بقلم: مجيدي عبد الصّمد
تابعنا كغيرنا من الصحراويين اشغال اختتام المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكنا بمنتهى القبطة والسرور حينما تابعناه على المباشر كأول سابقة من نوعها كما هو حال الأيام الأولى من المؤتمر. وبغض النظر عن التجاذبات والمشاحنات والتحريضات التي شهدها من وراء كواليسه التي لم ترصدها الكاميرا لدواعي مهنية و تواجهات وطنية، نلتمس العذر لزملائنا ورفاقنا في الإعلام، والسؤال المطروح هنا هو هل قيادتنا الرشيدة المنتخبة جاءت في مستوى التطلعات الوطنية ؟؟؟ و من منطلق الانجازات و المكاسب التي حققتها للشعب وللقضية خلال الفترة السابقة ؟؟؟ ام انها اتت نتيجة للعبة التحالفات و التوازنات الخبيثة التي عهدناها في الموتمرات السابقة ؟؟ .
ومهما تكن نتيجة الجواب مسبقا لابد ان نجري مسحا في عجالة على قائمة المترشحين المحتملين للامانة بدوريها الاول والثاني، فحتما لا يخفى على احد حتى وان كان من الذين لايفقهون في الرابوني شيئا!! ناهيك عن الوزارات و النواحي و المكاتب والولايات و الدوائر والمراكز الخلفية، و السفارات و التمثيلات. و اتلي ماشئت من مكاسب الدولة الصحراوية و لا تنسى ان ترفقها بلواحقها من وزراء و قيادة نواحي و سفراء و ولاة و و و... ان كل المترشحين هم قيادة سابقة في الأمانة الوطنية او وجوه بارزة و معروفة في الجبهة وهنا لا بد من التنويه الى شماعة العمل و النزول الى الميدان ؟؟ التي تعلقها قيادتنا كشرط للترشح الى منصب في الجبهة حتى وان كان مندوبا عن القواعد الشعبية نقول لو ان الشعب و الشباب والمقثفين و الطاقات الخلاقة وجدت المجال امامها مفتوحا لتفجير هذه الطاقات، لهبت الشعب بالمبادرات الفردية والجماعية و لو كان لها تشجيع ودعم من قيادتنا الرشيدة لما كنا الآن على ظهر "لحمادة" نقاسي مرارة الحياة وجحيم المخيمات و فساد الطغاة وضياع الأمنيات وانكسار الارادات و المتسبب الوحيد هنا طبعا الاحتلال لكن من المستفيد ؟؟؟.
و بالعودة الى القائمة 147 مترشحاً، فلا نجد شاب او وجه جديد على الاقل يكون راكب غير مرغوب فيه لرياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي و المنطقة برمتها، او بتعبير الوطنية عندنا ضخ دماء جديدة للجبهة في الراس الصحراوي عله يتخلص من الخمول والكسل الملازم له منذ فترة وعجز الرعيل الاول للثورة!!! عن جلب مكاسب جديدة للشعب الصحراوي وهذا ليس انكارا ولا جحودا للمجهودات التي بذلت في السابق بقدر ماهي سنة الحياة في التداول و التواصل للاجيال .
فهل الشعب الصحراوي بتجديد الثقة في القيادة السابقة والحرس القديم دليل على عدم ثقته في الجيل الجديد لحمل المشعل ومواصلة الدرب ؟؟؟ ام عقابا جماعيا للشباب المنتفض على الواقع والمنادي بالاصلاحات والعودة الى حمل السلاح باعتباره الخيار الاستراتيجي الانسب لانتزاع الحقوق المشروعة ؟؟؟. ام ان القاعدة الشعبية بكل عقائدها الوطنية والقبلية و الشعبوية ترى بان القيادة الحالية هي الممثل الوحيد للاطياف القبلية و المجسد للوحدة الوطنية و الضامن للاهداف المستقبلية ؟؟؟.
وهذا ماجسده الاخ الإمام في آيات الذكر الحكيم التي اختتم بها اشغال المؤتمر تداركا طبعا لهفوة الافتتاح:
واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا...)
و على امل ان تجد هذه التساؤلات في المستقبل القريب اجوبة مبنية على الحرص الشديد بمصير الشعب الصحراوي وبنظرة ثاغبة بعيدة عن التحتيات والحساسيات والمزايدات على الوطنيات
و "اقبيظ لخلاقات" سوف نكون من المحمدين والشاكرين على انجازات المنتخبين.
و كما يقال الحاكم العظيم يستمتع بحكم شعب حر عظيم و يستمتع به الشعب. و الحاكم الدنيء يستمتع بحكم شعب خانع ذليل.
وسوف نرى إلى اي نوع ينتمي حكامنا القدماء الجدد ؟؟؟.