اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الرئيس يتابع العملية من السماء والشعب يستهجن النصر المحقق

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/01‏/2012 | الثلاثاء, يناير 10, 2012


بقلم :أحمد بادي محمد سالم*
"ليس للأكذوبة أرجل ولكن للفضيحة أجنحة" مثل صيني يمكن ان توصف به نتائج عملية تفكيك -مخيم شباب الثورة- العملية  المظفرة و التي حدثت في هجيع الليل الأخير . ثلة مؤمنة من أبناء الشعب البررة تتسلل في جنح الليل التالي بعدتها وعتادها لتحقق النصر المؤزر وتعود سالمة لأماكنها بعد تحقيق الهدف النبيل !  يمكن الآن لوسائل الإعلام الوطنية أن تنشر الخبر بكل حيثياته حتى يتكشف حجم النصر المحقق والعتاد المغنوم وعدد الأسرى !
الى السماء وحيث كانت طائرة الرئيس العائدة من بلوموفنتين الجنوب إفريقية يكون دخان المعركة العظيمة قد تسلل بكل تأكيد  من النوافذ المقفلة  ثم  يبدأ المشهد الثاني  في غياب الزعيم ! 
على شاكلت سيناريوهات الموساد الإسرائيلية تحدث العملية فتسقط الرؤوس الصغرى أو تُلام بينما تبقى الرؤوس الكبيرة بعيدة عن كل شبهة او نقص في التفكير . يذهب رئيس الدولة والامين العام للجبهة والقائد الأعلى للقوات المسلحة والقاضي الأول في البلاد الى جنوب أفريقيا فيحدث فراغ قانوني فليس لتنظيم  رب يحميه مادام الرجل في يده مفاتيح كل شيء ,   تنجر عن ذلك  فوضى وتناحر بين زعماء إقليم "الرابوني" الشرقي والغربي  يكون ضحيتها تفكيك مخيم الشباب المعتصم  ووسط  البلبة لا احد ينظر للصورة بكل أبعادها المهم ان القائد الهمام لم يكن موجودا حينها فحدثت الكارثة ! " واللي ماهو سارق ماتخلعوا القصاصة" على رأي المثل الشعبي !
ثمة أسئلة بسيطة تخامر كل لبيب أين الرئيس من كل الذي حدث ولماذا غاب عن النصر الباهر في المعركة المقدسة لإسترداد هيبة دولة أمانة المؤتمر الثالث عشر للجبهة وكيف سيكافيء الفاعلين الأشاوس بعد ان يتلاشى الرماد والغبار !
يمتلك الرئيس  96  بالمئة من رقاب الشعب ، بيعة لاتراجع فيها بعد ان هزم ظِله في قاعة "التفاريتي" المحررة ,لذلك فلا احد يحق له مسائلته او حتى مجرد التفكير بإن له ضلع في الذي حدث ! مادام له علينا حق الطاعة والولاء بحسب "مفتي البلاد"
ومع ذلك وفي عز الربيع العربي تحاول القيادة أن تغير مجرى النهر  وتغرد خارج السرب الذي قال الرئيس نفسه أننا كنا نغرد فيه وحدنا قبل الجميع منذ 1973 !  إسئلوا قوم الإذاعة عن توصيفه للربيع العربي في آخر كلمة له قبل إعادة انتخابه النزيهة والشفافة !
نصر القيادة وهي تصارع طواحين الهواء وتنشر فضيلة القمع الممنهج لتعيد سيرة. 
عظماء سجن الرشيد العتيد من تحت غبار لحمادة الى وجه ارض "الرابوني" العتيق.
كان نصرا بطعم الهزيمة وهو مالمسناه حقا في "المستقبل الصحراوي"   وتجسد ذلك  في الإستهجان المطلق والكبير من مختلف أطياف الشعب الصحراوي  والمعبر عنه في حجم الرسائل التي وصلتنا تندد بالحدث وتستهجن النصر المحقق وتستنكر العمل وفاعليه !  بل وتضع انفسها فداء للشباب وذاك ديدن الشرفاء .
قد تتبادل القيادة تهاني الفوز بالنصر المظفر . وقد تُزيح المخيم ليس فقط مخيم  الشباب المعتصم بل حتى مخيمات اللاجئين الصحراويين من الوجود على أرض لحمادة وسط إرتهانات سياسية مطبوخة تضمن لها الربح السريع لكنها كما ملك المغرب الراحل الحسن الثاني لن تستطيع ان تملك قلوب الشباب الصحراوي الباحث عن الحياة  وسط لهيب الواقع المرفوض ! وإن غدا لناظر قريب !
*رئيس التحرير