اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المؤتمر ماذا تغير ....؟

كتب بواسطة : futurosahara on 01‏/01‏/2012 | الأحد, يناير 01, 2012


الكوري سيداتي
الجواب على هذا التساؤل لا يحتاج إلي كثير عناء لأنه ببساطة سيجد جوابا وحيدا هو لاشي تغير.
فأشغال المؤتمر صارت بشكل يوحي أن لاشي سيتغير وهو ماحدث بالفعل فالرئيس الأمين العام القاضي الأول في البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة خلف نفسه  والوزير الأول خلف نفسه فسلام عليه يوم ترأس ويوم أعيدت رئاسته ويوم يبعث رئيسا حيا .
شاءت الاقدار ان أكون ممن حضروا المؤتمر كأجساد بلا افواه لايمكنها النقاش ولا الخوض في أي شي الا خارج القاعة بحكم أنني لست مؤتمرا ولم اعمل بالمثل الشعبي القائل اللي حظر ماصاب يسكت لكنني اليوم وبعد ان انتهت مدة تحريم الخوض في السياسة التي حددها المؤتمر ها انا اخرج عن صمتي.
المؤتمر صار كما تشتهي سفن القيادة وأديرت جلساته بكثير من التحايل على إرادة المؤتمرين وحيكت فيه الأشياء على مقاس مجموعة الزعيم الأوحد الذي وجه بوصلة المؤتمر في اكثر من مرة عبر مداخلات عدة تحت مسميات الردود والالتماسات والكلمات الرسمية كل ما شعر ان رئاسة مؤتمره  بدات تفقد السيطرة على دفة السفينة
من يومه الاول اتضح لي انه كسابقيه من حفلات زفاف "البوليساريو" بنفس الوجوه التي تحتل المقاعد الأمامية نفس الأشخاص المحيطين بهم نفس الوفود تقريبا ونفس المشاركين  باستثناء وفد الأرض المحتلة , وفيه أيضا ظهر الطفل حمد حفيد الشهيد في سابقة لم تشهدها المؤتمرات الشعبية  فما معنى ذلك ؟ الم يكن للشهداء السابقين أولادا وأحفادا يحق لهم ان يخاطبوا من شارك في مؤتمرات تحمل اسم والدهم الشهيد وبلغتنا العربية بدل لغة حمد الأجنبية التي تؤكد انه خارج السرب مثل الكثير من أولاد وأحفاد قيادتنا الجديدة القديمة.
هو مؤتمر استثنائي نظرا للظرف الذي انعقد فيه وطنيا ودوليا و لأنه الأكثر في نسبة المشاركة والأكثر تأمينا وحراسة.
هي مؤشرات ظننا انها ستفيد في شفاء قيادتنا من مرضها السلطوي واخذ الدروس مما حدث قبل المؤتمر في عدة أقطار عربية خرجت لنفض ماعلق بها من غبار سنوات الاستبداد والحكم العائلي، لكن القوم اظهروا قدرة فائقة على تحمل سماع النقد وعرفوا من أي تؤكل كتف الشعب وخبروا دروب دغدغة مشاعره وإيهامه بل وتخويفه من أشياء غير حقيقية  وصمدوا في وجه أعاصير المطالبة بالتغيير ووفقوا في نعت أصحابها بمهددي المصير الوطني وبخدام مصالح الاحتلال وعلى هذا يستحقون التهاني.
فماذا يفهم من مؤتمر انتفخت فيه الأمانة لتصبح خمسين عضوا بعد ان كانت المطالبة ملحة بضرورة تقليصها لتصبح هيئة رقابية ؟.
وماذا ننتظر بعد مؤتمر زاد حصة المرأة في الأمانة من سيدة واحدة إلي أربعة نساء كحق الرجل في الزواج إسلاميا ؟.
وماذا ننتظر من وراء مؤتمر لم يتبنى مبدا التداول على السلطة في زمن ينبذ فيه الاحتكار السلطوي تحت أي ذريعة ؟
الشيء الذي يحسب للمؤتمر انه أعطى للطلبة الحق في تأسيس منظمة جماهيرية خاصة بهم , ورغم صحة الفكرة إلا أننا سننهك ميزانيتنا بمصاريف جهاز أخر ينضاف إلي قائمة وزاراتنا 28 التي تضاعف عدد وزارات الحكومة الأمريكية اكبر قوى العالم وأعظمها.
المؤتمر انتهى وأبان لنا عن أزمة جيلية قد تهدد مشروعنا الوطني ، سببها الرئيسي هو قيادة وطنية شاخت عمريا قبل أن تشيخ على مقاعدها رافضة البدء في تسليم زمام الأمور إلي حملة مشعل الغد من الشباب ورافضة الدخول في حوار جاد يفضي إلي حلحلة كل مشاكلنا دون اللجوء إلي أي أساليب لا تخدم مصلحتنا الوطنية
فعلى القيادة الوطنية أن تعي جيدا ما حدث لها في المؤتمر الأخير وان ذلك مجرد بداية وإشارة واضحة تقول بفصاحة أن السيل بلغ الزبى وان الصبر اخذ في النفاذ ,وعليها أيضا ان تفتح ذراعيها للشعب وتستمع لمطالبه وتسعى في تحقيقها قبل فوات الأوان لان الشعوب أقوى وأبقى من حاكميها مهما عتوا وتجبروا وأصموا الأذان .