , وما على الرسول الا البلاغ ومكمن الخلل هو في التوجه الفكري السياسي العام للجنة التحضيرية للمؤتمر واصرارها فيما يبدو حتى الساعة على اعادة انتاج تجارب سابقة اثبتت عدم صلاحيتها او ما اسميته في مقال سابق استنساخ التجارب.
لنفاجأ بانه لا وثائق قدمت للنقاش , باستثناء وثيقة يتيمة تخص الجالية بإسبانيا , على عِلاتها اشرت اليها آنفا
ولي في ذلك عتب ونقد.
اما عتبي وذاك غسيل قلوب بين المتوادين والمتحابين.
لماذا لا تتخذ اللجنة التحضيرية للمؤتمر صيغة ما لايصال الوثائق كاملة لآفراد الجالية بالوقت الكافي , من خلال التمثيليات , الجمعيات او حتى صفحة ويب على الشبكة العنكبوتية , ليتم الاطلاع عليها بمتسع من الوقت , ومن ثمة اثرائها واغنائها من طرف الكل خاصة ان هذا الكل هم اطباء , اساتذة , تقنيين وحملة شهادات جامعية , باعتراف الوثيقة الخاصة بالجاليات, ام من الحكمة والتعقل ان يُغيب هؤلاء من ان يدلوا بدلِوهم في محطة مهمة في ظرف هو الاهم مع ايماني العميق بان ابجديات وديباجات المنظمة السياسية الصحراوية هي بدرجة الامتياز , لكن لتكن تلك حجة تقطع بها جهيزة قول كل خطيب ما نقدي , وذاك رآى خطأ قد يحتمل الصواب .
فورقة العمل التي قدمت للجالية باسبانيا لم تكن من النضج , حيث اختزلت المفهوم الواسع للجالية في مفهوم ضيق للشباب , وحتى هذا الشباب الذي تحدثت عنه الوثيقة لم يتضح بأي المفاهيم
آهو المفهوم البيولوجي الذي يرى ان الشباب مرحلة عمرية وطور من اطوار نمو الانسان فيه يكتمل النضج العضوي , العقلي والنفسي , وحدده تصنيف الامم المتحدة من سن الخامسة عشر الى سن الخامسة والثلاثون
ام بالمفهوم السيكولوجي الذي يرى ان الشباب حالة تجمع بين الاشتراطات العمرية والمجتمعية "ثقافة المجتمع واعرافه"
وحصرت الوثيقة انشغالات الجالية في جواز سفر ومآرب اخرى
هذا عن ما قدم لنا من وثائق اما البقية فهو في علم اللجنة التحضيرية
ما هكذا تؤكل الكتف , يا سادة ياكرام , نحن بحاجة الى نية صادقة في ابتكار الجديد المفيد , وتجاوز اساليب اعفت عنها تجاربنا , نحن امة في طور النمو وعليه فلا عيب ولا ضير ان نتعلم من تجارب الامم الاخرى , وان نبداء من حيث انتهت تلك الامم , على ان لا يكون تقليدنا اعمى , وان لا يجانف سهمنا الصواب
ام هل من مجيب على اسئلتي
كم من رضيع يجب ان يشد عوده وتكتمل فتوته في ملاذ اللجؤ ليشعر انه في البعد عن الوطن , بلا هوية هو؟
وكم من شاب يجب ان يكتوي بنار الغربة منفلت عقاله من واقع سئ الى حال اسواء ولسان حاله يقول مجبرا اخاك لا بطل, ليحس دوما بتلك النظرة الفوقية التي يرمقه بها من اغترب اليهم وهو كالمستجير من النار بالرمضاء
ليشعر انه في البعد عن الوطن , بلا هوية هو؟.
وكم من مواطن صحراوي في المدن المحتلة يجب ان يزج به في السجون او يذوق اصناف الاهانة او يبقى جثمانه الكريم في براد الاموات دون دفن , واكرام الميت دفنه.
ليحس انه في ظل الاحتلال , بلا هوية هو
وكم من شيخ وقور وكهلة سمحة المحياء يجب ان تدفن في موطأ , ما كان يمني النفس بانه سيكون مرقده السرمدي , وما ارتضى يوما إلا حصى تراب الوطن التي آلفها هي ذاتها التي تستر جثمانه الطاهر لتنزل عليه سكينة وطمأنينة
لنشعر من بعده جميعا, انه في البعد عن الوطن بلا هوية نحن ، ليحس الكل اننا كنا نخوض مع الخائضين , في القشور , والخوض في اللب مؤجل , اما نسيا او تناسيا.
ايها الصحراويين , المقام مناسب , الحدث جلل , التحديات صعاب والرهان ان نكون او لا نكون
شعار المؤتمر ¨ الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل ¨ لخص ما نصبوا الى القول به والشن الذي وافق طبقنا
معضلتنا ليست التنظير و تشخيص مكامن الوهن والترهل وعقد المؤتمرات والندوات
معضلتنا تكمن في التنفيذ , ونرجوا الله ان لا نكون ممن يصدق فيهم قول عز من قال
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون"
الموقف يتطلب لحمة وطنية تسمو على كل الخلافات النمطية , قرارات حاسمة ورجال في مستوى ان يكون لهم في الذاكرة الجمعية للصحراويين موقف شجاع , يذكر فيشكر
رجال في مستوى ان يكتبوا في صفحات تاريخ كفاح الصحراويين اسطر تخيطها الاجيال القادمة يافطات خالدة الذكر
رجال من البصر والبصيرة ان يسمعوا صرخات الذين لا حول لهم ولا قوة ¨ وامؤتمراه
نرفع اكف الضراعة والرجاء ان لا تخيب أمالنا
ان كنت في مقا ل سابق شرعنت حق التخوف من استنساخ المؤتمر الثالث عشر , ففي هذا ارفع هذا الحق درجة على سلم التخوف
ليس هذا مني بمثابة اشباع نهم للكتابة , بل هو غيرة للاهل والوطن
واتمني صادقا انه بعد ثلاثون يوما , ان لا اطل عليكم لآذكركم انني صدقت التنبؤ , اقول هذا وانا
لست عرافا ولا مُنّجِماً .... ولكن ما كذب الفؤاد ما رآى
ها قد جُبِرَ ما كان من عنوان مقالي قد بُتِرّ , وبه وفيتُ وعدي وما كنت عرقوبا
السلام على الجميع
تصبحون على مؤتمرا ناجحا ....... ووطن حر