اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

حكومتنا "الجديمة"

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/01‏/2012 | الأحد, يناير 29, 2012


زيني اعلي طالب
 الدرس المستفاد من التغييرات الوزارية الاخيرة في الحكومة الجديمةـ قديمة في جديدةـ ان نظام الجبهة لن يهنىء الصحراويين على فرحة بالتغيير ولن يحقق لهم امل بالإصلاح.
فما حدث حمل رسالة للصحراويين باننا عندما نغير احدا نغيره ليس لانكم ساخطون عليه بل لان ارادتنا السامية ارادت ذالك وعندما ستبتهجون بزواله سنكرمه ونصمم على بقائه بشكل او بآخر ضمن التركيبة ,لكي لاتظنوا اننا نضع شيئا من اجل سواد عيونكم فأفيقوا .
الرسالة الاخرى التي وصلت بقرارت التكريم العاطفية الغامرة كانت لايظن واهم منكم انه يمكن ان يتم فتح ملفات فساد أي من المكرمين او حتى مطالبتهم بتقديم كشف حساب عن ما جنوه *من الجني و الجناية معا *ولهذا السبب نرى, نقرا  ونسمع التأكيدات المحمومة في كافة الوسائل الحكومية ان كل الخارجين المكرمين "وخيرت بيهم" وان على " التركة " المعارضين ان يلزموا السنتهم في افواههم ويرضوا بقليلهم ويتركوا الجمل يخرج بما حمل .
لكن الرسالة الاخطر التي ستصل لأي مسؤول فاسد او متغطرس او متجبر هي انه لاتخف شيئا ولا تخش غضب الشعب او سخط الصحافة اوحنق المعارضين افعل ما بدا لك فانت في اعيننا وحتى لو اضطرتك الظروف وخرجت ستظل في اعيننا ولن تخرج بفضيحة او محاسبة سنسكنك في المجلس الشعبي او سنقطعك منصبا شرفيا طريا تستمتع فيه بانفاق ما افاء به الله عليك من الوزارة.
لقد افقدت هذه القرارات الكثيرين املهم في الغيار الوزاري الاخير الذي كنا نتمنى ان يكون تغييرا شاملا يضخ الدماء في شرايين الوطن المتصلبة المتهالكة ,صحيح اننا ابتهجنا وشعرنا بالتفاؤل ببعض القادمين الجدد الذي لا اتفق مع بعض الاصدقاء في اعلان التشاؤم منهم او الحكم عليهم قبل اعطائهم الفرصة للعمل .
لكن ايا كان التفاؤل بهؤلاء فلا ينبغي ان ننسى انهم لايعملون في جزر منعزلة ,بل يعملون لتنفيذ سياسة عرجاء عوراء عنيدة  قد تفقدهم اساسا الانجاز المشرف الذي حققوه وهم في كنف الشعب، لا شك ان هناك كفاءات تكنوقراطية  متميزة ضمتها الحكومة الجديدة لكن مشكلتها انها جاءت لخدمة حالة سياسية فاسدة هي تسخير موارد الشعب لخدمة المصالح الشخصية للحكام .
ولذلك فكل انجازاتها ستكون قصيرة الأمد ففي العالم كله لا يمكن فصل الآداء الخدمي عن الفكر السياسي .
مشكلتنا في فقدان الثقة السياسية في حدوث تغيير ,و شعور المواطن ان حكامه يعملون ويسيرون عكس الدرب الصحيح  لتحقيق هدفه المنشود في الحرية والاستقلال والدفع بالبلد الى الامام ,وهذا الهدف لن يتتحقق إلا في ظل اصلاح سياسي شامل وكامل دون ان تضيع سنوات جديدة من عمر الصحراء الغربية في الوهم .
ولن يتحقق الا عندما تتخلى الدولة عن سياسة الاعلام المصفق المطاطيء ولو داخليا على الاقل وعدم ضيقها بالآراء المعارضة والساخرة والمتشائمة بل وحتى الساخطة اليائسة ,فلا يمكن ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية دون ان يكون لهذه الاراء شرعيتها و تواجدها و تاثيرها .
قد تكون هذه مجرد امنيات لن تتحقق كغيرها من الاحلام التي كنا ننتظر تحقيقها في المؤتمر 13 للجبهة وانقلبت الى خيبات امل حقيقية ,لكنها على أي حال احلام مشروعة لآلاف الصحراويين وعليهم ان يصحوا من سباتهم لانتزاعها.
وليس عزيزا على الله ان يهدي حكامنا بدلا ان يهدهم فيفتحوا صفحة جديدة مع الناس ,صفحة ليس فيها شعور التشفي في المعارضين وليس فيها السعي المحموم للتربح وليس فيها روح الغطرسة على الناس و الشعور بانهم لا بد ان يكونوا ممتنين لوجود حكامهم في الحياة ,صفحة يبيضون بها صحائفهم السود يوم القيامة لو كانوا ما زالوا يذكرون ان لهم يوما سيقومون فيه من كراسيهم.