اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

أنتوما أنتوما أشكون ....؟

كتب بواسطة : futurosahara on 22‏/12‏/2011 | الخميس, ديسمبر 22, 2011




الصالح إبراهيم الصالح . 
في البداية , أريد أن أنوه أنه لا أحد يطرب بالحديث عن الواقع و ما وصلت إليه الأمور لكن الواقع فرض يقتضي أن نجوب في رحابه دون تجريح , فالبشر ضعيف مها قوي , ناقص مها كمل .
في مؤتمر يمكن القول في بدايته أنه ناجح قبل أن نقف على نهايته , في ظل ما حدث من مكاسب تدعم القضية , تعزز من حقنا في الحرية و الاستقلال ,حيث و في يومه الثالث , و أنا أتابع مجرياته كباقي الصحراويين في كل بقاع العالم و بكل شغف و تركيز على ما سينبثق عنه من توصيات و برامج تكون في خدمة الشعب و القضية , و رغم أن البداية لم تكن في المستوى المطلوب حيث لم يفتتح المؤتمر أشغاله على آيات بينات من الذكر الحكيم , رغم أن التلفزيون الوطني حقق خطوة عملاقة حاول فيها نقل أشغال المؤتمر على المباشر , وهنا لن أركز على البداية أكثر من ما كتبت , لأن البداية عادتا ما يتخللها عدم التركيز و الأخطاء الفنية و التقنية , لكن العجب كل العجاب و أنا أتابع ردود الرئيس السابق أستوقفني أمر عجيب لم أكن لأتركه يمر حتى و إن مر مرور الكرام على المقاتلين و النساء و أبطال الانتفاضة من مؤتمرين و ضيوف راغيبين و مجتهدين في نجاح مؤتمرنا مؤتمر الشهيد المحفوظ رحمة الله عليه , الحدث كان عندما دخل موضوع الخارجية و هو الموضوع الذي شهد الجميع على ضعفه و غيابه , حيث لم يتردد الرئيس السابق عندما قال و بالعبارة (...العمل الخارجي يا جماعة أتقولوي ما أوعدل فيه شي في العمل الخارجي , لاهي تجمعو أنتوما أنتوما أشكون ...) , وهنا لا بد القول أنه من لم يعرف من نحن طيلة أكثر من 36 سنة فإنه لن يعرف من نحن بعدها , و لا نريده أن يسأل عنا لا بخير و لا بشر , ثم أنه حتى و إن كنا قد أخطاءنا أو تجاوزنا حدودنا , فالحق معنا لأننا في مؤتمر نحاسب فيه القيادة و نشدد عليها الخناق و نسمعها ما نريد لأن المؤتمر خلق للحساب و العقاب و المراجعة و رسم الأهداف و الأولويات و ليس السير في رغبة القائد حتى و إن كان الرئيس السابق , ثم أنه من أراد أن يعرف من نحن , عليه أن يعرف مكانه و أن يلتزم حدود ثقة الشعب التي منها أياه , ثم أنه مهما كان القصد فالحسانية تعج بالعبارات و هي في مجملها مسمومة , و لكم سيدي الرئيس السابق أن تنتقي العبارات و تحترم مجموع الجمهور الذي يستمع إليك و هو ملئ بالصالح و الطالح و المثقف و غيره , و الشاب و العجوز و النساء و الرجال , و لم تمر هذه الكلمة كغيرها من الكلمات , و أخذت أكررها و أكررها , عندها شعرت أن الرئيس السابق منفعل و هو شعور ينم عن الضغط الممارس عليه أو زيادة الثقة في النفس , و لكن أيهما كان , تذكرت خطاب القذافي الذي قال فيه لشعبه : (...من أنتم من أنتم من أنتم...) , و لكن رغم ذلك يبدو أن الرئيس السابق كان قوي ما فيه الكفاية و شجاع إستطاع أن يرد و بكل فصاحة حسانية يتخللها في كل مرة إلى أخره إلى أخره إلى أخره , ليعود بعد أن أستدرك ما قاله مبررا ذلك بالقول :(...أرانكم أتعيبو أراواحكم و تسفهو مما ملامحكم...) و يظهر إرتباكه في صياغة الكلام حيث أراد قول (...أتسفهو مكاسبكم و قال : أتسفهو مما ملامحكم...) , ثم يعود ليقول بعد أن أصبح العالم قرية يمكن لمن هب و دب أن يحمل علم دولته و يفتح مكتب أين ما أراد : (...و ينهوا أشكون أشكون هو الي أيقد فظرف مدة من أربع عيمان يفتح 26 تمثيلية والي الى اظريك 20عشرين منها فات أنفتحت و نجبر لها ارواقيج و الدعم و يرسلهم وهذه بلدان ماهم امرحبين بالجمهورية والا قاع ما يعرفوها ماعندهم معها مصالح إقتصادية و لا بينهم معاها أحسان و لا بينهم معاها شيء...) و يبين الرئيس السابق هنا قلة الكوادر المثقفة التي تعج بها أزقت المخيم و المهجر , والتي إستطاع أن يعثر عليها و يبعثها إلى تمثيلياتها , و ليس هذا وحده بل وكأن كل من إعترف بالجمهورية له مصالح إقتصادية و دبلوماسية و غيرها من المصالح , حتى و إن كنا لا نرقى إلى مفهوم الدولة الحديثة لكننا عضو في الإتحاد الإفريقي و قضيتنا قضية تصفية إستعمار مدونة ضمن أجندة الأمم المتحدة , ثم يقول الرئيس السابق:(...ولاهم قضاءة عادلين و لا يعرفوها ... و السفارة لا بدالها أتناضل أتناضل يكنا اتحقق شي و أنت ارانك أمولها ...), في إشارة إلى الدعم الكبير الذي يقدم للسفارات دون أن تحقق أي مردود أو دعم يعود على القضية و الشعب بالثمرة أو الدعم الدبلوماسي , و في إشارته إلى عدد السفارات و التمثيليات التي تم فتحها أريد أن أشير إلى أنه هناك سفراء قد تم تعيينهم منذ المؤتمر الثاني عشر و لم يبرحوا مكانهم بل راح الكثير منهم إلى التساؤل عن مصير سفاراتهم دون أن يجدوا أي رد شافي ولا كافي , وكأن من أراد فتح السفارات و التمثيليات كان يراهن على أمور لم تكن قد أنجزت أو أراد بها تحقيق منافع على حساب الشعب و القضية , و لا أتهم هنا ـ والله ـ و لكن الواقع يتحدث , ثم يعود السيد الرئيس السابق , إلى ملامسة الواقع الأليم و يقلل من شأنه و كأنه جزء تكميلي للقضية في حين تشكل القاعدة الشعبية العمود و الأساس في كل الانتصارات و البرامج الوطنية , حيث يقول :(أربع سنوات الناس الي تحت إدارة الجبهة لا ازمة في السكن ولا أزمة في الغذاء و لا أزمة في الصحة و لا أزمة في التعليم لا أزمة في النقل لا أزمة في الغاز , بل الوضع مريح ), و هنا لكم أن تحكموا على التعليم و الصحة و الغذاء , أما عن الغاز فهناك الكثير أهم من الغاز كالماء وغيره الذي يباع للمواطنين الأحرار في الصيف الحارق , ثم يعود ليقول : (و المدة قادت أتناضل فيه ) وهي إشارة إلى عدم الرضى عن نفور الكل عن دوره , و كان له أن يسأل لماذا في بداية الثورة و كل شيء شحيح كان النضال في قمته , أما اليوم و كل شيء موجود و الوضع مريح غاب النضال , ثم يقول :( أن الخدمات لا باس بها الي اوصى أعليها المؤتمر الثاني عشر) , ثم يتناقض في نفس الوقت و يقول :(هذو المجالات مزال خاصنا أنعدلو فيهم ياسر مزال ما هو كافي ), ثم يعود الرئيس السابق و يعطي الإشارة أمام الملاء إلى رئاسة المؤتمر على أنه قدم لهم أربع عشر نقطة يمكن السير عليها , و هو قول يلزمهم أخذ الموضوع بعين الإعتبار , أو التأثير فيهم , ويعود ليختزل بعض تبذير المال العام على أنه قد تقلبت المنظمة و هي مصطلح يستعمل الرئيس السابق عندما يكون الحال خارج الإفتخار بالمكاسب , على أنها أي(الجبهة ) إستطاعت التقلب على كل الندوات الدولية و الوقفات النضالية خاصة بين الجهتين و قدوم أوفود أبطال الإنتفاضة لمشاركة الحكومة عملها النضالي ... , في حين تبقى عائلات المعتقلين الصحراويين تعاني نقص في المادة و الدعم النفسي و المعنوي , و قد نستنتج إشارة أخرى من خلال المقطع التالي على أن تغطية نفقات الوفود القادمة من المناطق كانت تحمل معها تكاليف مادية عالية , وهو شي معروف عند الجميع لكن قوله بهذه الطريقة , لن يجعل أحد يعترض عليه لأن الرئيس السابق يدرك تماما قدسية الإنتفاضة عند الصحراويين قاطبة , ولعلا الوقفات الحاشدة و التي لم يرى لها مثيل , تضامنا مع امينتو حيدار و ملحمتها التاريخية , و المنابر التضامنية معها و الأبطال السبعة و ملحمة أقديم إزيك كلها ملامح و بطولات تاريخية , تفتخر و تعتز بها القاعدة الشعبية الصحراوية , أكثر من الحكومة , ثم يعود ليقول أننا في واقع مفروض علينا و هو أمر بديهي و أننا سنناضل حتى نغير هذا الواقع الأليم الذي نعيشه , و يبدو أنه تناسى الوضع الرغد للقيادة الصحراوية عبر تحويل ممتلكات الشعب و العيش الكريم في المنازل الفاخرة في أكثر من بلد و مدينة , ثم يعود و يوصي بالنقاط , حيث يقول :(تقرير المقدم للمؤتمر امقدم نقاط ماهم وحي ماهم قرأن حشى إلى أخره و لكنه أمحدد مجموعة من النقاط 15 نقطة أيقدو يلخصو و أيقدو يندغمو إلى أخره يغير بعد كأفاق أو أرضية للعمل يبني أعليها المؤتمر لتحديد أفاق أياك انواصلو مجهودنا في هذا الباب الي ذهو ...) , وهنا أشار الرئيس السابق إلى تأكيده على أنه هو الرئيس القادم و تدخل صارخ لتمرير تلك النقاط حتى تكون من مجموعة التوصيات التي يخرج بها المؤتمر الثالث عشر , وهي المرة الثانية التي يركز فيها الرئيس السابق على هذه النقاط و كأنه يقول إذا لم تكن تلك النقاط موجودة فإني لن أقبل ذلك , و هو بذلك يربط أجوده كرئيس بتلك النقاط التي تقدم بها للمؤتمر , و بتالي هو يريد مؤتمر على مزاجه و حسب ما يراه أكثر من مؤتمر يخرج بصوت الشعب, وقد يتسأل البعض عن مثل هذا النقد , و لكن النقد مفتوح حسب ما ينص عليه الدستور الصحراوي , و أن الرئيس السابق فتح الباب عن غير قصد منه أمام المثقف و حضوره حتى يمارس النقد , و هو بذلك يكون قد شارك في ما يراه مناسبا لتطلعات الشعب و القضية .