اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مؤتمر عادي في ظرف استثنائي

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/12‏/2011 | السبت, ديسمبر 17, 2011



محمد عبد الرحمن
انه من المسلمات أن يكون المترشح لمنصب الأمين العام للجبهة صحراوي الجنسية ، وبالتالي وجب اشتراط أن لا يكون مزدوج الجنسية ، وهو ما غاب - ربما عن قصد - عن بال من وضع شروط الترشيح لهذا المنصب ، ذلك لان معظم قيادتنا الآن هم مزدوجي  الجنسية وغالبا الجنسية الاسبانية ، لا أظن أن للأمين العام للجبهة الحالي/ الدائم، جنسية أخرى غير الصحراوية، فقد أتاح له المنصب ما يكفي من الأمن والأمان و الثقة في المستقبل وهو ما لم يشعر به زملاؤه الآخرون فراحوا يستندون الى وثائق إقامة وجنسيات أخرى لهم و لأبنائهم وعائلاتهم ، ولهذا معنى واحد خطير لا يخفى على احد ، هذه فقط ملاحظة على الهامش في شروط الترشح للمنصب الأول في الجبهة والتي في مجملها مفصلة بالمليمتر  على شخص واحد بعينه.
كعادته لم يحمل المؤتمر الى الآن أي جديد أو مفاجأة عدا بعض الطفرات التي فرضها الزمن الرقمي والتكنولوجي كنقل الافتتاح على المباشر عبر وسائط الإعلام الوطنية التلفزيون والراديو  وتركيب شاشات عرض داخل قاعات المؤتمر ،وهي أمور شكلية و لاشيء آخر في الجوهر، فالتقرير الأدبي كان مزيجا من برامج الحكومة وتقارير سابقة، فما زال صانع القرار والتقرير يعتمد الإنشاء ويرتكز على اللغة  متجاوزا  بذلك أي تقييم حقيقي يعتمد الأرقام و الإحصاءات ، دون إدراك ما يعنيه استمرار العيش في المجاز، بينما لم تتغير العقيدة المناوراتية ، القائمة على ربح الوقت وتأثيث الزمن ، لازال الاستقطاب والصراع الخفي على السلطة بين الأمين العام وبين مسؤول أمانة الفروع(السابق)  موجودا، فالأخير  اعترف – كعادته- في مثل هذه المحطات بأنه  ليس في مستوى الثقة والمسؤولية التي منحت له في المؤتمر الثاني عشر للجبهة وطالب – على طريقة ناصر وصالح ومحمد- عدم التصويت عليه في العملية الانتخابية التي ستجري في نهاية المؤتمر.
أما الأمين العام للجبهة فلم يكفيه العرض الوردي للتقرير الأدبي بل راح خلال رده على الردود و الاستفسارات يقدم جملة من المبررات والأعذار تبين شيئين اثنين لا ثالث لهما إما أن الصحراويون مخطئون في حق قيادتهم  ومتحاملون عليها دون وجه حق ، او ان   الامين العام للجبهة يعيش في دنيا اخرى لا علاقة لها بالتي نعيشها وانه منفصل تماما عن الواقع اليومي المعاش من فساد وتردي في الأداء الحكومي ومن ضعف وتحلل على مستوى المؤسسات ، ومن أوضاع أصبحت لا تطاق ولدت غضبا وامتعاضا وسط الشعب .   
فمثلا حين يقول بالحرف "لا زال هناك تقصير في إدراك الصعوبات التي تواجهنا في المجال الاقتصادي، والناجمة عن الآثار التي لا تزال تخلقها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية على مختلف الدول والمنظمات الدولية، والتي أدت إلى تقليص حجم المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين، وهو ما لا يترك مبرراً لما نشهده من بروز العقلية الاستهلاكية غير المنتجة، والمطالبة بالحقوق والاستفادة، أمام تراجع العمل الطوعي المنتج، وظهور حالات البذخ في المناسبات الاجتماعية" يكون تشخيصه سليما لكن المبرر ليس كذلك  فهو يضع اللوم هنا على بذخ الأفراد في المناسبات الاجتماعية وبصرف النظر عن الرأي في التبذير  لكنه تبذير أشخاص ومن حر مالهم ولن يمس بذخهم مال الدولة ولا ميزانيتها ، فالذي سكت عنه الأمين العام للجبهة هو الإنفاق الحكومي غير المبرر وغير المنتج في مهرجانات الثقافة والسينما وبناء ما يسمى دار الضيافة والاحتفالات التي تقام في الأراضي المحررة تحت حجة ممارسة السيادة عليها، والنهب المستمر للمال العام ، وغياب المحاسبة وووووووو. 
ثم  ما العيب في  المطالبة بالحقوق والاستفادة، والتي لم يطالب بها الشعب إلا عندما رأى بأم العين منح الامتيازات والتسهيلات المادية والمعنوية للقيادة والتي من فرط ثرائها ونفوذها نسيت الواقع ونسيت نفسها.
ما من شك أن المؤتمر نسخة عن سابقيه في مجمله مقدمات ونتائج وان اختلف في تفاصيل صغيرة لا أهمية لها ولا تأثير ، وهو أمر محزن ومخزي ، غير أن الأدهى هو تلك المسرحية التي تمحورت حول "حمد" الطفل البريء حفيد الشهيد المحفوظ اعلي بيبا ، والتي ذكرتنا بمشاهد في الفيلم الهوليودي الشهير "العراب" !!!فأي تواصل للأجيال- يا سيادة الامين العام - في طفل صحراوي يحتاج الى ترجمة كي يفهمه الصحراويون ؟  ويعيش هناك في اسبانيا في حين أن الجد عاش وتوفي ودفن هنا ، لماذا هذا الخروج الدائم عن النص بهكذا استعراض ضرره اكثر من نفعه؟ لو كان تقليد متبع في كل مؤتمرات الجبهة لهان الأمر  ، لكنه بدعة أثارت فينا الهواجس والوساوس !هل الجبهة تنظيم لكل الصحراويين ام انها نادي خاص لنخبة  قليلة ترى انها صاحبة الفضل و ليس الشعب؟
اشياء كثيرة تستحق التعليق في هذا  المؤتمر من وثائق وتقارير و رئاسة ، لكن ما نفع كل هذا ان بقي مجرد صرخة بواد
أتمنى من صميم القلب ان اكون انا المخطئ ، فيما كتبت، وان المؤتمر الثالث عشر  كان مختلفا روحا ونصا عن سابقيه فيما يحمل من بشائر التغيير نحو الافضل للصحراويين يكون ختامها الاستقلال الوطني.
لكن التمني لا يغني عن الحق شيئا.