اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

جاليتنا و الهم الوطني

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/11‏/2011 | الجمعة, نوفمبر 25, 2011

 لرباس عبدالله الزاوي
لطالما تردد على مستوى التنظيم السياسي للبولساريو الكثير من الكلام عن الدور المنوط بالجالية الصحراوية و ضرورة مشاركتها القوية في الرفع من مستوى حضور القضية الوطنية في البلدان المتواجدة بها ,سواء كان ذلك على المستوى الرسمي او الحزبي اوالشعبي. بل ان التنظيم السياسي قام بتأطير هذا التمثيل من خلال الفروع السياسية او المؤسسات الحكومية.ان هذه العملية برمتها حسب ما يتبادر للذهن هي حالة تاطيرسياسي تروم ربط الجالية بالمشروع الوطني الطموح/الذي لن يكون سوى احقاق الحقوق المشروعة/بغيةالمشاركة الجماعية لكل مكونات الشعب اينما تواجد؛حتى يكون الجميع اصدق وانبل سفيرلمن سقطوا من اجل حرية الوطن والمواطن.ان القراءة الاولية لوضع الجالية من حيث المفهوم والواقع والمستقبل؛تضعنا

امام واقع ان لم يكن ضبابيا فهو ملبد بالغيوم.ان هذه الحالة ليست وليدة فراغ ات من خارج ذواتنا بل نتيجة الية لسياساسات اختزالية تتقلص وتتمدد في ارتباط واضح بارتفاع درجة حرارة البعد الاجتماعي؛ دون ان يكلف القيمون على الشان الصحراوي انفسهم طرح السؤال ولو لمرة واحدة.ان الوهن السياسي والابداعي للقيادة الصحراوية والترهل العام الذي شل اغلب المؤسسات الوطنية(الجبهة الدولة)والمواقف الارتجالية الفاقدة للبعد الاسترتيجي وسياسات شراء الذمم والتي طالت مؤخرا بعض النشطاء الحقوقيين؛كل هذه الامور وغيرها كثير؛ليس من الحكمة ذكرها الآن؛هي الحاضنة الطبيعية لكل الاخفاقات و المثبطات التي مست جل الهيئات التنظيمية وعلى راسها مؤسسة الجاليات.ان مظاهر الارتجال التي مست الجاليات ؛هو التلكؤ الذي استمر طويلا في عدم الاعتراف بشرعية وجود جالية صحراوية بالديار الاسبانية بسبب حسابات ضيقة؛ تفتقد لاي بعد نظري؛ مارسها بعض المتنفذين انذاك ومن والاهم من المستفيدين.وقد كان من نتائج هذا الموقف البليد سياسيا ان اصبح المهاجر الصحراوي محل مساومات و اطماع من طرف بعض العناصر المشبوهة التي تشتغل آلتها ضمن هذا الفراغ؛او التقوقع ضمن دائرة ضيقة اوهن من بيت العنكبوت خارج فضاء قضيته الاولى؛بحثا عن لقمة عيش مرة او مساعدات لها تبعاتها الوخيمة مستقبلا؛داخل حيز جغرافي جديد سيتحول مع الاقامة الدائمة الى شبه وطن بديل.له من الاغراءات والاساليب المتنوعة لعملية الاستيلاب ما يجعله فعلا يتغلغل داخل كيان ناشئتنا التي وجدت نفسها بالفعل او الاكراه ضمن هذه المنظومة السوسيو ثقافية بكل ابعادها.ان حالة جاليتنا باسبانيا وما يمكن ان يترتب عنها من مأسي انسانية من الناحية الثقافية و التاريخية؛وكوارث اجتماعية من حيث العمق الاخلاقي؛وهزات سياسية يمكن ان تمس ؛لاقدر الله؛القناعات الكبرى؛هي من مسؤولية الجميع ولاسيما من هم على قمة الهرم منذ ثلاثة عقود زمنية.ان تاطير الجالية اليوم ليس ترفا ولم يكن اصلا ولا حتى مصدرمن مصادر التربح ولكن ضرورة وطنية ملحة لاتقل اهمية عن القضايا الاخرى الاسترتيجية.ان التعامل الرسمي اليوم مع الجالية الصحراوية باسبانيا لا يخرج عن الاطار المناسباتي الفولكلوري الذي ينتهي وهجه بانتهاء هذه المراسيم نفسها.بينما الواقع الذي يتغير من حولنا بسرعة فائقة؛يستدعي ان يكون الارتباط شبه يومي بهذه الشريحة التي هي مجال خصب لكل التحركات العفوية احيانا و المشبوهة احيان اخرى.ان التحركات السياسية التي اصبحت لا تتحرج في الاعلان عن نفسها كطرح جديد بل وموازي احيانا؛الى جانب الانشغالات الامنيةالتي طفت على السطح؛هي مؤشرات ستجعل من جاليتنا ساحة تجاذب واستقطابات تستغل ايما استغلال اي ورقة كيفما كانت قيمتها السياسية؛لتحييد هذه الفئة مؤقتا في افق ادراجها ضمن مشاريعه اوالمزاحمة في ادعاء تمثيليتها.ان هذا القول ليس من باب التهويل ولاحتى التشاؤم ولكن المعطيات الميدانية ان لم تكن تشير فهي تنبئ به.ولعل ابسط مثال هو تناقص عدد المشاركين و المتطوعين في الوقفات و المظاهرات المنددة بالاحتلال المغربي والتواطؤ الاسباني كل سنة باسبانيا.ان الجالية في العالم قبل ان تكون مصدرا لذر العملة الصعبة فهي اولا وقبل كل شيئ هم وطني الى جانب هموم اخرى ؛تتساوى جميعا من حيث القيمة و الاهتمام.بل ان الجالية في حالة تاطيرها بطريقة شفافة؛ورصد متطلباتها والحاقها بالهم العام مع اشراكها المستمر في صنع القرارات ورسم السياسات حسب ما يمليه عليها موقعها؛تنتقل بشكل دينامي من كتلة كمية الى لحظة كيفية؛تستطيع من خلال علاقاتها مع اطراف المجتمع المدني و السياسي للبلد المضيف ان تشكل عاملا من عوامل الربح ينضاف الى بقية المكتسبات.اوليست الجالية الصحراوية مؤهلة للعب ذاك الدور؟سؤال على قيادة البوليساريو ان تؤمن الجواب السليم له,لان المعركة تجاوزت الحدود المفترصة وتشابكت القضايا و تداخلت الى حد التماهي .فبات من الضروري اعادة قراءة واقعنا وفق المعطيات المتجددة والمتاحة وعن طريق ادوات جديدة مبتكرة؛بامكانها ان تؤسس لقطيعة ابستمولوجية شاملة مع كامل مكونات الخطاب الخشبي الذي لم يعد له من مكان داخل فضاء المتغيرات الاقليمية والدولية.وما دون ذلك لن يكون سوى اجترار للذات واعادة انتاج نفس الازمات.
13نوفمبر2011