اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

كفانا من الأخطاء في الثورة

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/12‏/2011 | الجمعة, ديسمبر 02, 2011


الصالح ابراهيم الصالح
ونحن نودع الندوات التحضيرية للمؤتمر , و الأصوات تتعالى من  هنا ومن هناك و لسان الحال يقول , كفانا من الأخطاء في الثورة , فأربع سنوات ما بين المؤتمرين كانت الأخطاء تتوالى , و الانتصارات تتساقط , و الأحداث تتسارع و المواطن يتحضر و ينتظر المؤتمر الذي يبدو أنه فقد مفهومه عند القاعدة الشعبية التي نال منها التعب و الفوضى ما نال من القضية و الشعب وهو يقول لكل مشارك في المؤتمر ودع فيه ثقته , كن محل واجبك الديني و الأخلاقي قبل أن يعبث بك شيطان السلطة الضعيف المستبد لكل إنتخاب نزيه , الذي يرى أن القائد قد يقصر في عمله , الذي أدى عليه اليمين , مثلما يحول ممتلكات الشعب إلى ذمته و جيوب كل المحيطين به من النسب أو العمل غير النزيه , لكن الطامة الكبرى أن يساهم القائد ـ وبكل أسف ـ في التفريط و تشويه مقدسات الثورة و الشعب وهنا يمكن الحكم على أمثال هذه القيادة بأنها استعمار داخل الثورة , عندها يكون الشعب أمام استعمار داخلي متلبس بصفة القيادة أوجده الاستعمار الحقيقي الذي يشكل النوع الثاني من الاستعمار و الذي لا يختلف اثنان في معرفته كونه الاستعمار الحقيقي .
إن نجاح ثورة أو فشلها يبدأ من  قدرتها على الاحتفاظ بمضمونها أو تضيعه في طريقها النضالي الثوري الذي يرافقها في مشوار الثورة , فالثورة ينبغي لها أن تدرك و بأقوى تمحيص  أنها ثلاثة مراحل ما قبل الثورة و الثورة و ما بعدها , و الثورة الصحراوية يجب أن تبقى كمصطلح يستمد شرعيته من قوة الشعب الصحراوي , في زمن يريد البعض خلق تسميات أخرى وإن كانت البوليساريو و الدولة الصحراوية أسماء وليدة من رحم الثورة و ليست الثورة نفسها , فالمبادئ التي أنتجتها الثورة ليست كجملة المصاعب التي تمليها عليها ظروف الطريق , في حين قد تتحول الثورة و بفعل التعامل القاصر مع المكاسب و البطولات إلى  ضد الثورة وهي بذلك تقتل روح الثورة وتظن أنها في الطريق الصحيح , أما الخط الثوري للثورة الصحراوية يجب أن لا يضيعه الحرص على العقود و العهود الدولية الخارجية الخبيرة في إجهاد الثورات , ولا الاحترام المطلق لقيادة الثورة , فالقيادة العامة للتنظيم تستمد مكانتها من خدمة  الثورة و الشعب و ليس العكس .
و إذا كان الشعب يصنع المعجزات و تمر مرور الكرام , فمن العار و الفضيحة أن لا نستفيد من الأخطاء التي أصبحت ترافق طريقنا النضالي الثوري , وكأنها كتبت علينا , فملحمة أقديم إزيك لا تحتاج إلى أفلام وثائقية و لا إلى ذكراها المبجل بالعبارات و التنديد , بقدر ما تحتاج إلى الاستفادة من الأخطاء ذلك أضعف الإيمان , و الحال حال العملية الإرهابية الأخيرة وإن كان لا سبيل للمقارنة بين ما يصنعه الشعب من رحم المعانات و بين ما يتسبب القائد فيه من كثرة  الزلات , فلا القائد و لا الأخطاء تستطيع النيل من الثورة و الشعب الذي صبر و بإستمرارعلى كل ذلك إيمانا منه بأن القائدة جزء منه و أن الأخطاء بداية النجاح , ولكن يجب أن لا يجابه الشعب المتسامح وهي طباعه , بالدفاع المفرط عن القائد و رعاية أخطائه , فعزل القائد لا يكفي بل يجب كشف الفضيحة و تصحيح الأخطاء حتى لا تلتهمنا و نحن أقوياء بقوة الحق .
ونحن هنا قد لا نقصد الأخطاء العفوية وهي سنة من سنن الله في خلقه , على حد السواء بين المواطن و القائد , ولكن عندما نرى تصرفات القائد الصحراوي اليوم , فإننا لا ننعته عوض الحساب بأنه يتلاعب بممتلكات الشعب دون رقيب , بل نعيبه بأنه تلاعب بالقيم الثورية , و إذا كان أحد القادة الكبار البارزين يشتري منزلا فخما في مدينة تندوف أو في إحدى المدن الإسبانية الشهيرة لا ليسكنه ولكن ليؤجره لعائلة شهيد أو جريح , هذا العمل الذليل لا يمد للثورة بصلة ولا إلى مكانة القائد المحترم لشعبه و مقدسات ثورته .
وترى الشعب وهو يعفو و يتجاهل كل تلك الأخطاء , زهدا في ما عند الملائكة ولكن مهما يصفح الشعب الكريم المتسامح عن كل تلك الأخطاء القاتلة للقضية و الشعب , فإن المشكلة ليست في الشعب ولكن في من يمثلون الشعب والأداة المسيرة له , وهذه الأخطاء لا يصلحها الزمن بل ينبغي أن تمحوها الثورة و تجتثها بقوة الشعب و الحق .