اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

القاعدة ليست القاعدة ........المهم الخطوة التالية.

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/11‏/2011 | الأربعاء, نوفمبر 02, 2011


اسلامه الناجم 
اكره السجال - ولا ادخله في العادة- لكن سطورا كثيرة حملتها مقالات متناثرة في شبكة الانترنت، حاولت أن تدين مرة وتسفه أخرى ،القائلين بتورط القاعدة في العملية الإرهابية، التي عرفتها مخيمات اللاجئين الصحراويين ليلة الأحد23 أكتوبر المنصرم،وتم على إثرها اختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين ، لست هنا للمرافعة عن كل من وقف وراء هكذا اتهام ، خاصة المسئولين ،والذين بدا ارتباكهم - كلهم- لا استثني منهم أحدا- جليا في تصريحات متناسلة باهتة .
كنت من بين المتهمين- بكسر الهاء- للقاعدة ومازلت، أنها وراء الحادث الإرهابي ، وليس لي من الأدلة - بحكم الموقع - ،سوى أن هذه الظاهرة عرفت في هذه المنطقة مرتبطة بهذا التنظيم، والذي يلجأ إليها لأسباب عدة أهمها انه يعتبرها مصدرا لجباية المال، الذي سيتعين به في أعماله المدانة شرعا وقانونا، إضافة الى أسباب أخرى عقدية تتعلق بفهم قاصر وخاطئ لما يعرف ب "الولاء والبراء ".
فجميع عمليات الاختطاف الغادرة،التي تمت في المنطقة(الجزائر ،موريتانيا والنيجر) كانت القاعدة ورائها ،باعتراف صريح منها، بعضهم أطلق سراحه بالفدية وهي الغاية (الرهائن الألمان والأسبان)وبعضهم مات (الفرنسي جيرمايو) أثناء محاولة تحريره من خاطفيه، وهي عمليات تشبه الى حد التطابق التي جرت عندنا،وكان ساعتها عصابات التهريب- كما اليوم- منتشرة ونافذة، ومع ذلك اتجهت أصابع الاتهام الى القاعدة، وقد أثبتت الأيام صحت الاتهام، لا احد ينكر تقاطع المصالح بين الفصيلين، والذي قد يجعل المهرّب أداة في يد القاعدة ! لكن هذا ليس مبررا يرفع الاتهام عنها، فقط لكونها لم تقم بالعمل مباشرة ! أحمق قطعا من هذا فهمه ،ثم انه لا احد ينكر، أن دولا إقليمية وأخرى كبرى، استغلت هذه التنظيمات تارة باختراقها وأخرى باستفزازها، لتمرير أجندات وتحقيق مصالح ، ومع ذلك تظل مسؤولية هذه التنظيمات المدانة قائمة ولا يمكن إعفائها بأي حال.
والذي يجب أن يعلمه الجميع ويتعلمه هو القول المأثور "رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " وهذا يصح بالنسبة للإمام الشافعي أما نحن فالتواضع يقتضي منا قبول الحكمة مقلوبة " رأي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ "، اتهمت القاعدة ومازلت الى أن يثبت العكس،حتى قبل اتهام البوليساريو لها،وليس في الأمر مزايدة، ولا زيادة من أي شي، فلا رغبة في ما عند البوليساريو تدفعني، ولا إرهاب القاعدة يمنعني .
أما بالنسبة لقيادتنا، التي نسأل الله لها الرشاد، فتصريحاتها مأساة ، تزيد النفس انقباضا وحسرة، وهمّاً يضاف على ما فعلته بنا العملية الإرهابية ، فهي لم تتعلم بعد أبجديات السياسة والمسؤولية، حتى بعد 36 سنة من الممارسة اليومية ، و إلا فما معنى أن يسارع سفيرنا في الجزائر الى اتهام القاعدة، دون دليل يعتد به ، ثم يتراجع بعد أن طوفت وكالة الأنباء الفرنسية بالخبر في أرجاء الدنيا , ثم جاء وزير خارجيتنا وقال بالحرف "أن الحكومة الصحراوية تعتبر أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، خطط ونفذ جريمة اختطاف عمال الإغاثة الأوروبيين الثلاثة، في مخيمات اللاجئين الصحراويين ليلة السبت الى الأحد" ،ثم كانت ثالثة الأثافي ببيان وزارة الإعلام، والذي نص بالحرف أيضا " على أن المعلومات و المعطيات التي تتوفر عليها السلطات الصحراوية، تدل على أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هو المسؤول عن الهجوم الإرهابي و اختطاف الأوروبيين الثلاثة"،لتبلغ الإثارة قمتها في البيان الصادر عن مجلس الوزراء بالتأكيد على أن تنظيم القاعدة هو المسؤول عن العملية الإجرامية ،حتى ترسخت لدى شعبنا قناعة، أن هذا الإصرار ناجم عن يقين موثق بالدلائل والبراهين ، وكان العزاء أن سرعة معرفة من يقف وراء العملية يخفف ولو قليلا من مرارة الخيبة في عدم إحباطها، لكن الذي حدث صدمنا بنفس تأثير العملية أو اشد, إذ سرعان ما تراجع رئيس الدولة خطوة الى الخلف، في حديثه لوكالة الأنباء الاسبانية فقال " لا يمكن الجزم بهوية المنفذين الحقيقيين حتى اللحظة"ثم خطوتين أخريين في لقائه مع التلفزة الجزائرية حين قال" العملية إرهابية بامتياز، من الفاعل؟ موضوع يتطلب وقت حتى تتضح الحقيقة" ويضيف في نفس اللقاء "لكن تصريحات وزير الخارجية المغربي والتلذذ بمأساة إنسانية على اثر اختطاف الرهائن بالإضافة إلى الادعاءات المغربية الكثيرة يجعل احتمال أن يكون المغرب المستفيد الأول في المنطقة من هذه العملية الخبيثة " .
ليس احتمال يا سيدي أن يكون المغرب المستفيد الأول بل يقين،باعتباره لا يزال عدوا يحتل الأرض وينتهك العرض, وهذا أمر "عادي" جدا بين متخاصمين ، ألا نستفيد نحن أيضا من أي مصيبة تحيق بالمغرب دون أن يكون لنا يد فيها؟! وبجملة واحدة لم يكن الرئيس استثناء من حملة الاتهامات المتسرعة ، لكن الغريب في الأمر أن لا احد من القيادة الرشيدة او من المحللين الجهابذة ربط بين العملية الإرهابية وتوقيت تنصل المغرب من الذهاب الى جولة مفاوضات جديدة رغم إدراكه بعبثيتها! وكأنه قال لنا " اللي فيديكم اطلسوه " هذه أول تداعيات او اختبارات ليلة الأحد المشؤومة .
إن المسألة التي يتحاشى الجميع الاقتراب منها ، هو أن هذه أزمة غير الأزمات التي ألفها نظامنا، و التي تعلم وتمكن بدرجات متفاوتة من حلها أو حتى من تجاهلها،فهي أزمة لها أبعاد متعددة دوليا و جهويا ووطنيا، في السياسة والأمن، ستلغي بآثارها وتداعياتها على الدولة والجبهة وأولوية التحرير وربما على استقلالية القرار، هي أزمة لا تنفع معها إدارة الظهر أو دفن الرأس في الرمل وتناسيها ، فهي متدحرجت تتعمق وتكبر أثارها كل يوم نتأخر فيه عن استيعابها بشكلها الكامل، ونتصرف بالعلاج على ضؤه ، هي أزمة تضع مصداقيتنا وهيبتنا، جبهة ودولة على المحك ، أكثر من أي أمر آخر واجهناه .