اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوجع الصحراوي بين الاحتلال المغربي والقيادة الوطنية

كتب بواسطة : futurosahara on 22‏/12‏/2011 | الخميس, ديسمبر 22, 2011

محمد عبد الرحمن
الآن حصحص الحق،وتبين للصحراويين أن هناك طغمة استمرأت الحكم واستهواها الجاه والنفوذ,هو الكرسي إذن وشهوة السلطة لا غير، فلماذا المؤتمر ؟ ولماذا هذا الكلام الكثير، وهذه الندوات الماراطونية، واللجان التحضيرية ؟ لماذا نشغل المواطنين والمناضلين، ونبدد الوقت والجهد في عبث لا طائل من ورائه ؟.
إذا لم ينتبه الصحراويون الى ضرورة الوقوف وقفة حازمة مع أنفسهم ، ويدركون جميعا ضرورة الإصلاح والتغيير ، ستعاني القضية الوطنية أكثر، وسنظل ندور في حلقة مفرغة، دون أن نتقدم خطوة واحدة، هذا إذا لم ننتكس الى الوراء -لا قدر الله - وما أكثر ما حدث.
حاولنا أن نجد المبرر في المؤتمر الثاني عشر، لصعود حرم الرئيس الى عضوية الأمانة الوطنية ، و أقنعنا أنفسنا – كذبا- بأن ذلك نابع من كونها مواطنة،لها الحق كسائر المواطنين، علاوة على أنها مثقفة وووووو، وهي التي لم يكفها ما كان لها من نفوذ وهي في الظل ، فصممنا الأذان وأغمضنا الأعين، عن أمر جلل يهدد مستقبل قضيتنا، وينزع عنها الكثير من براءتها ونقائها، وهو أن تتحول ثورتنا الى حكم العائلة ، وكأن النساء اللاتي صدعت القيادة رؤوسنا بضرورة أشركهن، لا يوجد فيهن غير خديجة ومريم و فلانة و علانة، فأكثر هذا اللغط حول النساء و الكوطة وغيرها إنما هو مصمم لفائدة هؤلاء النسوة الثلاث أو الأربع ، والأخرى التي بالغ الرجل الأول في الدولة في قدراتها، وهي المتواضعة التعليم والموهبة والإدارة، فوضعها على رأس اخطر مؤسسات الدولة ،المسؤولة عن تعليم وتنشئة أجيال المستقبل، فظنت والقوم من ورائها يصفقون، أنها ببعض حركات الاستعراض، ستأتي بما لم تستطعه الأوائل ، وهي كوطة ورائها ما ورائها، يتبين ذلك في حجم الإصرار عليها، علما أن أرقى الديمقراطيات، لا تفرض كوطة في الجهاز التنفيذي، فما بالك بأتعس الديكتاتوريات.
الآن وفي هذا المؤتمر الثالث عشر، تأكد لكل من أحسن الظن يوما بان الجماعة لا تسعى لحكم أو نفوذ أو جاه- وإنما هم حملوا المسؤولية كرها وقبلوها كرها، لصالح القضية والوطن ووفاء للشهداء الأبرار- تأكد الآن مدى سذاجته وقصر نظره ، فالقوم ساعون الى القيادة، عاشقون للسلطة وأبهتها وامتيازاتها، وقد بان الوجه الحقيقي لنظامنا ،فإذا هو نسخة مصغرة ومشوهة، من هذه الأنظمة العربية المتساقطة كأوراق الخريف، على امتداد العالم العربي، فلئن كان العالم قد سمع القذافي، ذات فبراير من العام 2011 يخاطب شعبه بلغة مستفزة وسوقية ، يسأل شعبه من انتم ، فقد فات هذا العالم،أن قيادتنا سبقت العقيد لهكذا أسلوب، لقد قيل لنا نحن –الشعب- مرات ومرات "اللي ما عاجبو الحال يمشي" وهم الآن يتركون القول الى الفعل " ال ماناعاجبينو يمشي" .
كل تجارب الشعوب في الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة محض هراء، وكل الدماء التي ذهبت من اجل تحرير الوطن وتحرير الإنسان الصحراوي ستذهب سدى، لان الطريق الذي تسلكه قيادتنا ، تجعلنا في غيابة الجبّ، ففي الوقت الذي ينادي العالم بتقليص صلاحيات الحاكم ، وتجمع فيه جميع التجارب والنظريات السياسية، أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، يبادر نظامنا نحن الى مزيد من تعزيز سلطات الشخص الأول فيه.
يا أيها الناس إن الفرق كبير بين معرفة الدرب والسير فيه، والمعنى انه لا خلاف على شرعية الكفاح وعدالة القضية ، لكن الخلاف على تسيير (كلمة كلمتين)الشرعية والعدالة وبالتالي الجبهة والدولة .
كان يجب في هذا المؤتمر على الأقل بعض الحياء، وبعض ما نواجه به العالم وأنفسنا في المرايا ، فتحديد العهدة ولو بفترتين كان أفضل وأكثر احتراما لنا من عدم تحديدها، و تقليص عدد المناصب وضغطها، وتحويل الأمانة الوطنية الى هيئة رقابية وراسمة للتوجه وواضعة للإستراتيجية ، ما كان ليمنع أي كان من إعادة انتخاب الأمين العام من جديد وكالعادة، و الذي لم يتقدم أي احد لمنافسته- وهي عادة كانت متبعة في المعسكر الاشتراكي والدول الفاشلة عموما، ثم تخلت عنها في نهاية العقد الماضي ولو شكليا، وصارت تقدم أرانب سباق مع القائد الهمام، الذي يختاره الشعب دون تردد وبنسبة مريحة جدا - اشدد على دون منافس - حتى يتأكد المرجفون بأنني لا أتقول على الرجل عندما أصفه بالمستسلم لشهوة السلطة .
ليس في الأمر مزايدة ولا قلة أدب – كما سيحلو للبعض أن يقول- بقدر ما هو توصيف لحال مزري ومخيف تردى إليه كفاح شعبنا وطموحنا في بناء دولة صحراوية مستقلة.
أسكرتنا تصريحات قيادتنا بان ملحمة اكديم ازيك هي التي أطلقت شرارة الربيع العربي ، فيا سبحان الله أن تصل تأثيراتها الى البحرين ولا يتأثر بها أهلها و الأقربون أولى بالمعروف .
لكن ما يحيرني الى الآن هو لماذا تمسك الأمين العام للجبهة بالعدد خمسين للأمانة الوطنية عوض السبعة الذي أقرته لجنة القانون السياسي ونقد التجربة وزكاه المؤتمرون، والحجة أن هذا ليس في صالح الصحراويين وتسييرهم !!!! أو ليس المؤتمرون يمثلون الصحراويين ساعتها ؟ أليس الشعب هو صاحب الشرعية وهو الادرى بمن ولمن يمنحها وكيف ؟ لماذا الوصاية إذن على إرادة الشعب ومصادرة رأي ممثليه؟ وراء الأكمة ما ورائها !!!!
يجدر بي في الأخير الإشارة الى بعض الايجابيات التي حصلت وان كانت قليلة كتقليص فترة البرلمان وبالتالي تجديده من كل سنتين وانتخاب رؤساء الدوائر، وهي خطوة صغيرة صغيرة جدا في الطريق الصحيح والذي علينا أن نكمله الى آخر الدرب ، فمشاكل الصحراويين باتت لا تنحصر في التحرير وفقط بل وفي بناء الدولة وأسسها و أصبحوا بين مطرقة الاحتلال المغربي بكل سفالته وفظاعته وسندان قيادة "وطنية" تحصنت في مواقعها بدواعي وشرعيات شتى.
حتى صح فيهم قول المتنبي لسيف الدولة
وسوى الروم من خلف ظهرك  - روم فعلى أي جانبيك تمــــــــــــــــــــيل