اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

محمد عبد العزيز يحول يأسنا إلى غضب

كتب بواسطة : futurosahara on 08‏/01‏/2012 | الأحد, يناير 08, 2012


حمادي محمد بابيت
  - الجزء الأول -
قرأ البيان الختامي للمؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الصحراوي برسائل موجهة إلى العالم الخارجي، ملئية بعبارات الشجب و التنديد و اخرى إلى الإستجداء و الطلب. بيان ختامي لمؤتمر كنا نعلق عليه آمالنا الخائبة و نفوسنا المرهقة من ظلم العدو و تسلط قيادتنا على وضعيتنا الإستثنائية و قراراتنا المصيرية، لكنه إنحرف تماما عن اصوات التغيير و الإصلاح، و بقيّ ساحة حرة للمفسدين و القبليين المتعاطفين مع القيادات التي توهمنا ان الجبهة وجدت بهم و ستنتهي معهم.
قالوا لنا ان المؤتمر سيد القرار، و ان كل الأفكار و الأطروحات و الإقتراحات يستقبلها المؤتمر، و لا يحق لك فعل اي شي إلا في المؤتمر، و في المؤتمر تسقط عن الرئيس و الأمانة الوطنية و الحكومة و البرلمان  كل الحصانات، الكل سواسية تحت سقف واحد. ما أجمل هذا عندما تسمعه و ما اقبح ترديده عندما تكتشف أنه الكذب الواضح على عقول الناس الواضحة المؤمنة بأن ما يصدر عن قيادتنا هو الحقيقة.
كانت حقيقة هذا الكلام قد جسدت في هذا المؤتمر عندما حاول بعض حاملي فكر الإصلاح و التغيير ان يفرضوا تعديلا في القانون و تقليصا في أعضاء الأمانة الوطنية و إقتصار مهامهم على الرقابة فقط. فكانت تدخلات الرئيس السابق و الحالي و الأبدي صارخة في وجه المؤتمرين، كان آخرها تهديده لهم في حالة لم يقبلو بخططه المطبوخة تحت نار هادئة مسبقا، انه سيتخلى عن السلطة و يلتحق بموقعه. و استمرت النقاشات حتى ساعة متأخرة من الليل، تم رفعت الجلسة الساخنة من طرف المتآمرين على الإصلاح إلى اليوم الموالي. و هناك تم نشر الخبر في البقية اللذين كانوا خارج القاعة في تلك الليلة[ غالبيتهم من اصحاب الصفة]، و تحركت بلطجية النظام تنذر بالخطر المحدق حتى شروق الشمس، حيث تمت إعادة التصويت على المادة التي تم الخلاف عليها ، و هكذا تنفس الرئيس الصعداء و فُصّل القانون على مقاسه الشخصي تفصيلا كاملا.
بهذا جعل الرئيس نفسه "مدغة" في افواه المطالبين بالإصلاح، خاصة جيل الثورة الصاعد الذي لن يرحمه ولن يرحم كل من تواطأ معه ضد مصلحة الشعب الصحراوي و التقصير في قضيتة الوطنية، وهم لا يقصدون بهذا شراً او فتنة و الذي ينصح و يبوح أبعد من التهمة و سوء النية ممن يدبِّر في الخفاء و يبيت في الليل.
إن ما حدث في المؤتمر لبرهان على عصر الضعف الذي تعيشه قيادة الجبهة الشعبية من تقلبات المرحلة التي افرزت شخصيات لا ترقى إلى مستوى الحدث الناتج عن تراكم سلبي للأحداث و الوقائع التي أدت إلى إنفراد الرئيس بالسلطة المطلقة المستنبطة و المأثورة من عصور الظلام "الغزيان" ، الواضحة في التردي النفسي و الأخلاقي لبعض قياداته في غياب المنهجية و سوء فهم ما يدور حوله، مع علمنا أن الصعود إلى الذروة لم يكن أمرا هينا و أصعب منه المكوث عليها، و كل ذلك له ثمن باهض. 
السيد الرئيس
لقد خيّبت املنا...!!! و ليتك هونتَ علينا فتركتنا نكرهك كرهاً خالصاً..! أو نحبك حباً خالصاً..! و لكنك كنت معنا منذ عقلنا، و كنت بمثابة الأب غير أنك حرمتنا حلوة الأبوة ، و كنت بمنزلة الأم غير أنك حرمتنا عطف الأمومة ، و كنت بمنزلة الأخ الأكبر غير أنك حرمتنا أزر الأخوة، إنك مثلنا الأعلى الذي حرمنا أن نكونوا مثلا. إنك الإستقلال الذي نطمح إليه و الشهادة التي تحول بيننا و بينها، إنك السيف الذي تمنينا أن يكون لنا ، فلما كان لم نجده في إيدينا بل على الكرسي ملتصقاً . فما ابعد شعارك من شعار عمر بن الخطاب رضي الله عنه < رغم ان المجال ليس واحداً للمقارنة> عندما قال " القوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، و الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له".
السيد الرئيس
منذ سنوات عجاف و المقربين منك و المتعاطفين معك يكررون على مسامعنا أن الأخطاء ليست منكم و إنما في الأشخاص المسندة إليهم المهام الكبرى في الدولة و انهم هم من وراء كل ما يجري في عروق الجبهة من فساد و تقصير . رغم أن السلطة كانت مشتركة بينك و بين اللجنة التنفيذية و كانت احداث 1988 م فرصة لكم بإتفاقهم تسليمك و منحك القرار في شخصكم، فاصبحت بالفعل تسمى أيضا «القيادة السياسية»، لأنك في آن معا رئيس الدولة و الأمين العام للجبهة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والقاضب الاول في البلاد.
فهو إذن المحافظ الأول، والأمين الثوري الأول، والسائق الأول، والمقتصد الأول، والصحافي الأول، والطبيب الأول، ومهندس الآبار الأول، فضلا عن سند السيدة الأولى. كما أنه الفنان الأول، أي الممثل والمغني والمخرج الأول لمسرحية المؤتمرات و الندوات… إلخ، رغم المناصب السيادية التي يتقلدها ، فهو المخبر الأول: الرجل الذي يعرف كل شيء ويعلم كل الخبايا والخفايا، ويشرف يوميا ولحظيا على كل شأن وأمر، ويتلقى التقارير يومياً عبر الهاتف، وتقريرا كبيرا مكتوبا، إلى جانب مكالمات هاتفية متعددة يقدمها إليه في أي لحظة يختارونها من لحظات الليل شخصيات محددوة تحظى بثقته، من الرابوني و السفارات و التمثيليات و إقليم الباسك حول أي شأن يرونه مهما كانت تفاهته. لا يثق « زعيم الثورة » بأحد من حكومته وممثليه في الخارج، لذلك يدس عليهم من أتباعهم ومعاونيهم من يخبره بأدق تفاصيل حياتهم وأنشطتهم ويطلعه على أسرارهم، لإعتقاده أن رضوخهم له يتطلب معرفة كل شاردة و واردة عن كل واحد منهم، و يورطهم في السرقة و الإحتيال وبُغض العامة لهم، لأن في شمول معارفه الأمنية غالبا، ضمانة لنظام الرعب والتحكم الذي يديره باعتباره منسق أجهزة الأمن ومراقب مؤسساته أكثر منه رئيس دولة يمارس سلطة مشرعة من خشبة المؤتمر أو دستورية تتصل بتمثيلها...يتبع...............................
حرب التحرير تضمنها الجماهير